تُعتبر مسألة الفرق بين عمرة التمتع والعمرة المفردة من المواضيع المهمة التي يجب تناولها عبر موقع maqall.net، حيث يجهل الكثيرون هذا الفارق الجوهري بين العمرتين فيما يتعلق بالموعد وطريقة الأداء والإحرام.
بصفة عامة، تعني العمرة شرعًا زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء المناسك المطلوبة بشكل صحيح، مثل الطواف والحلق والسعي وغيرها.
الاختلافات بين عمرة التمتع والعمرة المفردة
يوجد تباين واضح بين العمرتين من حيث الالتزامات المترتبة على الشخص في أدائهما. وفيما يلي سنستعرض هذه الفروق:
- الشخص الذي ينوي أداء عمرة التمتع يجب عليه قصر شعره، حيث لا يُسمح له بحلقه، بينما يُسمح في العمرة المفردة للشخص باختيار ما بين الحلق والتقصير.
- يجب أن يتم الإحرام في عمرة التمتع من ميقات بعيدة، بحيث لا يُعتبر من أدنى الحل، في حين يجب أن يتم الإحرام في العمرة المفردة من أدنى الحل.
- تُؤدى عمرة التمتع خلال الأشهر الحرم بعد الحج مباشرة في نفس السنة، وهذه الأشهر هي شوال، وذي القعدة، وذي الحجة، بينما يمكن أداء العمرة المفردة في أي وقت من السنة.
فضل العمرة
رغم وجود الفروق بين عمرة التمتع والعمرة المفردة، إلا أن فضل العمرة يبقى واحدًا كما ورد في الأحاديث النبوية. وفيما يلي بعض الأدلة من السنة:
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن طاف بهذا البيت أسبوعًا يُحصيه، فصلى ركعتين، كان كعِتقِ رقبةٍ، وما وضع رجلٌ قدمًا، ولا رفعها؛ إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة.”
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “العُمرة إلى العُمرة كفارةٌ ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.”
- وعن عامر بن ربيعة، قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما يُنفي الكير خبث الحديد.”
- وعن هرم بن خنبش، قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “عُمرةٌ في رمضان تعدل حَجَّةً.”
أركان العمرة
يتعين على الشخص الالتزام بأربعة أركان أساسية حتى تكون عمرته صحيحة بإذن الله، وهي كالتالي:
- الإحرام: حيث يجب على المرأة الاغتسال حتى وإن كانت نفساء أو حائض.
- أما الرجل، فيرتدي ملابس الإحرام ويتطيب، ثم يؤدي صلاة الفريضة إن كانت في وقتها، أو ركعتين لله إذا كانت غير وقتها، وينوي.
- الطواف: يبدأ المعتمر من الحجر الأسود، ويحاول لمسه وتقبيله إذا استطاع.
- إذا لم يتمكن، يجب عليه التكبير والقيام بطواف السبعة أشواط.
- السعي: يتمثل في السعي بين الصفا والمروة، حيث يبدأ المعتمر من جبل الصفا وصولًا إلى المروة.
- يُحسب هذا كشوطة واحدة، والعودة من المروة إلى الصفا تعتبر شوطة أخرى، وهكذا حتى يتم السبع أشواط.
- تقصير الشعر أو حلقه: يُفضل للرجل أن يحلق شعره، بينما ينبغي للمرأة قص شعرها من الأطراف.
واجبات ومستحبات العمرة
توجد مجموعة من الواجبات اللازمة لنجاح العمرة، بالإضافة إلى المستحبات التي يُفضل على المعتمر القيام بها. ومن بين الواجبات:
- الإحرام من الحل إذا كان داخل الحرم، أو من الميقات إذا كان بين مكة والميقات.
- تقصير الشعر أو حلقه، وهذا يعد شرطًا أساسيًا، حيث يؤدي ترك شيء منها إلى إحرام الدم.
أما المستحبات فتشمل:
- الاغتسال وتطيب الجسد.
- حلق شعر العانة وتقليم الأظافر.
- رفع الصوت بالتلبية للرجال وترديد “لبيك اللهم عمرة”.
- تقبيل الحجر الأسود إذا أمكن المعتمر الوصول إليه دون زحام.
- كثرة الدعاء والذكر لله عز وجل.
- السرعة في الأشواط الثلاثة الأولى، ما يُعرف بالرمل.
- صلاة ركعتين بعد الطواف مباشرة.
- عند السعي، يُستحب الهرولة بين العلمين والصعود إلى الصفا.
حكم العمرة
إن الفرق بين عمرة التمتع والعمرة المفردة لا يؤثر في الحكم الشرعي لهما، حيث توجد آراء متعددة. وأهمها:
- رأي الشافعية ومذهب أحمد بن حنبل، الذي يعتبرها واجبة واستندوا إلى حديث أبو رزين العقيلي الذي قال: “يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن، قال: فحج عن أبيك واعتمر.”
- رأي الحنفية والمالكية اللذان يرون أن العمرة سنة، ويستندون إلى ما جاء عن جابر بن عبد الله، حيث سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: “أواجبة هي؟” قال: “لا، وأن تعتمروا هو أفضل.”
سنن العمرة
هناك مجموعة من السنن التي يجب على المعتمر اتباعها، سواء كانت أقوالًا أو أفعالًا، وتتمثل فيما يلي:
- الاغتسال قبل دخول مكة.
- الاستمرار في تسبيح وتكبير الله عز وجل بدلاً من الحديث عن أي موضوع آخر.
- بعد الطواف، يُفضل أداء ركعتين لله خلف مقام سيدنا إبراهيم.
- يجب على المعتمر استقبال القبلة عند البدء في الإحرام أو الدخول في مناسك العمرة.
