تتعلق قضية الفرق بين القضاء والقدر بأحد أركان الإيمان، وهو الركن السادس الذي يوجب على المسلم أن يؤمن بما قدره الله له من قضاء وقدر. إن الرضا بما كتبه الله يعكس سعادة الفرد وقوة إيمانه.
عندما يصاب المسلم بضراء في حياته، ويعاني من محن الله، ويصبر، يمنح ثوابًا عظيمًا. ينبغي أن نعلم أن الله لا يمنح الإنسان شيئًا ليس مقدرًا له، ولا يمكن للإنسان أن يغير من قدر الله أو قضائه. لذلك، يتوجب عليه المثابرة في مواجهة الصعوبات وعدم الاستسلام للفتن.
مقدمة حول الفرق بين القضاء والقدر
- القضاء: هو ما قدره الله سبحانه وتعالى للإنسان خلال حياته، بينما القدر: هو ما يعلمه الله تعالى عما سيحدث في المستقبل.
- يوجد فرق شاسع بين القضاء والقدر؛ فالتخطيط الإلهي الكوني يعد قدرًا، أما حينما يحين الوقت ليظهر ذلك القدر، فذلك هو القضاء.
أركان الإيمان بالقدر
لدى الإيمان بالقدر أربعة أركان رئيسية يجب أن يؤمن بها الإنسان لضمان اكتمال إيمانه. وهذه الأركان تشمل:
- أولاً: العلم، حيث يجب أن يؤمن المسلم بأن الله تعالى هو العليم بكل شيء، ويعلم الأفعال التي نقوم بها قبل التفكير فيها، ويقدّر لنا رزقنا ويحدد آجالنا.
- ثانيًا: الكتابة، حيث يؤمن المسلم بأن الله قد كتب كل شيء في حياة الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته في اللوح المحفوظ.
- ثالثًا: المشيئة، أن يؤمن الإنسان بأن كل شيء لا يحدث إلا بإرادة الله وقدرته.
- رابعًا: الخلق، حيث ينبغي على المؤمن الإيمان بأن كل ما في الكون هو من خلق الله، الذي يخلق من العدم ويحدد أفعال عباده.
فوائد الإيمان بالقضاء والقدر
- يوفر الإيمان بالقضاء والقدر العديد من الفوائد، بما في ذلك:
- الاستحقاق للكثير من الحسنات والثواب نتيجة الرضا بالقضاء والقدر.
- يعتبر الإيمان بالقضاء من أسس العبادة الحقيقية لله، مما يؤدي إلى أجر عظيم.
- تحقيق حسن الظن بالله، مما يزيد من محبة الله للمؤمن.
- تكميل الأركان الستة للإيمان من خلال الإيمان بالقضاء والقدر.
- تجعل المؤمن قويًا، حيث يسعى لأداء ما يرضي الله دون خوف من قضاءه.
النقاط الإضافية للإيمان بالقضاء والقدر
- يجب أن يكون المؤمن مخلصًا في أعماله، غير متأثر برضا المحيطين حوله.
- الثقة بما يحدث له، سواء كان خيرًا أم شرًا، وأن ذلك من صنع الله.
- الصبر على الابتلاءات واحتساب الأجر عند الله.
- التوكل على الله في جميع أموره.
- السعادة وطمأنينة القلب حتى في الأوقات الصعبة.
الأدلة من الكتاب والسنة حول القضاء والقدر
أولاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
“ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض أن ذلك في كتاب أن ذلك على الله يسير”.
صدق الله العظيم.
ثانياً:
بسم الله الرحمن الرحيم
“وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين”.
صدق الله العظيم.
ثالثاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة”.
فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا؟ قال: “اعملوا فكل ميسر لما خلق له”.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
“هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة”.
صدق الله العظيم.
خامساً:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“سئل الرسول عن أولاد المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين”.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تظهر الآيات والأحاديث قدرة الله الشاملة على اطلاع كل شيء، وتثبت أن الإنسان لا يمكنه تغيير مقدّرات الله، ومن واجبه الرضا بما يتعلق به.
خاتمة حول الفرق بين القضاء والقدر
عليه، عرضنا الفروق الأساسية والأسس المهمّة لفهم القضاء والقدر. يجب أن يعي الإنسان أهمية الرضا بما كتبه الله له، سواء كان خيرًا أو شرًا، والاحتساب عند الصبر على الابتلاءات ليلقى الأجر العظيم من الله.