أول مولود في الإسلام من المهاجرين
يُعتبر عبد الله بن الزبير أول مولود في الإسلام من المهاجرين، حيث وُلِد بعد مرور السنة الأولى من الهجرة، وتحديدًا في شهر شوال، بعد عشرين شهرًا من وصول المسلمين إلى المدينة المنورة. وُلد في مدينة قباء القريبة من الطائف.
تعود أصول عبد الله بن الزبير إلى عائلة نبيلة، حيث والدته هي أسماء بنت أبي بكر الصديق، ووالده الزبير بن العوام. عائلته تضم أيضًا صفية بنت عبد المطلب كجدته، والسيدة عائشة كخالته، وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد كعمة والده، بالإضافة إلى عمه السائب بن العوام وأخواله عبد الله وعبد الرحمن، أبناء أبي بكر الصديق.
احتفالات المسلمين بمولد الزبير
شهد المسلمون فرحة كبيرة بمناسبة ولادة عبد الله بن الزبير، حيث ملأت التكبيرات أرجاء المدينة عند ولادته، خصوصًا في ظل الشائعات اليهودية التي تمادت في ادعاء أنها سحرت المهاجرين مما جعلهم غير قادرين على الإنجاب بعد هجرتهم.
ومثلت ولادة عبد الله بن الزبير ردًا من الله على هذه المزاعم. وإبان ولادته، قامت والدته أسماء بتقديمه للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، الذي قام بتحنيكه، مستخدمًا تمرة ليستقبل أول طعام يدخل جوفه بركة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. بعدها، دعا النبي له وبارك فيه، وأوصى بأن يُؤذن في أذنه، فكان جده أبو بكر الصديق هو من أذن له.
اختير اسم عبد الله تكريمًا لجده أبي قحافة، وجاءت كنيته مشابهة لكنية جده، وكان مقربًا بشكل خاص من السيدة عائشة، حتى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقبها بأم عبد الله.
أول مولود في الإسلام من الأنصار
أما النعمان بن البشير، فهو يُعتبر أول مولود وُلِد للأنصار بعد هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إليهم. يُعرف النعمان بأنه ابن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس، أبو عبد الله، وهو من قبيلة الخزرج. وقد أشار عبد الله بن الزبير إلى أن النعمان يكبره بستة أشهر.
تميز النعمان بن البشير بعلمه، حيث روى العديد من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتصفه المصادر بالكرم والشجاعة. كان أيضًا شاعرًا بارزًا. تولى معاوية بن أبي سفيان إدارة حمص، وبعد أن تولى عبد الله بن الزبير الخلافة في مكة، دعا النعمان الناس للانضمام إلى بيعة ابن الزبير، ليلقى حتفه على أيدي أهل حمص بعد مغادرته، وكان ذلك في شهر ذي الحجة من السنة الرابعة والستين للهجرة.