مدينة سكاريا
تتميز المدن بتنوع طابعها العام، إذ تتباين بين العصرية والقديمة، فمنها المزدحمة بالحيوية بينما تسيطر الفئات الريفية على أخرى. تتمتع بعض المدن بمعمارها الفريد، في حين تبرز أخرى بجمال الطبيعة التي تحتضنها. إذا كنت من محبي المناطق الخضراء والطبيعة الخلابة، فإن مدينة سكاريا في تركيا ستصبح وجهتك المثالية. تشتهر هذه المدينة بجمال مناظرها الطبيعية، حيث تضم الهضاب والغابات والأنهار. وتكتسب المدينة أهميتها من كونها مركزاً للتبادل الثقافي، إذ تربط بين غرب تركيا وأوروبا عبر طريق الحرير التاريخي، الذي يعود تاريخه إلى العصور الرومانية والبيزنطية والعثمانية، ويضم العديد من الآثار التاريخية مثل الجسور والأقواس والطرق المعبدة.
الموقع والمناخ في سكاريا
تقع مدينة سكاريا شمال غرب تركيا، على بعد 148 كم من العاصمة إسطنبول و305 كم من أنقرة. يتأثر مناخ المدينة بوقوعها على ساحل البحر الأسود وجزيرة مرمرة، ويتميز بطقس معتدل ورطب. تشهد سكاريا صيفاً حاراً يجذب السياح، بينما يكون الشتاء بارداً وماطراً.
أهم المدن في سكاريا
تأوي سكاريا حوالي 800 ألف نسمة، حيث يقيم 60% منهم في المدن بينما يعيش 40% في القرى ويعملون في الزراعة، مما يسهم في ازدهار الاقتصاد المحلي. من أبرز المدن في سكاريا هي مدينة سبانجا، التي كانت واحدة من أهم المناطق خلال العهد العثماني لموقعها الاستراتيجي على طريق الحرير. ومدينة أدابازاري تعتبر المركز الرئيسي للمدينة، ويمكن الوصول إليها عبر السكك الحديدية أو الطرق المعبدة. كما ترتبط سكاريا بجميع المدن المحيطة بها عبر طرق سريعة وتتوفر خدمات القطارات إلى كل من أنقرة وإسطنبول.
السياحة في سكاريا
تشمل سكاريا مجموعة متنوعة من الوجهات التي يمكن للسياح استكشافها، بما في ذلك المعالم التاريخية والطبيعية، فضلاً عن المباني التي تحكي قصة المدينة عبر العصور.
المباني التاريخية
تعتبر سكاريا مدينة قديمة شهدت الفترات البيزنطية والرومانية والعثمانية، مما خلف وراءه العديد من الآثار المعمارية، مثل:
- جسر جستنيانوس: بُني قبل أكثر من 1500 عام في العصر البيزنطي فوق نهر سكاريا، ويربط القسطنطينية بالمقاطعات الشرقية. لا يزال الجسر قائماً حتى اليوم.
- قلعة هارمنتيب: تقع شمال المدينة، وتعود للقرن الثاني عشر الميلادي، حيث قام البيزنطيون ببنائها لحماية المنطقة من الغزوات التركية. لا تزال جدران القلعة وأبراجها قائمة، وتحتوي على خمسة أبواب وستة معتقلات.
- مسجد أورهان: يُعتبر أقدم المساجد العثمانية في المنطقة، وقد تم بناؤه في عام 1325م باستخدام الخشب، وتعرض للهدم قبل إعادة بنائه عام 1892، حيث حافظ على تصميمه الأصلي.
- مسجد الشيخ مصلح الدين: بُني في القرن الرابع عشر الميلادي ويتميز بجدرانه الخارجية المغطاة بالخشب، بعد إجراء بعض الإصلاحات عام 1820. المسجد له مئذنة حجرية وفناء مستطيل الشكل.
المباني التعريفية
للتعرف بشكل أكبر على تاريخ المدينة، يمكن زيارة متحف سكاريا الذي أُسس عام 1993، ويتضمن قسمين: واحد للآثار، حيث يُعرض أدوات قديمة من العصر البيزنطي والروماني، وآخر يتناول الجوانب الثقافية والاجتماعية للأنشطة الحياتية في المنطقة. كما يحتل النصب التذكاري لشهداء معركة سكاريا قمة تلة ارتفاعها 915 متراً، وقد أُفتتح للنُصب عام 1973.
المناطق الطبيعية
تتميز سكاريا بجمال طبيعتها، حيث توجد العديد من الأنهار والهضاب والغابات التي توفر للسياح فرصة الاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الخلابة. من بين هذه المناطق:
- بحيرة بيرزار: تُعد من أجمل البحيرات في تركيا، وقد أُنشئت حولها محمية طبيعية، وتستقبل مجموعة متنوعة من الطيور المهاجرة، بما في ذلك طيور البجع أثناء الربيع. توفر المحمية مسارات للدراجات والمشي، بالإضافة إلى إمكانية ركوب القوارب.
- نهر سكاريا: كان مسرحاً لمعركة تاريخية عام 1919 بين تركيا واليونان استمرت 22 يوماً.
- شاطئ البحر الأسود: يُعتبر أطول شاطئ على الجهة الشمالية للبحر الأسود، حيث يتميز بمياهه الصافية والنظيفة، ويمثل مكاناً مثالياً للاسترخاء والتخييم والسباحة.
- بحيرة سبانجا: تُمارَس فيها أنشطة متعددة مثل التجديف والسباحة والتزلج على الماء.
السياحة العلاجية
تحتوي سكاريا على مصادر للمياه المعدنية العلاجية، مثل الينابيع الحرارية. تُعد مدينة تاراكلي من أشهر وجهات السياحة العلاجية، حيث تضم عددًا من المنتجعات العلاجية، ومن ضمنها منتجع الطين العلاجي، الذي تصل درجة حرارة مياهه إلى 39 درجة مئوية، مما يساعد في علاج العديد من الأمراض.
