عبد الرحمن بن الأشعث
يُعرف عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، بأنه من أبرز الشخصيات الشريفة في الكوفة والقادة المميزين بشجاعتهم. قُتل والد عبد الرحمن في إحدى المعارك ضد المختار بن أبي عبيد الثقفي. انضم عبد الرحمن بن الأشعث إلى صفوف مصعب بن الزبير في مواجهة المختار، كما قاد آلاف المقاتلين لدعم جيش المهلّب بن أبي صفرة في حربه ضد الأزارقة.
ثورة ابن الأشعث ضد الحجاج
اعتبر عبد الرحمن بن الأشعث من أبرز القادة في جيش الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي أرسله لقتال ملك الترك في سجستان. تمكن ابن الأشعث من تحقيق انتصار على رتبيل. وبعد هذا الفتح، طالب ابن الأشعث الحجاج بوقف العمليات العسكرية والاكتفاء بالتعرف على البلاد بشكل جيد لتفادي أي تحديات قد تؤدي إلى هزيمة الجيش. لكن الحجاج رفض ذلك، واعتبره تردداً وضعفاً. أرسل الحجاج إلى ابن الأشعث تهديداً ووعيداً، فعمد ابن الأشعث إلى أخذ البيعة من جيشه الذي كان مستاءً من الحجاج، ليخرج بعد ذلك للثأر منه، مما أدى إلى وقوع عدد من المعارك، كانت بدايتها في صالح ابن الأشعث، لكن نهايتها كانت انتصاراً كبيراً للحجاج.
وفاة ابن الأشعث
استمرت المعارك بين عبد الرحمن بن الأشعث والحجاج لعدة أشهر، أسفرت عن مقتل الكثير من الناس. بعد انتهاء المعارك، لجأ ابن الأشعث إلى الملك رتبيل، لكن الحجاج لم يتوانَ في مطاردته، وأرسل المقاتلين والرسل مع التهديدات إلى رتبيل. إلى أن تم القبض على ابن الأشعث، وتم نقله إلى العراق. وعند اقترابه من العراق، رمى بنفسه من مرتفع ليلقى حتفه، ويقال إنه ألقى بنفسه مع شخص كان مُقيّداً معه، فتوفي الاثنان. وحدث ذلك في السنة الرابعة والثمانين من الهجرة. هناك روايات أخرى تشير إلى أنه توفي بمرض السل، وتم قطع رأسه وإرسالها إلى الحجاج.