استكشاف ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها

يُشير مصطلح الاحتباس الحراري، والمعروف أيضاً بالاحترار العالمي، إلى الزيادة المستمرة في درجات حرارة الهواء في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للأرض على مدار القرن الماضي.

دراسة حول الاحتباس الحراري

  • تحدث هذه الظاهرة في الغلاف الجوي سطح الأرض، وتحديداً في طبقة التروبوسفير (الطبقة السفلى)، نتيجة لزيادة تركيز بعض الغازات.
  • من بين هذه الغازات غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وبخار الماء، والميثان (CH4)، بالإضافة إلى بعض الغازات الأخرى.
  • يُعتبر تأثير بخار الماء هو الأكثر قوة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • تتميز هذه الغازات بقدرتها على السماح لمعظم الأطوال الموجية للأشعة الشمسية بالمرور إلى سطح الأرض.
  • لكنها تمنع عودة الأشعة تحت الحمراء والإشعاع الحراري إلى الفضاء الخارجي.
  • نتيجة لذلك، تمتص هذه الغازات الأشعة تحت الحمراء والإشعاع الحراري في الغلاف الجوي وطبقة التروبوسفير، مما يؤدي إلى تحويلها إلى حرارة يصعب عودتها إلى الفضاء.

يمكنك أيضاً الاطلاع على:

أسباب زيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري

  • تنشأ غازات الاحتباس الحراري، المعروفة أيضاً باسم الغازات الدفيئة، نتيجة وجود أنواع معينة من الغازات في الغلاف الجوي.
  • تشمل هذه الغازات غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروز، والميثان، ومركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs).
  • على الرغم من وجود هذه الغازات بشكل طبيعي في الغلاف الجوي، إلا أن هناك عدة عوامل تسبب زيادة في التركيز الطبيعي لهذه الغازات.
  • تؤدي زيادة تلك الغازات إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وسنقوم بالتعرف على الأسباب فيما يلي:

الأسباب البشرية

تُساهم بعض الأنشطة والعادات البشرية في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن بين هذه الأنشطة ما يلي:

  • استخدام متزايد للوقود الأحفوري.
  • أسفرت الثورة الصناعية التي بدأت في منتصف القرن الثامن عشر عن زيادة كبيرة في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، حيث ارتفعت من 280 إلى 387 جزءاً من المليون (ppm).
  • هذا الارتفاع مرتبط بالاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري وارتفاع استهلاكه.
  • يتزايد معدل وجود غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمعدل يتراوح بين 2-3 جزء من المليون سنوياً.
  • من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين لتتراوح بين 535-983 جزءاً من المليون.
  • نتيجة لهذا الأهوال، يُتوقع أن تزداد درجة حرارة كوكب الأرض بمعدل يتراوح بين 1.4°-5.6° درجة مئوية بحلول عام 2100م.

زيادة إزالة الغابات

  • تغيرت أساليب استخدام الأراضي بشكل كبير على مر السنين، حيث يتم حالياً إزالة الغابات، خصوصاً في المناطق الاستوائية.
  • يتم استخدام هذه الأراضي لأغراض استثمارية أخرى، مما يؤدي إلى زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو الثلث.
  • يساهم هذا الغاز بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

النشاطات الزراعية

  • تؤدي بعض الأنشطة الزراعية مثل استخدام الأسمدة وزراعة الأرز والأساليب الري المختلفة إلى زيادة انبعاث غاز الميثان في الغلاف الجوي.
  • كما أن استخدام الأسمدة بمعدل مرتفع دون الحاجة المطلوبة يزيد من تركيز غاز أكسيد النيتروز (N2O).
  • تفقد الأرض الغطاء النباتي، مما يؤثر على امتصاص الأرض للأشعة الشمسية وانعكاسها.

تربية الحيوانات

  • تلعب تربية الحيوانات دوراً مهماً في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة، حيث تُساهم بنسبة تصل إلى 18% وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
  • تحتاج تربية الحيوانات إلى إزالة الغابات لاستخدام هذه الأراضي كمرابع للماشية.
  • في غابات الأمازون، يقدر أن حوالي 70% من إزالة الغابات يتم لصالح تربية الحيوانات.
  • انبعاث غاز الميثان من الحيوانات بشكل طبيعي يعزز من زيادة تركيز الغازات الدفيئة، وبالتالي التأثير على الاحتباس الحراري.

صناعة الأسمنت

  • تتسبب عمليات تصنيع الإسمنت في مضاعفة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
  • يحدث ذلك نتيجة تسخين كربونات الكالسيوم، مما يؤدي إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والجير.
  • أيضاً، يُساهم زيادة استخدام الوقود الأحفوري اللازم لتوفير الطاقة اللازمة لعملية التصنيع في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
  • يُعزى حوالي 5% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال تلك العملية إلى الأنشطة البشرية، بينما باقي النسبة تأتي من حرق الوقود الأحفوري والعمليات الكيميائية المرتبطة.
  • يتم إنتاج حوالي 900 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند تصنيع 1,000 كغ من الإسمنت.

المخلفات الصناعية ومعالجة النفايات

  • تُعتبر المصانع والعمليات الصناعية مصدراً رئيسياً للغازات الضارة في الغلاف الجوي، مما يُسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • أيضاً، تزيد مكبات النفايات من انبعاث غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، مما يساهم في زيادة معدل الغازات الدفيئة.

الزيادة السكانية

  • تتزايد أعداد السكان سنوياً مما يؤدي إلى زيادة في الطلب على الغذاء، والمساكن، والملابس والموارد الأخرى.
  • هذا الأمر يساهم في زيادة عدد المصانع مما يزيد من انبعاث الغازات الضارة في الغلاف الجوي.
  • زيادة التعداد السكاني تُعزز من استخدام الوقود الأحفوري، مما يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

الأسباب الطبيعية

  • توجد عدة أسباب طبيعية تُساهم في زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
    • من المعروف أن معدل انبعاث الغازات الدفيئة كان متوازناً نسبياً منذ آلاف السنين، ولكن الزمن أثر على هذه النسبة. إليك بعض الأسباب:
  1. يساهم النمل الأبيض من خلال عمليات الهضم التي يقوم بها في زيادة تركيز غاز الميثان.
  2. تساهم الحيوانات البرية مثل (الخنزير البري) والحيوانات العاشبة الصغيرة في ارتفاع معدلات غاز الميثان.
  3. تسبب حرائق الغابات زيادة في انبعاث الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز.
  4. تساعد الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة في رفع مستويات غاز الميثان.
  5. تساهم النظم البيئية مثل المراعي والغابات والسافانا في زيادة أكسيد النيتروز.
  6. تساعد المياه العذبة والبحيرات والأنهار والأراضي الرطبة في ارتفاع تركيز الغازات الدفيئة مثل غاز الميثان وأكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون.

استراتيجيات لمواجهة مشكلة الاحتباس الحراري

  • توجد العديد من العوامل التي تُسهم في ارتفاع نسبة انبعاث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وطبقة التروبوسفير.
    • من هذه العوامل إزالة الغابات، واستخدام الأراضي الزراعية بطرق غير مستدامة، والاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري.
    • لذلك، هناك عاملان رئيسيان يمكن أن يُساعدا في معالجة مشكلة الاحتباس الحراري:
  • الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة مثل غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون.
  • تقليل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي باستخدام أنظمة بيئية طبيعية مثل الغابات والمحيطات التي تعمل كخزانات للكربون.
    • تُعرف هذه الأنظمة بالسيطرة على الكربون أو خزانات الكربون.
  • يتطلب الأمر أيضاً الحد من إزالة الغابات والتقليل من تدمير المواطن الطبيعية، وتشجيع زراعة الأشجار.

ولا تفوتك فرصة قراءة مقالاتنا عن:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *