قصيدة امرأة حمقاء لنزار قباني
تُعتبر قصيدة “امرأة حمقاء” واحدة من أبرز أعمال الشاعر السوري نزار قباني، وتعبّر كلماتها عن معانٍ عميقة تتجاوز السطح. إليكم نص القصيدة:
يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأةٍ حمقاء
هل سبق أن كتبت إليك امرأة حمقاء؟
ما هو اسمي؟ دعنا من الأسماء
رانية أم زينب
أم هند أم هيفاء
إن الأسخف مما نحمله، يا سيدي، هو الأسماء
يا سيدي
أخشى أن أبوح بما يجول في صدري
أخشى لو أفعل أن تحترق السماء
فشرقكم، يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يستخدم السكين
والساطور
ليكلم النساء
ويذبح الربيع والأشواق
والضفائر السوداء
وشرقكم، يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني، سيدي
إذا كان حظي سيئاً
فإنني أكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة، صوت الريح والكلاب
يا سيدي
عنترة العبسي خلف بابي
إذا رأى خطابي
يقطع رأسي
إذا كشف ما تحت ثيابي
يقطع رأسي
إذا عبرت عن عذابي
فشرقكم، يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب
لا تنزعج!
يا سيدي العزيز، من سطوري
لا تنزعج!
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا هربت
من أقبية الحريم في القصور
إذا تمردت على موتي
على قبري
على جذوري
في المسلخ الكبير
لا تنزعج يا سيدي!
إذا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر ولا الشعور
الرجل الشرقي
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير
أعتذر، أعتذر يا سيدي
إذا تجاوزت حدود مملكة الرجال
الأدب الكبير، طبعاً، أدب الرجال
وبالتالي، كانت الحب دائماً
من نصيب الرجال
مخدراً يباع للرجال
إنها خرافة حرية النساء في بلادنا
ليس هناك حرية
سوى حرية الرجال
يا سيدي
قل ما تشاء عني، لن أعبأ
سطحيّة، غبية، مجنونة، بلها، فلا أعود أبالي
لأن من تبوح بهمومها
في منطق الرجال، تُعتبر امرأة حمقاء
ألم أقل في بداية الخطاب أنني
امرأة حمقاء؟
معاني أبرز مفردات قصيدة امرأة حمقاء
تتضمن قصيدة “امرأة حمقاء” لنزار قباني العديد من المفردات التي تتطلب توضيحاً. فيما يلي أبرز هذه المفردات:
- حمقاء: مؤنث كلمة “أحمق” وتعني المرأة التي تقوم بأفعال غير محسوبة.
- الضفائر: تشير إلى خصلة من الشعر، وهي جمع “ضفيرة”.
- الشفاف: تعني أيضاً الشيء الذي يكشف ما وراءه.
- الحراب: جمع كلمة “حربة”، وهي قطعة حديد ذات رأس حاد تستخدم في الحروب.
- القمقم: جمع قماقم، يُستخدم في تسخين الماء، وعادة ما يُصنع من النحاس.
- أقبية: تشير إلى بناء تحت الأرض، وهي جمع كلمة “قباء”.
- المسلخ: المكان الذي تُذبح فيه الذبائح.
نبذة عن الشاعر نزار قباني
عند الحديث عن “امرأة حمقاء” لنزار قباني، يجدر بالذكر أن الشاعر نزار قباني يُعتبر من أبرز الشعراء في الوطن العربي، وإليكم نبذة عنه:
- ولد نزار قباني في عام 1923 م.
- تنتمي أسرته إلى أصل دمشقي.
- تزوج نزار قباني من بلقيس عايش.
- خلال مسيرته، عانى نزار قباني من العديد من المآسي، بدءاً من انتحار أخته، مروراً بوفاة زوجته في تفجير في بيروت، وأخيراً وفاة ابنه.
- عمل نزار قباني في المجال الدبلوماسي، حيث انتقل بين عدة عواصم حتى استقال في عام 1966 م.
- تخرج من كلية الحقوق بجامعة سوريا في عام 1945 م.
- أصدر نزار قباني العديد من الدواوين الشعرية، كان أولها عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء”.
- بعد نكسة عام 1967 م، بدأ نزار قباني يتجاوز الأسلوب التقليدي في شعره.
- عاش في أواخر حياته في لندن، حيث اتجه إلى كتابة الشعر السياسي.
- آخر قصائده قبل وفاته في عام 1998 كانت “متى يعلنون وفاة العرب”.
- تم دفن نزار قباني في دمشق، المدينة التي وُلِد فيها.
أهم قصائد نزار قباني
قدّم الشاعر نزار قباني مجموعة كبيرة من القصائد الرائعة التي تنوعت في مواضيعها. من بين أهم هذه القصائد:
- قالت لي السمراء.
- طفولة نهد.
- حبيبتي.
- أشعار خارجة على القانون.
- أحبك أحبك والبقية تأتي.
- إلى بيروت الأنثى مع حبي.
- كل عام وأنت حبيبتي.
- الرسم بالكلمات.
- يوميات امرأة لا مبالية.
- قصائد متوحشة.
- سامبا.
- أنت لي.
- قصائد.
- كتاب الحب.
- مئة رسالة حب.
