مكان ولادة الإمام أحمد بن حنبل
وُلِد الإمام أحمد بن حنبل في عام 164 هجريًا في العاصمة العراقية بغداد، التي كانت تُعَد مركزًا للعلم والمعرفة في العالم الإسلامي آنذاك. بدأ الإمام أحمد دراسته في بغداد، ومن ثم سافر إلى بلدان أخرى طلبًا للعلم. لقد حظي أحمد بن حنبل بمميزات عظيمة، وحقق مكانة رفيعة في مجال العلم، حتى روي عنه أنه كان يُشير إلى شيخه الشافعي -رحمه الله- بقوله: “خرجت من بغداد وما خلفت بها أحدًا أتقى ولا أروع ولا أفقه ولا أعلم من أحمد بن حنبل”. تُوفي الإمام أحمد -رحمه الله- في بغداد عام 241 هجريًا عن عمر يناهز سبعة وسبعين عامًا.
نبذة عن الإمام أحمد بن حنبل
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي البغدادي، يُعَد واحدًا من أبرز العلماء المسلمين وأحد الأئمة الأربعة في المذهب الفقهي السني، المعروف بالمذهب الحنبلي. انخرط الإمام أحمد في دراسة العلوم الدينية، وخاصةً الحديث الشريف، حيث بدأ بقراءة الحديث على يد شيخه هُشيم بن بشير الواسطي في عام 179 هجريًا. استمر في التعلم حتى وفاة شيخه عام 183 هجريًا، واستمر في طلب العلم في بغداد حتى عام 186 هجريًا. بعد ذلك، سافر من العراق إلى الحجاز واليمن لطلب الحديث على يد عدد كبير من العلماء. عندما بلغ الأربعين من عمره، صنف مؤلفه المعروف “مسند أحمد”، مُعتبرًا واحدًا من أبرز المحدثين في زمانه، واشتهر أيضًا بقدراته الفقهية، إذ كان من المقررين في بغداد، بالإضافة لمجالس العلماء التي كانت تضم عددًا كبيرًا من طلابه.
المذهب الحنبلي الخاص بالإمام أحمد بن حنبل
المذهب الحنبلي هو أحد المذاهب الأربعة في الفقه السني، نسبةً إلى الإمام أحمد بن حنبل. نشأ هذا المذهب في بغداد، ثم انتشر إلى مناطق أخرى، رغم أنه لم يحظ بالانتشار الواسع الذي شهده باقي المذاهب السنية. ومع ذلك، كان للمذهب شهرة كبيرة في بغداد وبلاد نجد لفترات معينة. من العلماء البارزين في المذهب الحنبلي يمكن ذكر ابن قدامة المقدسي صاحب كتاب “المغني”، وابن مفلح صاحب كتاب “الفروع”، وغيرهم من العلماء.
المحنة التي مرّ بها الإمام أحمد
تعرّض الإمام أحمد بن حنبل لعدة محن، أبرزها المحنة التي وقعت في زمن الخليفة المأمون، والمعروفة بمحنة “خلق القرآن”. حيث دعا الخليفة المأمون الفقهاء والمحدثين لتبنّي رأي يقول بأن القرآن مخلوق، لكن الإمام أحمد وعدد من العلماء في ذلك الوقت رفضوا هذا الاعتقاد ولم يخضعوا لضغوط الخليفة. ونتيجة لموقفه، تعرّض الإمام أحمد للسجن والتعذيب. وبعد وفاة المأمون، تولى أخوه المعتصم الحكم، وواصل نفس النهج في الضغط على الإمام أحمد ليقول بخلق القرآن. ومع ذلك، ظلت مواقفه ثابتة، وتم إخراجه من السجن بشرط عدم الاجتماع بالناس إلا أثناء الصلاة. استمر ذلك حتى تولى المتوكل الخلافة، حيث أمَر بمنع القول بخلق القرآن، وأعاد الإمام أحمد إلى مجال التدريس والتحديث.