إن موضوع انخفاض مستوى السكر عند الأطفال من الأمور التي تشغل بال الأهل، لا سيما عندما يكون الأطفال مصابين بهذا المرض. فعند التعامل بالطريقة المناسبة، يمكن التقليل من مخاطر هذا الانخفاض على صحة الطفل. لذا، سنستعرض أهم الأسباب الكامنة وراء انخفاض مستوى السكر عند الأطفال، بالإضافة إلى كيفية التعامل معه بشكل فعال.
أهم أعراض انخفاض السكر عند الأطفال
يُعرّف انخفاض السكر في الدم بأنه انخفاض حاد في مستويات السكر مقارنةً بالمعدل الطبيعي. يمكن أن يحدث هذا الانخفاض نتيجة لزيادة النشاط البدني أو تناول جرعات كبيرة من الأنسولين. ومن أبرز الأعراض المعبرة عن انخفاض السكر الجوع، التعرق الزائد، شحوب الوجه، بالإضافة إلى زيادة العصبية والقلق، والألم الشديد في الرأس. كما قد تظهر أعراض أخرى على المراهقين مثل الخمول والنعاس، وعدم التوازن، والحديث غير الواضح، فقدان الوعي، وبعض السلوكيات غير المعتادة.
أساليب التعامل مع انخفاض السكر عند الأطفال
إذا كان الطفل يعاني من انخفاض في مستوى السكر، يمكنك اتخاذ الإجراءات التالية:
- تقديم كوب من العصير الطازج للطفل، بالإضافة إلى بعض أقراص الجلوكوز.
- يمكن أيضًا إعطاؤه بعض الحلويات، حيث يساعد تناول أي طعام يحتوي على السكر في تخطي هذه الحالة.
- من المهم قياس مستوى السكر في الدم بعد مرور 15 دقيقة من تناوله للطعام، حيث نلاحظ عادة ارتفاع السكر ليصل إلى المعدل الطبيعي. في حالة استمرار انخفاض مستوى السكر، يجب تقديم المزيد من السكر، وإعادة القياس بعد ربع ساعة.
- تابع حالة الطفل بإمعان؛ لأن عدم اتخاذ التدابير اللازمة قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، مما قد يسبب فقدان الوعي.
- قد يتطلب الأمر أحيانًا علاجًا عاجلًا بواسطة حقن هرمون الجلوكاجون الذي يحفز زيادة إفراز السكر. إذا لم يستجب الطفل للعلاج المنزلي، يجب استشارة الطبيب.
كيفية الوقاية من انخفاض السكر عند الأطفال
يمكننا حماية أطفالنا من انخفاض السكر باتباع النصائح التالية:
- إجراء تحليل دم يومي لقياس مستوى الجلوكوز في الدم، مما يساعد في تجنب ظهور أي أعراض جديدة.
- التأكد من إعطاء الطفل جرعة الأنسولين في الأوقات المحددة من قِبل الأطباء، مع مراعاة تقليل الجرعة في حالات معينة، مثل قبل البدء في التمارين الرياضية أو عند عدم تناول الوجبة بالكامل.
صنّف الأطباء حالات انخفاض مستوى السكر في الدم إلى نوعين: انخفاض خفيف وانخفاض حاد. إذا واجه طفلك أي نوع منهما، فهو بحاجة لرعاية خاصة من الآباء وباقي أفراد الأسرة. يجب أن يوجد دائمًا شخص بالغ لمراقبة صحة الطفل بعناية.
تُعتبر المستويات الطبيعية للسكر في الدم للأطفال قريبة من تلك الخاصة بالبالغين، بحيث تكون أقل من 100 ملغ/ديسيلتر بعد صيام 8 ساعات، وأقل من 140 بعد ساعتين من تناول الوجبة. يجدر بالذكر أن مستويات السكر الطبيعية قبل تناول الوجبات تصل إلى حوالي 70 أو 80 ملغ لكل ديسيلتر.
أعراض انخفاض السكر أثناء النوم
قد يعاني الأطفال من انخفاض مستويات السكر خلال النوم، وهو ما يُعرف بانخفاض السكر الليلي. وقد لا يدرك بعض الآباء حدوث هذه الحالة رغم شيوعها، إلا أن لها عواقب وخيمة:
- شعور الطفل بالتعب الشديد عند الاستيقاظ.
- استمرارية البكاء عند الاستيقاظ.
- يجب على الوالدين مراقبة الطفل عن كثب، خاصة إذا كان مصابًا بداء السكري، ومحاولة فحص حرارة رقبة الطفل، حيث إن البرودة قد تشير إلى نوبة انخفاض السكر.
أسباب انخفاض السكر أثناء النوم
هناك عدة عوامل تؤدي إلى زيادة خطر ظهور أعراض انخفاض السكر أثناء النوم، منها:
- انخفاض مستويات الأنسولين في الجسم.
- تناول الكحول قبل النوم.
- عدم تناول وجبة العشاء أو تناولها بكميات قليلة، مع الالتزام بتناول الجرعة المعتادة من الأنسولين.
- القيام بأنشطة مرهقة، مما قد يؤدي إلى شعور بالتعب ليلاً.
- تناول جرعة زائدة من الأنسولين تتجاوز الكمية الموصى بها من قبل الطبيب. لذلك، من المهم مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة الصحية وطلب المشورة اللازمة.
كيفية الوقاية من انخفاض السكر أثناء النوم
توجد مجموعة من الإجراءات التي تساعد في الوقاية من انخفاض السكر أثناء النوم، ومنها:
- مراقبة مستويات السكر عن طريق قياسها قبل النوم، حيث ينبغي ألا تقل عن 6.5.
- التحقق من مستويات السكر في الفجر، مع إعادة القياس عند الاستيقاظ.
- مراجعة الطبيب إذا كانت جرعة الأنسولين ليلًا هي السبب وراء انخفاض مستويات السكر عند الأطفال.
- التأكد من تناول وجبات كاملة.
- تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات في المساء.
هل هناك مخاطر من انخفاض السكر أثناء النوم؟
يمكن أن يؤدي انخفاض السكر أثناء النوم إلى استيقاظ الطفل بشكل متكرر، مما يعيق حصوله على الراحة الكافية. وعليه، قد يشعر الطفل بعدم التوازن أو بأن نمط استيقاظه غير طبيعي، حيث قد لا يلاحظ أعراض انخفاض السكر بسبب غياب العلامات الواضحة، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالته الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتطور الحالة إلى ما يُعرف بنقص الانتباه لانخفاض السكر، والذي يعني عدم ظهور الأعراض على المريض رغم انخفاض مستوى السكر في دمه، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كفقدان الوعي أو النوبات أو حتى الوفاة.
لذا يجب على الأهل متابعة أطفالهم، خاصة المصابين بداء السكري، واستشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
أعراض انخفاض السكر أثناء النوم لدى البالغين
يمكن أن تظهر على البالغين مجموعة من الأعراض، مثل:
- ارتفاع درجات حرارة الجسم، مع وجود تعرق واضح ورطوبة ملحوظة على الجلد.
- تعاني من اضطرابات في النوم مصحوبة بالأرق والانزعاج دون تواجد أسباب واضحة.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- شعور بالقشعريرة والرجفة في الجسم.
- الكلام أثناء النوم.
- ظهور تغييرات مفاجئة في صوت الأنفاس، سواء كانت سريعة جدًا أو بطيئة بشكل قد يثير القلق.
توجد أيضًا مؤشرات قد يشعر بها الشخص عندما يستيقظ من النوم، والتي قد تدل على وجود أعراض لانخفاض السكر أثناء الليل، مثل:
- الشعور بالصداع الشديد عند الاستيقاظ مبكرًا.
- الإحساس بالإجهاد والتعب خلال ساعات النهار.
- تواجد رطوبة عالية على الوسائد نتيجة التعرق الليلي.
- مستوى سكر غير عادي عند الاستيقاظ.