الفرق بين “سنة” و”عام” هو مفهوم يستحق التأمل. فعند قولنا “كل سنة وأنت بخير”، فإننا نتمنى للشخص مشقة، بينما عند استخدامنا “كل عام وأنت بخير”، فإننا نعبّر عن أملنا في الخير والسعادة له.
إن دراسة اللغة العربية تُعد من أهم العلوم، ويجب علينا أن نتقنها منذ الصغر، فهي تشكل أساس حياتنا ومعرفتنا.
في اللغة العربية، يتضح وجود اختلاف بين “سنة” و”عام”، وسنستعرض تفاصيل هذا الأمر وأكثر عبر موقعنا المتخصص.
الفرق بين “سنة” و”عام”
- تم استخدام كلمة “سنة” في الثقافة العربية القديمة للإشارة إلى فترات الشقاء والقحط والمعاناة.
- يشهد القرآن الكريم استخدام كلمة “سنة” في عدة مواضع، حيث تعكس هذه الكلمة المعاني السلبية. على سبيل المثال:
- الآية التي تتضمن رؤية عزيز مصر حين قال (قال تزرعون سبع سنين دأبا).
- على الرغم من أن هذه الفترة تمثل مرحلة زراعية، إلا أنها تعكس الجهد المعكوس والكدّ الذي يتطلبه لتأمين الحاجات الأساسية خلال فترات الجفاف المحتملة.
- بذلك، تُعد فترة تعب ومشقة.
الاختلاف بين “سنة” و”عام” في القرآن
- عند الحديث عن أصحاب الكهف، في قول الله عز وجل (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً).
- هنا، تشير كلمة “سنين” إلى مدة زمنية محددة، لكن سياقها أيضاً يعكس الشقاء الذي عاشوه.
- كان الله قد أصم آذانهم ليغمرهم في نوم عميق لمئات السنين، هربًا من الظلم.
- وفي حالة نبي الله نوح عليه السلام، الذي قضى 1000 عام بين قومه دون استجابة، ولم يتلقَ سوى السخرية.
- استثنى الله 50 عامًا من تلك الألف، حيث ذكرها بلفظ “عام”، كونها كانت أفضل سنوات حياته بعد نجاته من الطوفان.
- قال تعالى (فلبثت فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا)، وكذلك يظهر الفرق أيضاً عند التحدث عن عقاب الله لفرعون، حيث جاء في سورة (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص الثمرات).
- من خلال هذه الآيات، يتبين لنا أن “سنة” ترتبط غالبًا بالشقاء والصعوبات.
معنى “سنة” في اللغة
- عندما نستخدم مصطلح “أربعين سنة” بدلًا من “أربعين عامًا”، نعبّر عن ما ينتاب الإنسان من فترات مختلفة من السعادة والشقاء.
- ليس كل لحظة في الحياة تعكس السعادة، إذ إن السعادة الحقيقية تكون في الآخرة في جنات الرحمن.
- تعكس كلمة “سنة” تقلبات الحياة، حيث نقول “سنة” عند الإشارة إلى عمر الإنسان.
- لأننا كما ذكرنا نعيش بين فترات من الرخاء والشدة.
- العديد من الآيات تشير إلى أن “سنة” ليست صيغة تحمل دلالات إيجابية.
- عندما تتمنى لشخص “كل سنة وأنت طيب”، تكون في الحقيقة تتمنى له أن يواجه التحديات والمعاناة.
معنى “عام” في اللغة العربية
- أما “عام”، فهي تعبر عن الرخاء والراحة والبركة. وعند قولنا “كل عام وأنت بخير”، نتمنى سعادة الشخص وازدهاره.
- تظهر دلالات “عام” بوضوح في آيات القرآن، مثل ما ورد في سورة يوسف حول زراعة سبع سنين، ثم ذكر العام الذي سيغاث فيه الناس.
- هذا يعكس فترة من الأمطار والبركات.
- في سورة نوح، عندما ذكرنا استثناء 50 عامًا، كانت تلك فترة من أفضل سنوات حياته.
- يتم تمييز فترة الفطام للطفل الرضيع بعبارة عامين بدلًا من سنتين، لأن العامين يمثلان أفضل مراحل الطفولة، حيث يشعر الطفل بالقرب والأمان مع والدته.
- إذا قارنا بين آيات مثل “فأماته الله مائة عام” و”يود أحدهم لو يعمر ألف سنة”، نجد أن الأخير يعبر عن أمانه من الشقاء والرغبة في الحياة، لكن الموت هنا ليس مرتبطًا بالشقاء.
- لأن الله أراد أن يظهر له آية من آياته، فأحياه كما كان، ولم يشعر بأنه فارق الحياة إلا كأنه نوم.
- تظهر دلالات “عام” بوضوح في آيات القرآن، مثل ما ورد في سورة يوسف حول زراعة سبع سنين، ثم ذكر العام الذي سيغاث فيه الناس.
الفروق بين “سنة” و”عام” من الناحية الفلكية
- أما من يرغب في العيش لمئتي سنة، فإنه يمر بتجارب ومحن، وقد يعيش كافراً، مما يعد شقاءً في الدنيا والآخرة.
- لأن من يحيا في الكفر، فقد خسر الحياة في الدارين.
- في فهمنا للغة، نجد أن “السنة” تعود لعدد الأيام أو الأشهر القمرية.
- مثل قوله تعالى (وقدرناه منازل لتعلموا عدد السنين والحساب).
- كذلك نستطيع حساب أعمارنا وفقًا للقمر، حيث أن السنة تعتمد على بداية الشهر القمري ونهايته.
- أما “عام”، فهي كلمة تعبر عن عموم أي زمن فيه خير أو بركة، ويمكن أن تشير إلى أحد فصول السنة كالصيف أو الشتاء، لذلك تُعتبر الفترات الزمنية المحيطة بحياتنا متغيرة بين الفرح والشقاء.
- لأن “سنة” ترتبط غالباً بالقحط والجفاف.
- أرجو أن تكون المقالة مفيدة، فإن كان ما فيها من حق، فهو بتوفيق الله، وإن وجدت فيها أخطاء، فأستغفر الله وأتوب إليه، وأذكركم أن هذا التفسير مجرد اجتهاد والله أعلم.