أين وُجد قبر نبي الله يوسف عليه السلام؟
تعددت الآراء حول مكان دفن نبي الله يوسف -عليه السلام-، حيث تشير بعض الروايات إلى أنه وُضع في نهر النيل حتى جاء نبي الله موسى -عليه السلام- الذي نقل جسده إلى أرض المقدس، حيث دُفن بجوار والده يعقوب وجده إسحاق في مدينة الخليل بفلسطين. ويقول آخرون إن قبره وُجد في نابلس. ومع ذلك، فإن المعرفة الأكيدة حول مكان دفن أي نبي من أنبياء الله -عليهم السلام- تقتصر على قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. فيما يلي تفصيل الروايات المتعلقة بشأن وفاة يوسف -عليه السلام- ومكان قبره.
قبر النبي يوسف عليه السلام
روت بعض المصادر أن أهل مصر تناقشوا حول مكان دفن يوسف -عليه السلام-، وتعددت آراؤهم حتى اتفقوا على وضع جثته في صندوق من المرمر ودفنوه في نهر النيل. وقد ظل يوسف -عليه السلام- مدفونًا في هذا المكان حتى أوحى الله إلى نبيه موسى -عليه السلام- بضرورة نقل قبره إلى مدينة القدس بين آبائه.
وقيل إن موسى -عليه السلام- لم يكن على علم بمكان دفن يوسف -عليه السلام-، فأُخبر أن هناك امرأة مسنّة من بني إسرائيل تعلم مكان القبر. فذهب إليها وسألها، فأخبرته أن قبر يوسف موجود في صندوق في نهر النيل؛ فعثَر عليه موسى -عليه السلام- واخرجه، ثم أخذه معه إلى بيت المقدس، حيث دفن بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم -عليهم السلام- في مدينة الخليل، بينما توجد روايات أخرى تشير إلى أنه دُفن في نابلس في فلسطين.
حياة يوسف بعد والده يعقوب عليهما السلام
بعد أن جمع الله -عز وجل- بين يوسف وأبيه يعقوب -عليهما السلام- وإخوته في مصر، أقام يعقوب هناك لمدّة تُقدّر بسبع عشرة سنة. وعندما أحس بدنو أجله، جمع أبناءه ومن بينهم نبي الله يوسف -عليه السلام- ليوصيهم بأهمية الإيمان بالله -عز وجل- والاستمرار في التوحيد. كما جاء في القرآن الكريم على لسان يعقوب: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ). وهكذا أتم نبي الله يعقوب -عليه السلام- مهامه التوجيهية، وأوصى ابنه يوسف بأن يأخذ جسده إلى بيت المقدس ويدفنه بجوار والده إسحاق وجده إبراهيم، كما تشير بعض المصادر.
وبعد أن منح الله -عز وجل- سيدنا يوسف -عليه السلام- الكثير من خيرات الدنيا، كان يتوق للقاء الله -عز وجل-، فتمنى أن يلقى الله وسأله ذلك. ويقال إنه كان أول نبي يتمنى الموت، كما جاء في قوله تعالى: (رَبِّ قَدْ آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصَّالِحينَ). ويُذكر أنه عندما اقترب منه الموت، جمع بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه، وتوفي -عليه السلام- عن عمر يناهز مئة وعشرين عامًا.