تصنيف التربة وأنواعها المختلفة

التربة

تحظى سطح الكرة الأرضية بطبقة رقيقة من التراب، والتي تُعتبر الطبقة الخارجية التي تغطي الأرض. يتكون التراب نتيجة تفاعل عوامل بيئية وبيولوجية وكيميائية على مواد صخرية مفتتة، مما يؤدي إلى تحول هذه المواد إلى تراب. تتفاوت المكونات الأساسية للصخور في التربة، ويعود هذا الاختلاف إلى التفاعلات الحاصلة بين الأغلفة الأربعة التي تشكل سطح الأرض، وهي: الغلاف الجوي، والغلاف المائي، والغلاف الحيوي، والغلاف الصخري.

تتكون التربة من مزيج من المكونات العضوية والمعدنية التي تمتزج مع بعضها في حالتيها السائلة والغازية. تجدر الإشارة إلى أن العناصر المكونة للتربة تحتفظ بمسامات بين الحبيبات، مما يجعلها متفككة. وتحتوي هذه المسامات على الحالة الغازية (الهواء) والحالة السائلة (المحلول المائي). كما تختلف كثافة التربة بحسب نوعها، حيث يتراوح أغلبها بين 1-2 جرام/سنتيمتر مكعب.

تركيبتها

تعتبر التربة عنصراً أساسيًا وحيوياً لنجاح الزراعة، إذ تشكل البيئة الأولى لنمو النباتات. يشمل دراسة التربة خصائصها وأنواعها ومنسوب المياه السطحية في المناطق الزراعية. لضمان نجاح الزراعة، يجب أن تكون التربة بجودة معينة، وتتطلب هذه الجودة:

  • أن تكون درجة تركيز الحموضة (pH) حوالي سبعة.
  • أن تكون درجة التوصيل الكهربائي (EC) للأملاح الذائبة أقل من 2500 ميكروموز/سنتيمتر عند درجة حرارة 25 مئوية.
  • ألا تتجاوز نسبة الكلوريدات مئتي جزء في المليون.
  • أن تقل نسبة الكالسيوم عن 5% من وزن التربة في حالة الجفاف.

العوامل المؤثرة في تكوينها

المناخ:

يعتبر المناخ عاملاً أساسياً في تكوين التربة، حيث تعتمد خصائص التربة بشكل كبير على الظروف المناخية، مما يؤدي إلى اختلاف نوعية التربة في مناطق مختلفة. هناك عوامل مناخية مختلفة تؤثر في تكوين التربة، تشمل: عملية نقل التربة، ودرجات الحرارة، ونسب الرطوبة، إلى جانب التأثيرات الناتجة عن عملية التجوية (التعرية والحت).

في المناطق الجافة، تلعب الرياح دورًا محوريًا في تحريك الرمل والجسيمات في البيئة المحيطة، وغالبًا ما تعاني هذه المناطق من نقص في المساحات الخضراء. كما يؤثر حجم ونوعية الترسبات في التربة بشكل مباشر على حركة الأيونات وجزيئات التربة، مما يسهل تكوين طبقاتها. تتحكم التغيرات الموسمية ودرجات الحرارة في قدرة المياه وفاعليتها على التأثير في المادة الأصلية للتربة، سواء كان ذلك من حيث التعرية أو حركة الجزيئات. بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير التجميد والإذابة يسهم في تفكيك الصخور وتفتتها.

التضاريس:

تؤثر خصائص التضاريس على درجة حرارة التربة ورطوبتها، حيث يعتمد ذلك على زاوية انحدار التضاريس وارتفاعها. تتأثر التربة أيضًا بعوامل التعرية، فكلما زادت انحدارات التضاريس، زادت درجة حرارتها. هذا يجعلها معرضة بشكل أكبر للعوامل المؤثرة أكثر من أنواع التربة الأخرى. بينما المناطق السهلية أو المنخفضة تتيح لتكوين ترسبات أخرى تنتقل من الارتفاعات العالية، مما يؤدي إلى تربة ذات لون داكن وعمق أكبر.

تؤثر التضاريس أيضاً على نسبة الترسيب في التربة. التربة الواقعة على ضفاف الأنهار أو السهول تختلف عن غيرها بسبب الفيضانات والدلتا. يتأثر ذلك بمستوى تدفق المياه ومدة حدوثها. كما تلعب سرعة جريان المياه دورًا في تحريك المواد الموجودة في التربة.

العوامل البيولوجية:

تلعب الكائنات الحية، مثل النباتات والحيوانات، دورًا مركزيًا في تكوين التربة. يسهم تحلل الكائنات الدقيقة والحيوانات في خلق مسامات بين حبيبات التربة مما يسمح للرطوبة بالدخول. كما تسهم جذور النباتات في فتح أنفاق داخل التربة، مما يساعد في تسهيل امتصاص العناصر الغذائية. بينما تقوم الفطريات والبكتيريا بتحويل المركبات الكيميائية المعقدة إلى مركبات قابلة للامتصاص، مما يعزز نمو النباتات.

العامل الزمني:

يعد العامل الزمني من أبرز العوامل المؤثرة في تكوين التربة، حيث يلعب دورًا تكامليًا مع العوامل الأخرى لزيادة خصائص التربة وتحسينها.

أنواع التربة

تصنف التربة إلى عدة أنواع بناءً على معيارين رئيسيين: الشكل ومعيار سول – وهو نظام تصنيف أمريكي.

من حيث الشكل:

التربة تُقسم وفقًا لشكلها إلى الأنواع التالية:

  • التربة البنيّة: تساعد هذه التربة العشب على النمو بفاعلية، ويتطلب الأمر فحص نظام الصرف ودرجة الحموضة فيها. يتميز بوجود ديدان الأرض في عمقها.
  • الصلصال: تكاد تخلو هذه التربة من ديدان الأرض نتيجة قدرتها على مقاومة الجذور، وتُعرف بلونها الرمادي ورطوبتها العالية.
  • التربة الرسوبية: تفتقر هذه التربة إلى القدرة على إنتاج العشب الجيد، وتتميز بتركيب حبيباتها الرملي الحامضي المصفى.
  • التربة الكلسية: تتميز هذه التربة بوجود مواد الكلس والطباشير، حيث يظهر اللون الأبيض مع البني.
    • التربة العضوية: تُعرف بقدرتها الكبيرة على الاحتفاظ بالرطوبة والخصوبة، وتحتوي على نسبة عالية من المحتوى العضوي.
  • تربة المستنقعات: تتمتع بارتفاع كبير في الحموضة وتعتبر من أفضل الأنواع الطينية لنمو النباتات.
  • التربة الكلسية: تحتوي على نسبة مرتفعة من مادة الكلس، وتمتاز بضيق ضحل.

خصائص التربة

  • حد الأفق: يعتبر حد الأفق الجزء السفلي لأي طبقة زراعية، وبعد تجاوزه تبدأ صفات التربة المورفولوجية بالتغير.
  • المرونة: تشير إلى قدرة حبيبات التربة على الالتصاق معًا، ومستوى مقاومة التربة للعوامل المحيطة.
  • اللون: يُعتبر اللون من الخصائص الأساسية التي تجذب انتباه الباحثين في مجال الدراسات الحقلية.
  • القوام: يختلف القوام حسب حجم الحبيبات، ويشمل التسميات مثل التربة الرملية والطينية.
  • بنية التربة: تصف الخصائص الطبيعية والكيميائية والحيوية للتربة، وتعتمد على تنظيم الحبيبات المنفردة والجماعية.
  • درجة تركيز الهيدروجين (حموضة التربة pH).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *