القيمة الغذائية للقمح ومنتجاته

القمح ومشتقاته يعتبران جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فنحن نتناول القمح بصورة دائمة في العديد من الأطعمة. في هذا المقال، سنستعرض مشتقات القمح ونتناول موضوع حساسية القمح التي قد تُصيب بعض الأفراد.

ما هو القمح؟

  • يمتاز القمح بقيمته الغذائية العالية، ويحتل مكانة هامة في الأغذية على مستوى العالم، حيث تُعتبر نسبة مبيعاته مرتفعة بسبب اعتماده في تحضير العديد من الأطعمة اليومية.
  • ظهر القمح لأول مرة في شكل قمح بري في المجتمعات القديمة القريبة من نهري دجلة والفرات وفي المناطق المعروفة بمناخها الدافئ.
  • القمح الذي نزرعه اليوم يأتي من عائلة النجيلية ويُزرع على مدار العام، حيث يتم حصاده في أوقات محددة تعتمد على مواعيد زراعته.
  • تُعتبر الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا من بين أكبر الدول المنتجة للقمح حسب الترتيب.
  • يستدعي زراعة القمح بيئة مناخية مناسبة، حيث يفضل النمو في المناخ الجاف والمعتدل والتربة الطينية الغنية بالعناصر الغذائية.
  • يتكون نبات القمح من جذور وأوراق وساق وبذور، حيث تُزرع البذور مدفونة تحت الأرض، وبعد عشرة أيام، تظهر الجذور الأولى، فتبدأ السيقان والأوراق بالنمو حتى يكتمل النمو بعد شهر من الزراعة، حيث تتفتح الأزهار وتمر بمرحلة التلقيح لتنتج سنابل القمح.

أنواع القمح

  • تتباين أنواع القمح باختلاف المناطق، مما ينتج عنه تنوع نوعياته.
  • تتميز جميع الأنواع بلونها الأخضر اللامع وبلونها الأصفر عند نضوجها.
  • من أشهر الأنواع، القمح الصلب الذي يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة المعكرونة والبرغل والمفتول، ويشتهر بجودته وقيمته الغذائية المرتفعة.
  • أما القمح الطري فهو النوع الأكثر شيوعًا والذي يستخدم في صناعة الخبز، ويعد الأكثر زراعة على مستوى العالم.

استخدامات القمح

  • يدخل القمح في العديد من الاستخدامات اليومية، بدءًا من الطعام وصولاً إلى العلاج، ويُستخدم أيضًا كغذاء للحيوانات.
  • تُعتبر حبوب القمح مكونًا أساسيًا في أغلب الأطعمة، فعلى سبيل المثال، قد تتناولي الخبز أو المعكرونة عدة مرات في الأسبوع.
  • كذلك، تُستخدم حبوب القمح في صنع البسكويت والمأكولات التقليدية مثل البرابرة، بالإضافة إلى البليلة التي هي عبارة عن قمح مسلوق يتم تناوله مع الحليب سواء كان بارداً أو ساخناً.

الاستخدامات العلاجية للقمح

  • يُنظَر إلى القمح في الطب البديل كعلاج للأشخاص الذين يعانون من نقص في الفيتامينات، لا سيما فيتامين B12، حيث يُعتبر مضادًا للأكسدة.
  • زيت القمح يتضمن فيتامين E الذي يعزز تخثر الدم ويساعد في تنظيم تدفقه، ويعزز الدورة الدموية.
  • يدعم القمح بشرة صحية وكثافة الشعر بسبب احتوائه على فيتامين E، كما يُعتبر غذاءً جيداً للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم بفضل غناه بالحديد.
  • كما أن القمح يعتبر غذاءً مغذياً للحيوانات، مما يبرز أهميته في مختلف جوانب الاستهلاك البشري والحيواني.

فوائد حبوب القمح

يحتوي القمح على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية القيمة التي يمكن للجسم الاستفادة منها، بالإضافة إلى دعم البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

1- الألياف الغذائية

  • تُعد الألياف الغذائية من أهم المكونات الموجودة في القمح، حيث تتراوح نسبتها بين 12% إلى 15% من وزنه الجاف.
  • كونها غير قابلة للذوبان، فإن الألياف لا تُهضم في الجهاز الهضمي بل تخرج مع البراز، مما يزيد من حجمه، كما تُعتبر غذاءً لبعض البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
  • على الرغم من ذلك، فإن التكرير الحالي لحبوب القمح يؤدي إلى فقدان معظم هذه الألياف.

2- السيلينيوم

  • يحتاج الجسم إلى كميات ضئيلة من السيلينيوم، والذي يتواجد في القمح وفقًا للتربة التي نمت فيها، حيث تختلف النسب حسب المنطقة، مثل وجوده بكميات قليلة في بعض مناطق الصين.
  • يساهم السيلينيوم في مجموعة من الوظائف الأساسية لجسم الإنسان.

3- المنغنيز

  • يُعتبر القمح مصدرًا مهمًا للمنغنيز، حيث تحتوي مئة غرام من جنين القمح على 86% من احتياجات الجسم اليومية.
  • ومع ذلك، فإن امتصاص هذا المعدن من حبوب القمح قد يكون ضعيفاً بسبب احتوائها على حمض الفيتيك.

4- الفسفور

  • يرتبط الفسفور بصحة الأنسجة ونموها في الجسم، ويتواجد في جنين ونخالة القمح، حيث يحتوي كوب المعكرونة المصنوع من الحبوب الكاملة على 12% من احتياجات الجسم اليومية من الفسفور.

فوائد القمح الكامل أو الأسمر

  • يتميز القمح الأسمر بمحتواه الغني من المعادن والفيتامينات والألياف الغذائية.
  • يوفر القمح الكامل جميع أجزاء الحبة، مما يضمن عدم فقدان أي من فوائدها القيمة.
  • على عكس القمح المكرر الذي يُفقد الكثير من تلك الأجزاء وبالتالي الكثير من الفوائد الصحية.

محاذير استخدام حبوب القمح

رغم فوائد القمح العديدة، إلا أنه يتوجب على بعض الأشخاص توخي الحذر عند تناوله، إذ قد يُسبب ضررًا بدلاً من الفائدة.

المُصابون بحساسيّة القمح

  • تعرف حساسية القمح باللغة الإنجليزية بـ Wheat allergy، وهي حالة تعاني فيها بعض الأفراد من ردود فعل تحسسية عند تناول القمح أو أي من منتجاته.
  • كما قد تصدر ردود الفعل هذه عند استنشاق دقيق القمح في حالات معينة.
  • الحل لهذه المشكلة هو تجنب تناول جميع الأطعمة التي تحتوي على القمح، بما في ذلك بعض الأدوية.
  • توجد مكونات مثل صلصة الصويا والمثلجات والنقانق التي تحتوي على القمح، لذا ينبغي مراقبة المكونات بعناية.
  • تظهر الأعراض التحسسية خلال دقائق أو ساعات من تناول القمح، سواء كان الطفل أو البالغ، وتتمثل بعوارض مثل الحكة الشديدة والتهيج في الفم أو الحلق.
  • قد تشمل الأعراض الأخرى الانتفاخ، الطفح الجلدي، والصداع، بالإضافة إلى احتقان الأنف وصعوبة في التنفس، وأحيانًا الإسهال والغثيان.

المُصابون بالتحسس الغلوتيني البطني

  • تُعرف هذه الحالة بالإنجليزية Non-celiac gluten sensitivity أو التحسس الغلوتيني، حيث تكون لدى بعض الأفراد حساسية تجاه بروتين الغلوتين في القمح، لكن دون استجابة مناعية.
  • الأعراض الناتجة عن هذه الحساسية تشمل آلام البطن والانتفاخ والإسهال والصداع، وفي بعض الأحيان الربو.
  • تشير دراسات حديثة إلى أن الأعراض لا تنتج فقط بسبب وجود الغلوتين، بل أيضًا نتيجة وجود نوع من الألياف يسمى الفركتوز، الموجود في القمح.

المُصابون بمتلازمة القولون العصبي

  • معروفة باللغة الإنجليزية باسم Irritable Bowel Syndrome، ويُعتبر 30% من المصابين بها يعانون أيضًا من التحسس الغلوتيني.
  • تزيد ألياف الفودماب الموجودة في القمح من تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي.
  • تظهر الأعراض في شكل آلام في البطن، إسهال، إمساك، ومشاكل في انتظام حركة الأمعاء، وبالتالي يجب على المصابين تقليل استهلاك القمح ومنتجاته.

الأشخاص الذين يعتمدون فقط على الحبوب والبقوليات في غذائهم

  • على الرغم من أهمية البقوليات والحبوب، فإن الاعتماد عليها فقط قد يؤدي إلى مشاكل في امتصاص بعض المعادن.
  • يحتوي القمح على الفايتيك، وهو معدن يمكن أن يقلل من امتصاص الحديد والزنك، الضروريات لتكوين كريات الدم الحمراء.
  • لكن في حال اتباع نظام غذائي متوازن، سيكون التأثير طفيفًا، وقد يُقلل من محتوى الفيتيك عن طريق تخمير حبوب القمح، مما يقلل من نسبة الفقد بشكل كبير.

الفرق بين الحنطة والقمح

  • كما ذكرنا سابقًا، يُعتبر القمح من الحبوب الأكثر استهلاكًا عالميًا، حيث يُزرع بأنواع عديدة.
  • أما الحنطة، فهي نوع قديم من القمح، تُزرع منذ آلاف السنين.
  • تحتوي الحنطة على عناصر غذائية تفوق تلك الموجودة في القمح، مثل الزنك، وتؤكد دراسات حديثة أن القمح المكرر المعدل حديثًا أقل قيمة مقارنةً بالحنطة.

الفرق بين الشعير والقمح

  • تتغاير الشعير والقمح ليس فقط من حيث الطعم والفوائد، بل أيضًا في الشكل.
  • لدى الشعير ساق منتصبة مكونة من عقد متفرقة، حيث يتراوح ارتفاعه بين 80 سم إلى متر، ويمتلك موسمين للزراعة، الصيفي والشتوي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *