أنواع النقد التاريخي
تُصنف أنواع النقد التاريخي إلى الفئات التالية:
النقد الخارجي (نقد التحصيل)
يعرف النقد الخارجي أيضًا بنقد الأصول، حيث يتضمن دراسة شخصية مؤلف الوثيقة أو المرجع. يركز هذا النقد على تحديد الزمان والمكان الذي تم فيه تدوين المعلومات، إضافةً إلى التحقق من صحة الوثائق والمصادر. يمكن تسهيل عملية البحث بطرح الأسئلة التالية:
- ما هي حالة الوثيقة؟
- متى تم إصدار الوثيقة؟
- من هم مؤلفو الوثيقة؟
- من أين صدرت الوثيقة؟
كما يندرج النقد الخارجي تحت قسمين رئيسيين، وهما:
نقد التصحيح
هذا النوع يتطلب التحقق من صحة الوثيقة وسلامتها، والتأكد من عدم تعرضها للتحريف أو التعديل، سواء كان ذلك كليًا أو جزئيًا. يمكن أن يكون التحريف في المعلومات، النصوص، أو الأحداث. هنا يأتي دور الباحث في تنقيح المعلومات واختيار الأنسب منها وترتيبها بعناية، وتقديم النسخة المحسّنة من الوثائق.
نقد المصدر
يُعرف أيضًا باسم (نقد السند)، حيث يهتم الباحث هنا بتأكيد صحة مصدر السند وموثوقية كاتبه. يتم ذلك عبر التحقق من معلومات عدة، مثل: اسم المؤلف، سمعته في الأمانة والدقة، ودراسة شخصيته وأسلوبه. كذلك، يُبحث في الزمان والمكان اللذين دُونت فيهما الأحداث، وعلاقتهما بالموضوع ولماذا اختار الكاتب هذا الموضوع، وكيف حصل على المعلومات اللازمة.
النقد الداخلي أو الباطني
يأتي النقد الداخلي بعد النقد الخارجي، ويمكن تسهيل البحث فيه بطرح الأسئلة التالية:
- ماذا تقول الوثيقة؟
- ما هي المواضيع التي عالجتها الوثيقة؟
- في أي سياق تم إنتاج الوثيقة؟
يتم تقسيم النقد الداخلي إلى مرحلتين رئيسيتين كما يلي:
النقد الداخلي الإيجابي
يمثل المرحلة الأولى من النقد الداخلي، حيث يتم فيه تحليل الأصل التاريخي وفهمه وتفسيره. يتم ذلك عبر فهم المعاني الحرفية للكلمات والنصوص، بالإضافة إلى تفسير النصوص لغويًا، مع مراعاة التغيرات الزمنية والمكانية في معاني الكلمات.
يتطلب ذلك الرجوع إلى المراجع اللازمة والتأكد من مضمونها، بالإضافة إلى قدرة الباحث على التحليل والتفسير بأسلوب الكاتب. كما يجب أن يتمتع الباحث بسرعة البديهة لفهم مقصد الكاتب وما يحاول إيصاله بوضوح، خاصة في الحالات التي يلجأ فيها الكتّاب إلى الأساليب الغامضة.
النقد الداخلي السلبي
يتمثل في التأكد من صحة المعلومات المتعلقة بالمؤلف ومدى أمانته في النقل. يجب على الباحث التحقق بدقة من مصداقية المعلومات المدونة، وإذا ما كانت تحتوي على أخطاء أو لا.