موقع رأس البر: دليل شامل عن المدينة

مدينة رأس البر

تعتبر مدينة رأس البر واحدة من المدن المصرية الصغيرة الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط في محافظة دمياط، جمهورية مصر العربية. تلتقي مياه نهر النيل بمصبها في البحر المتوسط داخل المدينة عبر منطقة تسمى “اللسان”. تاريخياً، وقبل الفتح العربي، كانت تُعرف رأس البر باسم “جزيرة دمياط”. وفي عهد المقريزي، وُصفت المدينة بأنها “مرج البحرين”. يعزى هذا الاسم إلى أن رأس البر هي أول نقطة تطل على البحر الأبيض المتوسط عند النظر إلى خريطة مصر، حيث تتقدم في البحر بشكل يشبه اللسان، مما يجعلها تمثل بداية البر في البحر المتوسط.

تاريخ المدينة

أُكتشفت رأس البر عام 1828، حيث كان شيوخ الصوفية ومريدوهم يتجمعون في مجموعات يسيرون شمالاً بمحاذاة نهر النيل احتفالًا بمولد سيدهم الجربا، في منطقة الجربا التي تقع جنوبي المدينة. كان التجار يتوافدون إلى رأس البر للقاء السفن القادمة من رحلاتها، ويشهدون احتفالات المتصوفين، واستمروا في البقاء في هذا المكان الهادئ الذي يُشعر بالطمأنينة والتأمل.

في فصل الصيف، كانت العديد من العائلات تستخدم السفن الشراعية لعبور نهر النيل، حيث يرسي أفرادها في رأس البر وينطلقون في نزهات، يمارسون الرياضة والصيد. وشُيدت العديد من الأكواخ المصنوعة من حصر البردى. وبعد عام 1965، تم الاهتمام برأس البر كمصيف منظم، حيث أُقيمت صفوف من المساكن بين الشاطئ والبحر، مما حولها إلى أعشاش خشبية ومعمارية.

زار العالم الألماني “كوخ” رأس البر عام 1883، وكتب تقريراً يصف المدينة كمصيف استثنائي يتميز بجمال موقعه، وشواطئه الذهبية، والهواء النقي والجاف. كما أشاد بهدوء المنطقة وابتعادها عن الضوضاء والإزعاج، وانخفاض رطوبة شواطئها مقارنة بالشواطئ المصرية الأخرى، فضلاً عن غنى هوائها باليود.

في عام 1891، أسس اثنان من الفرنسيين، رجل يُدعى “بكلان” وآخر يُدعى “كورتيل”، مطعماً بالقرب من طابية الشيخ يوسف، بالإضافة إلى إنشاء أول فندق يُعرف باسم “راق” في وسط المصيف بهدف جذب السياح. تبع ذلك بناء فنادق أخرى، وفي عام 1902، وُضعت خريطة بسيطة للمصيف تحدد مواقع الإعشاش والأسواق وغيرها من المعالم.

رأس البر في الوقت الحاضر

اليوم، تحتل رأس البر مكانة بارزة على خريطة السياحة المصرية، حيث تُعتبر من أبرز المصايف في جمهورية مصر وأحد أهم الوجهات السياحية في محافظة دمياط. شهدت المدينة تطوراً هائلاً في خدماتها ومرافقها، مما جعلها وجهة سياحية متميزة. تتوفر فيها جميع وسائل الراحة والاستجمام، مع الاستمتاع بالطبيعة الساحرة التي تفتقر إلى الصناعات ومصادر التلوث، مما يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء، وسط حدائقها الخلابة ومساحاتها الخضراء ونخيلها. كما تحتضن المدينة بعض المزارات الدينية التي تُضفي طابعاً روحياً على زيارتها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *