تتميز الصخور البركانية بتنوعها وخصائصها الفريدة، فهي تختلف بشكل جذري عن باقي أنواع الصخور. تُعتبر هذه الصخور نتاجًا لثورات البراكين، حيث تتشكل نتيجة اندفاع الحمم البركانية الملتهبة نحو السطح، وتحدث التفاعلات الكيميائية عند التصادم بين هذه الحمم والهواء البارد عندما يتم طردها من فوهة البركان.
تتباين أنواع الصخور البركانية وخصائصها اعتمادًا على كيفية خروجها من البركان وارتطامها بسطح الأرض.
ما هي الأنواع المختلفة لهذه الصخور؟ وما هي الخصائص البارزة لها؟
- تتكون الصخور البركانية من عمليات ثوران البراكين، حيث تسعى الصهارة الموجودة داخلها للخروج، مما ينتج عنه قذف الحمم الملتهبة.
- يمكن أن تتدفق هذه الصهارة عبر شقوق الأرض الموجودة في القشرة السطحية، ويُطلق على النوع الأول “الصخور البركانية”، بينما يُسمى النوع الثاني “صخور نارية”.
- تنقسم الصخور البركانية إلى نوعين رئيسيين، بالإضافة إلى عدة أنواع فرعية، والتي سنستعرضها في السطور التالية.
تصنيفات الصخور البركانية
بصفة عامة، تنقسم الصخور البركانية إلى نوعين رئيسيين بناءً على خصائصها الصلبة، وهما:
الصخور البركانية الفتاتية والتي تتكون من مواد بركانية خفيفة تم طردها أثناء ثوران البركان، حيث تتجمع بفعل عوامل طبيعية مثل ضغط الجو والماء والهواء.
تتكون هذه الصخور بشكل خاص من الغبار البركاني أو “lapilli”، ونسب من مواد أخرى تم قذفها.
الصخور البركانية الفتاتية تتكون من حبيبات صخرية بأحجام متنوعة، من الكبيرة إلى الرماد الناعم، ويمكن تصنيفها إلى:
- قنابل بركانية، وهي كتلة التفرا المعروفة في علم الجيولوجيا، تتشكل من المواد المنبثقة عن النشاط البركاني، وتتكون عادةً عند قذف البركان لمادة اللابة.
- غالبًا ما يكون حجم القنابل أكبر من 65 سم، وتبرد في الهواء قبل الارتطام بالأرض. يمكن أن تسقط على بعد عدة كيلومترات، ويعتمد شكلها النهائي على العوامل الجوية أثناء الحركة.
- لويبات أو الحصيات البركانية، وهي تفرا صغيرة يتراوح قطرها بين 2 سم و 64 سم.
- رماد بركاني أو غبار بركاني، الذي يقل حجمه عن 2 مم، وهو نتاج التفرا الذي ينبعث من البراكين أثناء نشاطها. يتجمع هذا الغبار على الأرض، ومع مرور الوقت، يمكن أن يعزز خصوبة التربة.
- الصخور البركانية غير الفتاتية، وهي تلك التي تخرج من البراكين دون أن تتعرض للكسر، حيث تتشقق فقط عند ارتطامها بالأرض بعد أن تبرد.
أصناف الصخور البركانية الرئيسية
إليكم أهم أصناف الصخور البركانية مع أسمائها الشائعة وخصائصها المميزة:
- الصخر البركاني “البازلت”، لونها داكن وبنية حبيباتها واضحة، لا يمكن تمييز حبيبات المعادن فيها بسبب شدة ترابطها. تُعتبر الأكثر انتشارًا وعادةً ما تكون ذات أصل بركاني.
- صخر الجرانيت، من الصخور البركانية الحامضية ذات الملمس المحبب، وهي مشهورة عالمياً. يتكون من أربعة معادن رئيسية، منها الكوارتز والفلسبار.
- بفضل صلابته، يُستخدم الجرانيت عادة في مشاريع البناء الكبيرة مثل الجسور ويعتبر مادة مناسبة لإنشاء الآثار.
- الداسيت، صخر بركاني حامضي مشابه للجرانيت ولكن أقل شهرة، يتألف بشكل أساسي من البلاجيوكليز ونسبة من الكوارتز.
- البجماتيت، وهو صخر خشين جداً يأتي بأحجام كبيرة، ويتميز ببلورات كبيرة مكونة له.
- التراكيت، وهو حجر بركاني جوفي يتكون بشكل أساسي من الفلسبار، وهو نوع من الصخور الخشنة.
- الأنديزيت، وهو صخر بركاني يحتوي على معادن ويشبه صخر الديوريت في الخصائص.
- حجر السبج أو الأوبسيديان.
الخصائص المميزة للصخور البركانية
تتمتع الصخور البركانية بعدة خصائص تميزها عن الصخور الرسوبية والجيرية، منها:
- تتميز الصخور البركانية بثقل وزنها نظراً لارتفاع درجة حرارة الحمم البركانية أثناء تشكيلها.
- تحتوي على مسامات تُظهرها العين المجردة، حيث تختلف أحجام هذه المسامات.
- قوة التصلب، حيث لا تحتوي بعض الصخور البركانية على فراغات، مما يجعلها تغرق في الماء مثل الصخور العادية.
- تمتاز بالمسامية والفراغات، مما يمنحها القدرة على الطفو عند إغراقها في الماء، حيث يتم احتواء الهواء في مساماتها.
أهمية الصخور البركانية
تنقسم الصخور البركانية إلى فئتين رئيسيتين:
- الصخور الدخيلة، الناتجة عن نشاط البراكين أو الظروف الجيولوجية التي تسمح بوجود الحبيبات.
- الصخور التطفيلية، التي تحتوي على معادن ولا تحتوي على غازات، مما يجعلها مختلفة عن الصخور الرسوبية.
تستخدم الصخور البركانية بشكل واسع في العالم رغم تغطيتها مساحة قليلة من سطح الأرض، ومن استخداماتها:
- البناء، حيث تُستخدم الصخور البركانية ذات الجودة العالية لبناء الجسور والأساسات، مثل الجرانيت.
- تعبيد الطرق، حيث تُستخدم بعض الصخور لخصائصها اللزجة عند تسخينها.
- تستخدم كأحجار أو ألواح في البناء أو في الحدائق.
- تعمل على الحفاظ على الآثار بفضل بطء تآكلها.
- تستخدم في صناعة الطين الجيرية الضرورية لصناعة الإسمنت.
- استعملت قديمًا في مطاحن طحن الحبوب ومعاصر الزيتون.
- يمكن استخدامها لصناعة التماثيل والزينة نظرًا لصلابتها وجاذبيتها.
- تُستخدم كأحجار شواهد للقبور نظرًا لجمالها ولتحملها على مر الزمن.
- تُستخدم في صناعة المجوهرات لشكلها الجميل واحتوائها على معادن نادرة.
- تضفي لمسة جمالية على المنازل بفضل تنوع ألوانها وأشكالها.
الصخور البركانية وطاقة الحياة
- يُعتقد أن الصخور البركانية تحتوي على طاقة كامنة، حيث ترتفع من عمق الأرض محملة بالمكونات النارية، وقد يحمل البعض معتقدات في استخدامها للطاقة الإيجابية.
- تُباع هذه الأنواع من الصخور بأسعار مرتفعة في الأسواق.
- يمكن وضعها في أماكن محددة بالمنزل أو الحديقة لتعزيز الطاقة الإيجابية.
- كان الفراعنة يؤمنون بذلك، ويعملون على استخدامها في المعابد المقدسة.
- ولا زال الاعتقاد قائمًا بأن لمس حجر الجرانيت في المعابد يجلب الطاقة الأيجابية.
- الصخور النارية، رغم تشابهها مع الصخور البركانية، إلا أنها تعتبر نوعًا متميزًا من الصخور.
- وتظل هذه الصخور محط اهتمام الأبحاث الجيولوجية لفهم خصائصها وتأثيراتها الطبيعية.