أنواع الثقة بالنفس وأشكالها المختلفة

أنواع الثقة بالنفس

ينبغي توضيح الأنواع المختلفة للثقة بالنفس كما يلي:

الثقة غير المبررة

تُعرف أيضاً بالغطرسة، حيث تنشأ هذه النوعية من الثقة نتيجة أحد الأمرين الآتيين أو كليهما:

  • المبالغة في تقدير القدرات الشخصية.
  • التقليل من قيمة المنافسين أو من صعوبة المهام المطروحة.

تعتبر الثقة غير المبررة مسألة خطيرة، خصوصاً عندما يكون حاملها في مركز قوة، كما في حالة الرئيس التنفيذي الذي يعتقد أنه معصوم عن الخطأ. لتفادي هذا النوع من الثقة، يُنصح الشخص بالسعي للحصول على تعليقات صادقة وموضوعية حول قدراته، والابتعاد عن الأفراد الذين يقدمون مديحاً غير واقعي. فرغم أن سماع المدح يعد شعوراً إيجابياً، إلا أنه قد يضفي شعوراً بالندم حالما تتأرجح هذه الثقة في المستقبل.

الثقة العائمة

ينصح متحدثو التنمية الذاتية الأشخاص بالوقوف أمام المرآة كل صباح وترديد عبارات تحفيزية مثل “أنا رائع”، “لا يمكن لأحد هزيمتي” و”أستطيع تحقيق ذلك”. إلا أن هذا النهج لا يثمر عن ثقة حقيقية، بل يُشبه بغطاء هش يسهل كسره يغطي الجزء العلوي من البيضة.

يتضح أن هذه النوعية من الثقة سهلة الكسر، وليست مرنة أو مستدامة. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه العبارات مفيدة بعض الشيء كمصدر تحفيز لبداية مشروع صعب أو مواجهة تجارب جديدة.

الثقة المستندة إلى الإنجاز

عندما يقوم الفرد بعمل ما لمرة واحدة، فإنه سيشعر بزيادة الثقة عند قيامه بذلك مرة أخرى. ومع تكرار التجربة، مثلاً القيام بذلك مائة مرة، يصبح الأمر طبيعياً ويشعر الشخص بأنه قد تخطى الشكوك والضعف التي عانى منها سابقاً، ليصل إلى مستوى من الكفاءة التي تمارس بشكل لا واعي.

يمكن اعتبار قيادة السيارة مثالاً واضحاً؛ ففي المرة الأولى التي يجلس فيها الشخص خلف عجلة القيادة، يحتاج إلى تركيز كبير لإدارة التروس والمكابح وحركة المرور. ولكن بعد ممارسة القيادة لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة، يستطيع القيادة بشكل تلقائي والاستمتاع بالموسيقى أو الحديث مع الأصدقاء، دون الحاجة لتفكير مستمر في كيفية تغيير التروس، وهذا ناتج عن التجربة المستمرة.

الثقة الناتجة عن الجهد والمثابرة

يعتبر هذا النوع من الثقة الأكثر أهمية، حيث يعمل كمحفز يدفع الأفراد من حالة عدم القدرة إلى إتقان المهارات. تتجلى هذه الثقة بإيمان راسخ بأن الجهد المبذول سيؤدي مع الزمن إلى تحقيق الأهداف المرجوة. فعلى سبيل المثال، يُعد المجال الرياضي مجالاً مليئاً بالتحديات؛ حيث يبدأ العديد من الأطفال أحلامهم في الانخراط في الرياضة على مستوى احترافي أو المشاركة في الألعاب الأولمبية، إلا أن القليل منهم فقط ينجح في ذلك.

ينجح في هذا الأمر أولئك الذين يمتلكون ثقة بأن الجهد والوقت سيؤديان إلى النتائج المرجوة، فالموهبة الفطرية والنجاح الفجائي هما مجرد أساطير ترويها وسائل الإعلام، فيما يظل العمل الشاق والإصرار هما الأساس لتحقيق نجاح مستدام.

مفهوم الثقة بالنفس

تعرف الثقة بالنفس بأنها مزيج من المواقف المتعلقة بقدرات الشخص ومهاراته، والقبول الذاتي، والنظرة الإيجابية للنفس، والشعور بالتحكم في الحياة. تصاحبها معرفة جيدة بنقاط القوة والضعف الشخصية، والسعي لتحقيق أهداف وتوقعات واقعية، بالإضافة إلى تقبل النقد من الآخرين والتعامل معه بموضوعية. من المهم الإشارة إلى أن امتلاك ثقة عالية أو منخفضة بالنفس لا يرتبط دائماً بالقدرات الفعلية، بل يعتمد في الغالب على تصورات الفرد عن نفسه.

نصائح لبناء الثقة بالنفس

إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتعزيز ثقتك بنفسك:

  • استعرض إنجازاتك السابقة.

قم بإنشاء قائمة بكل النجاحات التي حققتها في حياتك، سواء كانت درجات عالية في الاختبارات أو تعلم مهارة جديدة. احتفظ بهذه القائمة وضافة إليها بانتظام كلما حققت إنجازًا جديدًا. عند تراجع ثقتك بنفسك، أعد النظر في هذه القائمة لتذكير نفسك بكل ما أنجزته.

  • ركز على مهاراتك.

تعرف على نقاط قوتك وما تجيده من مهارات. سيساعدك التركيز على هذه الجوانب على تعزيز ثقتك بقدراتك.

  • تحاور مع نفسك بإيجابية.

لا يمكنك أن تشعر بالثقة إذا كنت تستمع لانتقادات سلبية داخلك. كن حذراً في كيفية حديثك مع نفسك، وعامل نفسك كما لو كنت تحادث أفضل أصدقائك واحتفل بنجاحاتك.

  • استكشف هوايات جديدة.

ابحث عن أنشطة تستمتع بها، مثل التصوير أو التصميم أو أي نوع من الرياضة. ابدأ في ممارستها واختبر المتعة في تلك الأنشطة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *