الجمهورية العربية السورية
تُعد الجمهورية العربية السورية واحدة من الدول العربية البارزة، الواقعة في منطقة الشرق الأوسط بجنوب غرب قارة آسيا. تحدها العراق من الشرق، بينما يحدها البحر الأبيض المتوسط ولبنان وفلسطين من الغرب، كما تحدها الأردن من الجنوب وتركيا من الشمال. تتميز سوريا بتنوع مدنها التاريخية والجمالية، ومن أبرزها العاصمة دمشق. تجسد سوريا مركزاً استراتيجياً هاماً، حيث تُعتبر حلقة وصل بين قارة آسيا من جهة، وقارتي أفريقيا وأوروبا من جهة أخرى، كما أنها تطل على منطقة البحر الأبيض المتوسط مما جعلها وجهة بارزة للتجار وممرًا حيويًا بين ثلاث قارات.
مدينة دمشق
تتربع دمشق على عرش عواصم الجمهورية العربية السورية، إذ تقع في السهل الجنوبي الشرقي لجبال لبنان الشرقية. كما تحاذي الحدود الغربية للبادية السورية التي تمتد نحو شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين. تشتهر دمشق بمواردها المائية الوفيرة، حيث تتدفق الينابيع والأنهار فيها، مما يسهم في خصوبة تربتها ويجعلها مؤهلة للزراعة، ويعزز كذلك من نموها العمراني.
تاريخ مدينة دمشق
تعتبر دمشق واحدة من أقدم المدن في التاريخ، حيث يُفصح ياقوت الحموي في كتابه المعروف “معجم البلدان” عن أن مؤسس المدينة هو دماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشذ بن سام بن نوح، مما أضفى عليه طابع التقدير. بينما هناك روايات أخرى تُسند بناءها إلى العازر غلام النبي إبراهيم عليه السلام، مستندةً إلى ورود اسم عازر في التوراة بصفة الدمشقي. في الوقت نفسه، أكد ابن عساكر في مؤلفه “تاريخ مدينة دمشق” أن المدينة كانت من أولى البقاع التي أُعِيد بناؤها بعد الطوفان، حيث جاء ذكر حائط حران ودمشق وبابل في سياق الأقدمية.
تحولت دمشق إلى عاصمة للخلافة الأموية عام 661 ميلادي، ثم انتقلت السيطرة إلى الطولونيين خلال فترة الدولة العباسية الثانية، تلاهم الإخشيديون. وقد شهدت المدينة تتابع الحضارات حتى أسقطت تحت الحكم العثماني عام 1561 م، والذي استمر لقرابة 400 عام حتى دخول الأمير فيصل بن الشريف حسين بن علي، حيث تمت عملية التحرير من السيطرة العثمانية وأسس المملكة السورية وعينها عاصمة لها عام 1920 م.
استمرت المملكة السورية تحت الانتداب الفرنسي وفق معاهدة سايكس بيكو عام 1916 م، حيث تمكنت القوات الفرنسية من دخول المدينة بعد معركة ميسلون التاريخية بقيادة القائد يوسف العظمة. استمر هذا الانتداب حتى عام 1946 م، عندما تمكنت سوريا من استعادة استقلالها التام بعد مغادرة القوات الفرنسية.