يُعتبر الوسواس القهري الفكري وعلاجه عبر القرآن من المواضيع المهمة في علم النفس، حيث يمثل الوسواس القهري، والذي يُعرف أيضًا بالاضطراب القهري الاجباري، نوعًا من اضطرابات القلق. يتسم المصابون به بتكرار أفكار غير منطقية تخيفهم، مما يدفعهم للقيام بأفعال قهرية كنتيجة لتلك الأفكار.
غالبًا ما يكون الأفراد المصابون بهذا الاضطراب على دراية بأن تصرفاتهم غير عقلانية، ويُحاولون تجاهلها أو تعديلها، لكن محاولاتهم هذه قد تؤدي عادةً إلى تفاقم المشكلة وزيادة مستويات القلق لديهم.
تُعتبر تلك التصرفات ردود فعل قهرية تهدف إلى تخفيف شدة الوسواس القهري، حيث تبدو للمصاب كأنها ضرورة للحد من مشاعر الخوف والقلق، وغالبًا ما تدور حول موضوع محدد.
على سبيل المثال، قد يخشى بعض المصابين من الإصابة بالعدوى الجرثومية، لذا يقومون بغسل أيديهم بشكل مفرط، مما قد يسبب لهم جروحًا والتهابات جلدية نتيجة لذلك. توجد أيضًا مجموعة من التصرفات غير المنطقية المرتبطة بهذه الحالة.
أعراض الوسواس القهري
يتميز الوسواس القهري بنوعين من الأعراض: أعراض وسواسية وأعراض قهرية.
الأعراض الوسواسية
تشمل الأعراض الوسواسية أفكارًا وتصورات متكررة تُرافق الشخص على مدار الوقت، وغالبًا ما تكون هذه الأفكار عنيدة وغير إرادية، مما يؤدي إلى شعور بالضيق عند محاولة التفكير بأمور أخرى، وعادة ما تتعلق بمواضيع مثل:
- الخوف المفرط من الأوساخ والتراب.
- الاهتمام الزائد بتنظيم الأشياء وترتيبها.
- أفكار عدوانية غير مبررة.
- تصورات مرتبطة بالجنس.
الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري
- الخوف من ملامسة الأشخاص أو الأشياء التي تم لمسها مسبقًا.
- الشك المستمر في إغلاق الأبواب أو الأفران.
- أتفكير الدائم بشأن حوادث قد تؤذي الآخرين.
- الشعور بالقلق عند عدم ترتيب الأشياء.
- أفكار سلبية حول تعرض الأبناء للأذى.
- الرغبة في الصراخ.
- تصورات متكررة عن محتوى غير لائق.
- الإصابات الجلدية نتيجة الغسيل المفرط.
- تساقط الشعر نتيجة سحب الشعر.
الأعراض القهرية
تنبع الأعراض القهرية من الأفكار والتصورات المتكررة التي لا يمكن السيطرة عليها، حيث يُفترض أنها تُساعد في تقليل الضيق والقلق. على سبيل المثال، قد يعيد الشخص الذي يراوده شعور بالقلق بشأن حوادث إلى موقع وقوع الحادث عدة مرات للتأكد من عدم حدوثه، وأحيانًا يبتكرون قواعد خاصة بهم تساعدهم في مواجهة القلق والشكوك.
تدور الوساوس القهرية عادة حول موضوعات معينة مثل:
- الاستحمام والنظافة.
- العد.
- الفحص.
- الحاجة إلى التأكيدات.
- العودة إلى فعل معين عدة مرات.
- الاهتمام بالنظام.
الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري القهري
- غسل اليدين بشكل متكرر.
- التأكد بشكل متواصل من غلق الأبواب.
- التأكد المستمر من إغلاق الأفران.
- العد بشكل نمطي.
أسباب الوسواس القهري
على الرغم من عدم وجود سبب واضح للإصابة بالوسواس القهري، إلا أن العلماء ركزوا على عدة عوامل محتملة قد تسهم في ذلك، ومنها:
عوامل بيولوجية
تشير بعض الدراسات إلى أن الوسواس القهري قد ينجم عن تغييرات كيميائية في جسم الإنسان تؤثر على وظائف الدماغ. كما وُجدت دلائل على أن للعوامل الوراثية دورًا في حدوث هذا الاضطراب، رغم عدم تحديد الجينات المسؤولة بشكل قاطع.
عوامل بيئية
- يعتقد بعض العلماء أن الوسواس القهري قد يكون نتيجة لبعض العادات المكتسبة عبر الزمن.
