الظلم يُعرّف بأنه تجاوز الحدود المقبولة والخروج عن المعايير الطبيعية، مما يؤدي إلى التصرف بطرق غير صحيحة تجاه الأمور، فضلاً عن انتهاك حقوق الآخرين. ومن الأمثلة على ذلك التعدي على الأعراض أو المال.
يمارس الظالم ظلمه نتيجة لظلام قلبه الذي يعميه عن أفعاله، مما يجعله بلا مبالاة تجاه الآخرين وخصوصًا تجاه عواقب ظلمه الوخيمة. في هذه المقالة، سنستعرض مقدمة وخاتمة حول موضوع الظلم، بالإضافة إلى أهم المعلومات المتعلقة به.
مقدمة عن الظلم
- يعد الظلم من الأمور المحرمة بشكل قاطع، بحيث لا يُوجد أحد يستطيع أن يبرره بأي شكل، بغض النظر عن سياقه.
- أي شكل من أشكال وضع الأشياء في غير مواضعها الصحيحة يُعتبر ظلمًا محرمًا، كما جاء في الحديث القدسي: “يا عبادي، إني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم، فلا تظالموا”.
أنواع الظلم
قال الله تعالى: “إن الشرك لظلم عظيم”، وهذا يُعد من أخطر أشكال الظلم. وهناك أنواع عديدة من الظلم، منها:
- ظلم الفرد لنفسه من خلال ارتكاب المعاصي، كما قال تعالى: “فمنهم ظالم لنفسه”. وأحد أسوأ أنواع الظلم الذي يُتَحمل هو الشرك بالله.
- قتل النفس يُعتبر من المحرمات، وكذلك أكل أموال اليتامى، حيث يُشبه أكل النار في البطون. بشكل عام، أكل أموال الناس بغير حق يُعتبر ظلمًا، مثل الرشوة أو الاستيلاء على الأراضي أو عدم سداد الديون.
- إفساد أحد الزوجين للآخر يُعد ظلمًا، بغض النظر عن الطريقة.
- التلاعب في عمليات البيع والشراء، بما في ذلك الغش وعدم الأمانة يعد أيضًا شكلًا من أشكال الظلم.
- سب الآخرين أو إهانتهم يُعتبر من مظاهر الظلم.
- عدم تعليم الجاهل أو التردد في تقديم المعلومات له يُعد ظلمًا.
- عدم توفير حقوق العمال، والحديث عن أعراض الآخرين، وعدم إنجاز معاملاتهم تُعتبر أمورًا ظلمية.
- التمييز عند التعامل مع الزوجات في حالة تعدد الزوجات يُعتبر ظلمًا أيضًا.
- إيذاء الجار لجاره يُعد من أشد أنواع الظلم، فضلاً عن سب الآخرين.
عقاب الظالم ومآلاته
- من الواضح أن عقاب الله للظالم سيكون عظيمًا وذميمًا، حيث يكون الانتقام منه في الدنيا والآخرة.
- مأساة الظالم تحدث في الدنيا قبل الآخرة، حتى لو كان جبلًا، فإن الله سيجعله دكًا.
- أما المظلوم، فعليه التحلي بالصبر، حيث سينال أجرًا عظيمًا. وفي نهاية المطاف، سيفوز بقدرة الله وسيقتص ممن ظلمه.
- وإذا عفا المظلوم عن الظالم، فإنه سيحصل على جزاء عظيم حيث يقول الله تعالى: “وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله”.
أحاديث نبوية عن النهي عن الظلم
هناك العديد من الأحاديث التي تطرقت إلى تحريم الظلم، منها:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا”. كما أضاف عند الحديث عن الحاجات الإنسانية: “كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدِكم”.
- قال أيضًا: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”. ويحذر هنا من الظلم الذي سيؤدي إلى الظلمات يوم الحساب.
- وفيما يتعلق بنصرة المسلمين لأحدهم، سواء كان مظلوما أو ظالما، فإن الرسول أكد أن النصرة تكون من خلال منع الظالم من الظلم.
