الدهون
تعتبر الدهون من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان لأداء وظائفه الحيوية والحفاظ على الحياة. فهي مصدر غني بالطاقة، مما يساعد في القيام بالنشاطات اليومية، بالإضافة إلى دورها في حماية الأعضاء الداخلية وتنظيم درجة حرارة الجسم، خاصة في الظروف البيئية القاسية. تسهم الدهون أيضاً في امتصاص الفيتامينات الضرورية من الأغذية التي نتناولها، كما أنها تساهم في إنتاج الهرمونات التي تدعم وظائف الجسم المختلفة. يُلاحظ أن الدهون ليست قابلة للذوبان في الماء، لكنها تذوب في المذيبات العضوية. من المهم أن نراعي الكمية المستهلكة من الدهون في النظام الغذائي، حيث إن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى زيادة الوزن، والسمنة، والإصابة بأمراض القلب ومرض السكري.
مصادر الدهون
تتعدد مصادر الدهون مما ينعكس على أنواعها وخصائصها، وفيما يلي نستعرض أبرز مصادر الدهون:
المصادر الحيوانية
تُعد المصادر الحيوانية من الأهم في توفير الدهون، حيث تشمل اللحوم الحمراء مثل دهون اللحم البقري والدواجن، وكذلك مشتقات الألبان والأجبان كاملة الدسم. غالباً ما تحتوي الدهون الحيوانية على دهون مشبعة تكون صلبة عند درجة حرارة الغرفة، مما يضعها في فئة الدهون الضارة التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض تصلب الشرايين ومرض السكري من النوع الثاني. من جهة أخرى، تُعد الأسماك مصدراً غنياً بالدهون الصحية، وأبرزها الدهون غير المشبعة مثل أحماض أوميجا 3، التي تساهم في حماية صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. تشمل الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 سمك السلمون، التونة، السردين، والرنجة. بالإضافة إلى ذلك، تتواجد أحماض أوميجا 3 في مصادر نباتية مثل بذور الكتان وزيتها، وزيت فول الصويا، وزيت الكانولا، والمكسرات.
المصادر النباتية
تُعتبر الدهون النباتية بشكل عام دهوناً غير مشبعة تساعد في تحسين مستويات الكوليسترول في الدم. تكون هذه الدهون سائلة عند درجة حرارة الغرفة، مثل الزيوت النباتية كزيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت الذرة. تشير الأبحاث إلى أن الأحماض الدهنية غير المشبعة تفيد في ضبط مستويات الإنسولين وسكر الدم، مما قد يساعد مرضى السكري من النوع الثاني. في المقابل، هناك الدهون المتحولة، والتي تُنتج عادة من خلال معالجة الدهون الطبيعية كيميائياً. ينبغي الحذر منها، إذ أنها تزيد من مستوى الكوليسترول الضار وتقلل من الكوليسترول الجيد، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الدهون في جسم الإنسان
تتراوح نسبة الدهون التي يحتاجها الإنسان البالغ بين 20-35% من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة يومياً، أي ما يعادل حوالي 44-77 جراماً للذين يتناولون 2000 سعرة حرارية يومياً. لذا، يتعين علينا تحقيق توازن بين أنواع الدهون المستهلكة، مع التركيز على الأنواع الصحية وتجنب الدهون المشبعة والمتحولة. عمومًا، تميل نسبة الدهون في الجسم لدى الإناث إلى أن تكون أعلى منها لدى الذكور، حيث تصل هذه النسبة إلى 25% للإناث مقارنة بـ 15% للذكور. ويرجع ذلك إلى تأثير هرمون الإستروجين على تحويل الغذاء إلى دهون. ومع التقدم في العمر، يصبح فقدان الوزن أكثر صعوبة ويتطلب التركيز على التحكم في كميات الدهون المتناولة وزيادة النشاط البدني. وقد أظهرت الدراسات أن فقدان حوالي 4.5 كيلوغرام من الوزن الزائد يمكن أن يحسن الصحة العامة ويظهر الأفراد وكأنهم أصغر سناً بعام كامل.
نصائح عند تناول الدهون
تغيير نمط الحياة يعد من الخطوات الأساسية لتقليل مستويات الدهون الضارة والحفاظ على صحة الجسم. وفيما يلي بعض النصائح المفيدة عند تناول الدهون:
- اختيار الأطعمة الصحية للقلب من خلال:
- تفضيل الدهون الصحية: يُنصح بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والبحث عن الأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة الأحادية أو المتعددة، مثل اللوز والأفوكادو.
- تجنب الدهون المتحولة: يجب قراءة مكونات المنتجات الغذائية للتأكد من عدم احتوائها على زيوت مهدرجة.
- زيادة استهلاك الفواكه والخضروات الغنية بالألياف، خاصة الموسمية منها كوجبات خفيفة.
- تقليل الوزن الزائد لتحسين مستويات الكوليسترول في الدم.
- ممارسة الرياضة بانتظام، حيث ينصح بممارسة الأنشطة البدنية لمدة 30-60 دقيقة يومياً لتحقيق الاستفادة القصوى ومنع تراكم الدهون.
- الإقلاع عن التدخين، لأنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ويؤدي إلى تراكم الدهون في الأوعية الدموية المتضررة.