مملكة سبأ
تُعتبر مملكة سبأ من الممالك العربية القديمة التي نشأت في اليمن، وقد أثار أصلها العديد من الجدالات بين المؤرخين. فبعض الدراسات تشير إلى أنها تأسست في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، بينما يعتقد آخرون أنها أنشئت في القرن العاشر قبل الميلاد. استطاعت هذه المملكة تطوير نظم عدة، وعلى رأسها النظم السياسية التي وُصفت بأنها من بين الأفضل في التاريخ العربي. سنستعرض في هذا المقال بعض المعلومات الأساسية حول هذه المملكة.
موقع مملكة سبأ
تتواجد مملكة سبأ في اليمن، وتُعتبر واحدة من أبرز الممالك التي ظهرت في المنطقة، حيث ساهمت في تشكيل تاريخ حضارة اليمن. كانت المملكة تتألف في الماضي من مجموعة من القبائل، حيث تشير الأدلة الآشورية إلى أن قبائل سبأ عاشت في مناطق مثل فلسطين والعراق.
نظام الحكم في سبأ
تميز نظام الحكم في مملكة سبأ بنظام عشائري، حيث بدأ بالكهنة انتقالاً إلى الملوك. يُعد كربئيل وتر من أبرز مؤسسي المملكة، حيث ادعى أنه تم توجيهه من قبل الآلهة لقيادة الحروب. بفضل هذا، تمكن من السيطرة على تجارة البخور واللبان، ونجح أيضاً في تأمين نفوذه في مدينة ظفار وأثيوبيا، مما أسهم في تعزيز ثروته. أُدرج ذلك ضمن سياق قانون فيدرالي تم إنشاؤه لمحاربة أعداء مملكته.
قام كربئيل وتر بدك أسوار مدينتي حضرموت وقتبان، في مسعى لإضعاف سطوة زعماء القبائل المنافسة، مستخدماً القسوة والإرهاب لتحقيق أهدافه. ومع ذلك، كان أبناءه أكثر حنكة حيث أسسوا المجالس المحلية.
جيش سبأ
كان يُطلق على الحرب في مملكة سبأ مصطلحات مثل الغزت والضرو والهغر، فيما كانت المعركة تُسمى حربت وبمجموعة المعارك تُعرف باسم الحرب. وكانت المعسكرات تُسمى حيرت.
الفن والعمارة في سبأ
تميزت المباني في مملكة سبأ بحجمها الكبير مقارنة ببقية المباني في شبه الجزيرة العربية، حيث اتخذت أشكالاً شبه مستطيلة. تُعد قرية هجر واحدة من القرى الكبيرة في سبأ، حيث تحتوي على أربع أبراج وبابين متقابلين يُفتحان منذ الصباح حتى مغرب الشمس.
في العمارة، استخدموا الرخام في بناء أعمدة المحافد والقصور، وقاموا بتشكيل الصخور لتتناسب مع بعضها، حيث تم نحت الرخام باستخدام الحديد والرصاص لربطها. كما تم رسم الحيوانات والثيران على هذه الصخور كجزء من المعتقدات الدينية.
الزراعة في سبأ
قام السبئيون ببناء سدود كبيرة بهدف جمع مياه السيول والأمطار في أحواض، وتوجيهها نحو المناطق التي يرغبون بسقيها. ومن بين السدود المشهورة في سبأ، يبرز سد مأرب، الذي يُعتبر أقدم السدود، حيث كان يروي نحو 24,000 آكر. وقد اعتبره العلماء آنذاك معجزة في تاريخ الجزيرة العربية.
لغة سكان سبأ
تحدث سكان مملكة سبأ باللغة السبيئية، وهي إحدى فروع اللهجة العربية الجنوبية. ومن أبرز خصائص هذه اللغة هو استخدام حرف الهاء، كما في كلمة “حهدث” التي تعني “سأفعل”، في حين استخدم العرب في الجهات الجنوبية حرف السين.