قصائد تعبر عن مشاعر الحب

حب غير عادي لامرأة غير عادية

يقول نزار قباني:

ما يؤلمني في حبكِ، أنني لا أستطيع أن أحبكِ أكثر، وما يزعجني في حواسي الخمس، أنها محصورة، لا أكثر. إن امرأة استثنائية مثلك، تحتاج إلى مشاعر استثنائية، وشغف استثنائي، ودموع استثنائية، ودين رابع بمناسكه وطقوسه. إن امرأة فريدة مثلُك، تحتاج إلى كتب كتبت خصيصًا لها، وحزن خاص بها، وموت خاص بها، وزمن يعيش فيه وحده، على أنقاض سنوات سابقة.

لكن، وللأسف، لا أستطيع تشكيل الثواني على هيئة خواتم أضعها في أصابعك، فالسنة محكومة بشهورها، والشهور بأيامها، وأيامي محكومة بتعاقب الليل والنهار. في عينيكِ البنفسجيتين، يؤلمني أن اللغة لا تكفيكِ، وما يزعجني في الكتابة أنها لا تكتبكِ. أنت امرأة يصعب كتابتها، وكلماتي تلهث كخيول تجري على مرابعك.

مفرداتي لا تستوعب حتى بوصة واحدة من مساحات أنوثتك، ولا تكفيني لإقامة صلاة شكر لمظهر وجهك الرائع. ما يحزنني في علاقتي بكِ، أنك امرأة تتعدد لغاتها، بينما اللغة واحدة، فما الحل برأيكِ، حتى نتصالح مع إدراكنا؟

ربما كنتِ راضيةً بأنني صورتك كالأميرات في كتب الأطفال ورسمتك كالملاكة على جدران الكنائس، لكنني لا أكون راضيًا عن نفسي، فقد كان بإمكاني أن أرسمك حتى بشكل أفضل.

مع ذلك، يبقى الوقت مفاجئًا، وأنا عالق بين النحاس والحليب، بين النعاس والبحر، بين أظافر الشهوة ولحم المرأة.

ربما كنتِ قانعة، مثل العديد من النساء، بأي قصيدة حب تُقال لكِ، أما أنا، فلا أستطيع القبول بقناعاتك. فهناك المئات من الكلمات تنتظر مقابلتي، وأنا لا ألتقي بها، والمئات من القصائد تنتظر في غرفة الانتظار، وأعتذر لها إني لا أبحث عن قصيدة عابرة، بل أبحث عن قصيدتكِ.

إنني في محاججة مع جسدي، الذي لم يستطع احتضانكِ بشكلٍ أفضل. وعاتب على مسامات جلدي، لأنها لم تستطع امتصاصكِ كما ينبغي. وعاتب على خيالي، لأنه لم يقدر على تخيل كيف يمكن أن تنفجر البروق من ثديين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامن عشر في صورة رسمية.

لكن، ماذا يفيد العتب الآن، بعد أن أصبحت علاقتنا كبرتقالة شاحبة سقطت في البحر؟ لقد كان جسدك مليئًا بإمكانيات المطر، وكان ميزان الهزات تحت سُرّتكِ المستديرة، كما لو كان فم طفل. وكنت أنبئ بهز الأرض، ولكنني لم أكن ذكيًا بما فيه الكفاية لألتقط إشاراتك.

ما يحزنني في تاريخي معكِ، هو أنني تعاملت معكِ كما لو كنت بيدبا الحكيم، ولم أعاملكِ كما باید أن يكون. أشعر برغبة شديدة في الاعتذار لكِ، عن الأشعار الصوفية التي قرأتها عليكِ، يوم كنتِ تسعين إليَّ مدهشة.

أعتذر لكِ بالنيابة عن الرموز والأقنعة التي كنت أضعها على وجهي في غرفة الحب، حينما كان الجو يتطلب مني أن أكون صريحًا وجريئًا.

أعتذر لكِ على كل ما كنت أظهره من غباء. ولكنني أرجو أن تتفهمي أن هذا الحال لم يكن إلا نتاج حب استثنائي، استثنائي مثلك.

كل قصيدة، كل حب

يقول أُنسي الحاج:

كل قصيدة هي بداية الشعر، وكل حب هو بداية السماء. اجعليني ترابًا، سأعذبكِ كما تعذب الريح الشجر، وتمتصينني كما يمتص الشجر التراب.

ما ترغبين فيه، أهدِهِ إليكِ، مربوطًا بألم الفراق بيننا. أنتَزعُكِ من نفسكِ، وتنتزعينني. نغيب في الزمن والخلود، نعود حتى نتلاشى، ونغرق في وجودنا معًا.

ليس أنتِ ما أُمسكه، بل روح النشوة، وما إن اعتقدت معرفة حدودي حتى أخذتني أجنحة التأديب إلى الضياع.

من يدعي التخمة، يكون الجوع، ومن يعلن السأم، تكون لدغة الهيام.

متى يظهر الجواب وتكشف الحقيقة في صحراء الحجر؟ يظهر فجأة، كدوحة صغيرة، كدراقة مثلجة في صحراء اليقين، يظهر ويعطي الوزن للكلمات المتجاهلة.

لن أدعو للسراب، بل سأتحدث معكِ عن الحب والخوف. لذا، اجلسي، وفكري، لأن الشرط الوحيد للمضي هو الإحساس بوقوع الجمال.

حنين

يقول علاء عبد المولى:

جسد الربيع نما، وأنتِ عصيَّةٌ، لكِ يا حديقة الوحشة. عودي إلى جدل الطبيعة والرياح، إلى زواج الأرض بالذكرى.

أعيدي الزمن إلى طراوة وحلاوة ونداء، يا قوت ذاكرتي. اسكبيه في يديكِ لأستعيد الروح في خلق جديد.

إلى كائن الغياب، انتظري هبوط الأقمار من كتب السماء، فحقائب نومكِ انتشرت تعبئها الدموع.

حلمك استدار وطائر خفي يتنفس في جفاف الوجود. العواطف لعبة عاشقين، والشعر إتلاف وإيلاف.

احضري لي القصيدة من نهايتها، وضعي قمرًا على شرفاتها، لترضيء أوقات الوداع.

تجسد الكلمات، وصبّ الرغبات، وافتحي ذراعيكِ لأستعيد الليل من نسيانه إلى هذا المكان.

قصائد عن الحب القديم

يقول محمود درويش:

على الأنقاض وردتنا، ووجهانا على الرمل، إذا مرّت الرياح صيفًا، أشرعنا المناديل.

على مهل.. على مهل، وغبنا طي أغنيتين، كالأسرى. نراوغ قطرة الطل، تعالي مرّة في الباليا أُختاه.

إن أواخر الليل تعرّيني من الألوان والظل، وتحفظني من الذل، وفي عينيك، يا قمري القديم.

يشدني أصلي إلى إغفاءة زرقاء تحت الشمس، والنخيل بعيدًا عن دجى المنفى، قريبًا من حمى أهلي.

تشتهي الطفولة فيكِ، مذ طارت عصافير الربيع، وتجرد الشجر. كان صوتك مني يصلني من الآبار أحيانًا.

عيونكِ كانت كل ما أشتاق إليه. مهد لي مدّتنا. وعندما حاولت نسيانكِ، حطّ على يدي كوكب.

لهذا المجد، التجنيح في خيالي من صداكِ، السجن والقيد. أراك، وأنت تستندين إلى وسادة تعود.

أحس بكِ في ليالي البرد، شمسًا تجري في دمي.

ويجب أن تعرفي أن مصيرينا مرتبطان، كالحب القديم الذي ينتشر كالنور، فتحت كل عينيك تبصرين، وأدركت المساء.

وماذا لقيتَ من الحب؟

يقول إيليا أبو ماضي:

وماذا لقيتَ من الحب؟

فقلتُ الرَدى والخوف في البعد والقرب.

فقالت: عهَدتُ الحب يكسَب ربَّه، شَمائلَ غُرًّا لا تُنال بلا حب.

فقلتُ: كان حبًا، فأزداد، وكأنها فضاءٌ من نفور.

كان لي قلب، وكنتُ بلا هوى، فلما عَرَفتُ الحب صرتُ بلا قلب.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *