الضمائر في اللغة العربية
تعتبر الضمائر في اللغة العربية أسماء ثابتة مبنية تُستخدم للإشارة إلى المتكلم، المخاطب أو الغائب. فهي تقوم بدور الإشارة إلى اسم آخر، مما يسهل ويضفي جمالاً على التعبير.
تساعد الضمائر على تجنب تكرار الكلمات، وتنقسم إلى عدة أصناف: ضمائر المتكلم، الغائب، المخاطب، كما تتنوع لتشمل ضمائر متصلة، منفصلة، مستترة وظاهرة.
أنواع الضمائر في اللغة العربية
تنقسم الضمائر إلى عدة فئات، تشمل على سبيل المثال:
من حيث دلالة الضمائر، تُقسم إلى ضمائر متكلم، مخاطب، وغائب، ومن الأمثلة التوضيحية:
ضمائر المتكلم
- أنا: ضمير للمفرد المتكلم، مثال: أنا مسافر.
- نحن: ضمير للجمع المتكلم، مثال: نحن مسافرون.
ضمائر المخاطب
- أنتَ: ضمير للمخاطب المذكر، مثال: أنتَ مسافر.
- أنتِ: ضمير للمخاطبة المؤنثة، مثال: أنتِ مسافرة.
- أنتما: ضمير للمثنى المخاطب، مثال: أنتما مسافران.
- أنتم: ضمير للجمع المخاطب المذكر، مثال: أنتم مسافرون.
- أنتنّ: ضمير للجمع المخاطب المؤنث، مثال: أنتنّ مسافرات.
ضمائر الغائب
- هو: ضمير الغائب المفرد المذكر، مثال: هو مسافر.
- هي: ضمير الغائبة المفردة المؤنثة، مثال: هي مسافرة.
- هما: ضمير الغائب المثنى، مثال: هما مسافران.
- هم: ضمير الجمع الغائب المذكر، مثال: هم مسافرون.
- هنَّ: ضمير الجمع الغائب المؤنث، مثال: هنَّ مسافرات.
الضمائر من حيث الانفصال والاتصال
تنقسم الضمائر إلى نوعين:
الضمائر المنفصلة، التي تأتي ككلمة مستقلة، مثل ضمائر المتكلم، المخاطب والغائب. ومن الأمثلة على ذلك:
- أنا، إياي: تستخدم للإشارة إلى المتكلم، مثال: إيايَ قصد المدير.
- نحن، إيانا: تشير إلى المتكلمين، مثال: إيانا يُكلّم الرجل.
- أنتَ، إياكَ: تشير إلى المخاطَب، مثال: إياك نعبد.
- أنتِ، إياكِ: تشير إلى المخاطَبة، مثال: إياكِ أحدّث.
- أنتما، إياكما: تشير إلى المخاطبَين، مثال: إياكما أعني.
- أنتم، إياكم: للجمع المذكر، مثال: إياكم أكلّم.
- أنتنّ، إياكنّ: للجمع المؤنث، مثال: إياكنّ أعلّم.
- هو، إياه: تشير إلى الغائب، مثال: إياه أقصد.
- هي، إياها: تشير إلى الغائبة، مثال: إياها أقصد.
- هما، إياهما: تشير إلى الغائبَين، مثال: إياهما أقصد.
- هم، إياهم: للجمع المذكر، مثال: إياهم أقصد.
- هنّ، إياهنّ: للجمع المؤنث، مثال: إياهنّ أقصد.
الضمائر المتصلة هي التي تلتحق بالكلمات، سواء كانت أسماء أو أفعال أو حروف، وتنقسم بحسب موقعها في الإعراب إلى ثلاثة أقسام:
ضمائر مختصة بالرفع وهي
- تاء الفاعل، مثل: فهمتَ، فهمتِ، فهمتما، فهمتم وفهمتن.
- ألف الإثنين، مثل: فهما، فهمتا، يفهمان، تفهمان، افهما.
- واو الجماعة، مثل: فهموا، يفهمون، افهموا.
- نون النسوة، مثل: فهمن، يفهمن، افهمن.
- ياء المخاطبة، مثل: افهمي، تفهمين.
ضمائر مشتركة بين النصب والجر وهي:
- ياء المتكلم، مثال: رب ارحمني، رب اغفر لي.
- كاف المخاطب، مثال: أكرمتك، من عملك تؤجر.
- هاء الغائب، مثال: أكرمته، من عمله يؤجر.
ضمير مشترك بين الرفع والنصب والجر
نا، ومثال ذلك قوله تعالى: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا” (البقرة 286).
الضمائر من حيث ظهورها أو استتارها
- الضمير الظاهر: يُستخدم في الكلام ويتمثل بالضمائر المنفصلة والمتصلة.
- الضمير المستتر: هو ضمير غير ظاهر ولا يلفظ فيه، بل يُفهَم من سياق الجملة. يتم تقدير الضمائر المستترة كالتالي:
- ضمير المفرد المتكلم (أنا): مثال: (اقرأ كل يوم).
- ضمير الجمع المتكلم (نحن): مثال: (نقرأ كل يوم).
- ضمير المخاطَب المفرد المذكر (أنتَ): مثال: (ادرس تنجح).
- ضمير الغائب المفرد المذكر (هو): مثال: (محمد خرج ولم يعُد بعد).
- ضمير الغائبة المفردة المؤنثة (هي): مثال: (هند تقرأ كل يوم).
فوائد الضمائر اللغوية
إليكم بعض الفوائد المتعلقة بالضمائر في اللغة العربية:
- تكون جميع الضمائر مبنية في محل رفع أو نصب أو جر، وفق موقعها في الجملة، باستثناء ضمير الفصل.
- ضمير الفصل هو الضمير الذي يفصل بين المبتدأ والخبر أو أسماء النواسخ مثل “إن وأخواتها”، ويكون له محل من الإعراب، مثال: أخي هو أفصح مني.
- نون الوقاية: إذا سُبِقَت ياء المتكلم بفعل، يجب أن تتصل بها نون الوقاية تمنع الفعل من الكسر، مثال: علمني ما ينفعني.
- مثال: نون الوقاية تتوسط بين الفعل وياء المتكلم، فإذا كانت ياء المتكلم منصوبة بالحرف الناسخ “ليت”، تثبت النون (ليتني).
- أما مع “لعل”، يجوز حذفها أو إثباتها (لعلّي، لعلني)، والأفصح إثباتها.
- ضمير الشأن: وهو ضمير لا يعود على اسم سابق، ويقع في أول الجملة ويكون في محل رفع المبتدأ أو اسم إن، ويندرج ضمن خبره جملة اسمية أو فعلية. يتم استخدامه في التعظيم أو التشويق، كمثل: “هي الحياة دروس”.
- لا يُطلق الضمير “هو” ولا “واو الجماعة” إلا على جمع الذكور العقلاء. أما الجمع لغير العقلاء فيعود عليه الضمير المؤنث، مثال: “البضائع شحنتها”.
- لكل ضمير غائب اسم يعود إليه، مثال: (أحسنت المرأة إلى ضيفتها)، حيث تعود هاء الضمير إلى “المرأة”.
- إذا جاء قبل الضمير أكثر من اسم، فإن الضمير يعود إلى الاسم الأقرب.
- مثال: جاء أحمد وسامي وجاره؛ فالهاء هنا تعود إلى “سامي”.
ماهية نون الوقاية
سميت بنون الوقاية لأنها تتوسط بين ياء المتكلم والفعل وتمنع الكسر، مثال: “علمني ما ينفعني”.
تأتي نون الوقاية في المواضع التالية:
- إذا كانت ياء المتكلم منصوبة بفعل أو باسم أو بحرف ناسخ “ليت”، فيجب أن تسبق بنون الوقاية، مثل: “اسمعني، ليتني”.
- لكن إذا نصِبت بحروف ناسخة أخرى غير “ليت”، يجوز حذفها أو إثباتها، كما في: “لعلي” و”لعلني”، و”إنني” و”إني”.
- إذا سُبِقَت ياء المتكلم بحرفي الجر (من، عن)، يجب إثبات نون الوقاية كما في: “مني” و”عني”. بينما مع باقي حروف الجر، يجب حذفها، مثل: “لي” و”بي”.
- وإذا جاءت ياء المتكلم مجرورة بالإضافة حيث ساكن الآخر في الكلمات (لدن، قط وقد)، يجوز إثبات النون وحذفها، والأفضل هو الإثبات كما في: “لدني، قطني، قدني”.
أمثلة على الضمائر من القرآن الكريم
قال تعالى:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” (سورة العلق 1).
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ” (سورة الأنعام 79).
إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ” (سورة البقرة 11).
وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ” (سورة الأعراف 155).
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّة” (سورة آل عمران 123).
إنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي” (سورة طه 14).
قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ * وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (سورة الأنعام 105).
وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ” (سورة الأحقاف 17، 18).
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة الحجر 9).