نقص مستوى السيروتونين
- يُعتبر السيروتونين مادة كيميائية مهمة لعمل الدماغ، وعند انخفاض مستوياتها، قد يحدث خلل في وظائف الدماغ مما يؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري.
- أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتحسنون عند تناول الأدوية التي تُوازن مستوى السيروتونين.
الجراثيم العقدية في الحنجرة
- تشير بعض الأبحاث إلى أن الأطفال قد يُصابون بالوسواس القهري بعد إصابتهم بالتهاب الحنجرة نتيجة لجراثيم العقدية، لكن لا توجد أدلة قاطعة لدعم هذا الرأي.
عوامل خطر الإصابة بالوسواس القهري
يوجد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، ومنها:
- التاريخ العائلي.
- التوتر والقلق.
- فترة الحمل.
- الضغط النفسي.
موعد ظهور الوسواس القهري
يظهر الوسواس القهري عادةً في مرحلة الطفولة، حيث يبدأ في الغالب من سن العاشرة، وقد يظهر بين البالغين بدءًا من مرحلة المراهقة، تقريبًا في سن 21 عامًا.
مضاعفات الوسواس القهري
- ظهور أفكار انتحارية أو محاولات فعلية لذلك.
- الإدمان على substances مثل الكحول أو المخدرات.
- اضطرابات نفسية أخرى.
- اكتئاب شديد.
- اضطرابات غذائية.
- مشكلات جلدية نتيجة التعرض المتكرر للماء.
- فقدان القدرة على الأداء في العمل أو التعليم.
- صعوبات في العلاقات الاجتماعية.
تشخيص الوسواس القهري
عند مراجعة الطبيب، يُبدأ بتقييم الأعراض، مما قد يؤدي إلى الشك في وجود الوسواس القهري. لذلك، يُمكن إجراء عدة فحوصات طبية ونفسية.
تساعد هذه الفحوصات في الكشف المبكر عن الوسواس القهري من خلال استبعاد أمراض أخرى تحمل أعراضًا مشابهة، وتشمل:
- الفحص البدني.
- فحوصات مخبرية.
- التقييم النفسي.
معايير تقييم الشخص الخاضع للفحص
- إذا كان الشخص يُظهر سلوكيات قهرية.
- نمط السلوك غير منطقي ومبالغ فيه.
- وجود أنماط وسواسية تؤثر سلبًا على الحياة اليومية.
- تجارب مع أفكار مقلقة تسبب الضيق.
- إدراك الشخص بأن هذه الأفكار ليست واقعية.
علاج الوسواس القهري
يُعتبر الوسواس القهري من الاضطرابات الصعبة للعلاج ويتطلب علاجًا طويل الأمد قد يستمر مدى الحياة. مع ذلك، فإن العلاج يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة للمصاب، مما يمكنه من التكيف مع الأعراض ومواجهتها.
توجد نوعان رئيسيان من العلاج لعلاج الوسواس القهري، وهما:
- العلاج النفسي.
- العلاج الدوائي.
تختلف نوعية العلاج الموصى به حسب حالة المصاب وشدة الوسواس القهري، وفي بعض الحالات، يُنصح باستخدام العلاجين معًا حيث يظهر دمجهما نتائج إيجابية.
العلاج النفسي
- تُعتبر طريقة “العلاج السلوكي المعرفي” (CBT) فعالة في علاج العديد من حالات الوسواس القهري.
العلاج الدوائي
تتواجد عدة أنواع من الأدوية التي تسهم في علاج الوسواس القهري، وعادة ما يبدأ العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب.
هذه الأدوية تعمل على رفع مستوى السيروتونين في الدم، والذي قد يكون منخفضًا لدى بعض المصابين بالوسواس القهري. ومن أمثلة الأدوية الموصى بها لعلاج هذه الحالة هي:
- كلوميبرامين.
- فلوفوكسامين.
- فلوؤكسيتين.
- بروزاك.
- باروكستين.
- سيرترالين.
علاج الوسواس القهري بالقرآن
- تستخدم بعض الأفراد القرآن الكريم كوسيلة للتعافي من الوسواس القهري، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الالتزام بقراءة القرآن يُساعد في التغلب على هذه الحالة، ويعتبر علاجًا للعديد من المشاكل النفسية.
- كما يساعد القرآن في دفع الشيطان والأفكار السلبية. يُشدد على أن المصاب يجب أن يؤمن بأن الوساوس من فعل الشيطان وأن يتعهد بقراءة القرآن بانتظام.