الدم
يُعتبر الدم من أهم السوائل الحيوية في جسم الإنسان، ويعتمد وجوده على سلامة حياة الفرد؛ إذ أن فقدان كميات معينة منه قد يكون مهدداً للحياة، نظراً لدوره المحوري في وظائف الجسم. وظيفة الدم متعددة، فهو يقوم بعدد من المهام المهمة في أجسام البشر والحيوانات على حد سواء.
وظائف الدم
تتمثل الوظيفة الرئيسية للدم في نقل العناصر الغذائية والأكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم، وكذلك نقل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين للتخلص منه، بالإضافة إلى إزالة الفضلات من الجسم وحماية منظومة الجسم من الأمراض. يكون الدم في الغالب سائلاً ويحتوي على عدة أنواع من الخلايا مثل: خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، إلى جانب البلازما التي تشكل تقريباً نصف الكمية الكلية للدم. يحتوي الدم أيضاً على بروتينات ومغذيات مختلفة مثل الجلوكوز، حيث يحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 5 لترات من الدم، والذي يتدفق عبر الشرايين والأوردة والشُعيرات الدموية.
خلايا الدم الحمراء
تتميز خلايا الدم الحمراء بشكلها الدائري مع مركز مُقعّر وجوانب مسطحة، وهي خلايا عديمة النواة وتعتبر الأكثر شيوعاً في الدم. تحتوي هذه الخلايا على نسبة عالية من الهيموغلوبين، المعروف أيضاً باسم خضاب الدم، والذي يتكون من سلسلتين من البروتينات نوع آلفا وأخرى نوع بيتا.
يُعدّ الهيموغلوبين بروتيناً أحمر، حيث يُقدّر عدد خلايا الدم الحمراء في كل ملليمتر مكعب من دم الإنسان ما بين أربعة إلى خمسة ملايين خلية، وتمتاز كل خلية بوجود نحو ثلاثمئة جزيئة من الهيموغلوبين، ويبلغ قطر كل خلية دم حمراء حوالي سبعة ميكرومترات، مما يجعلها صغيرة الحجم، وتعتبر خلايا الدم الحمراء واحدة من العناصر الأساسية في الدم.
وظيفة كريات الدم الحمراء
تنقل كريات الدم الحمراء الأكسجين الذي يتم امتصاصه من الرئتين إلى خلايا الجسم عبر القنوات الدموية حيث يتم ضخها بواسطة القلب. الأكسجين يلعب دوراً حيوياً في عملية التنفس الخلوي، حيث ينتج عن هذه العمليات ثاني أكسيد الكربون الذي ينتقل من الخلايا إلى الدم، ومن ثم إلى الرئتين للتخلص منه عن طريق الزفير.
إنتاج خلايا الدم الحمراء
تبدأ عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء عادةً من الأسبوع الرابع من الحمل وتستمر حتى الشهر السادس في كبد وطحال الجنين، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، تتشكل كريات الدم الحمراء من نُخاع العظم. أما بالنسبة للأطفال والبالغين، يتم إنتاج هذه الكريات في النخاع العظمي الأحمر الموجود في العظام المسطحة مثل الجمجمة والعمود الفقري وعظام الوجه، وكذلك في أطراف العظام الطويلة مثل عظام الفخذ والعضد.
يتطلب إنتاج كريات الدم الحمراء في الجسم وجود عدة عوامل رئيسية، منها أن يكون النخاع العظمي سليماً وقوياً. إذا تعرض النخاع العظمي لأي إصابة أو إشعاعات أو سموم، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في إنتاج كريات الدم الحمراء. من العوامل الأخرى المهمة توافر الحديد في النظام الغذائي، لأنه عنصراً أساسياً في تركيب الهيموغلوبين، ويتواجد الحديد في أطعمة مثل السبانخ، والتفاح، واللحوم، والبقول، وصفار البيض. عدم كفاية الحديد في الغذاء أو عدم توفره للاستخدام الجيد من قبل الجسم قد يؤدي إلى شحوب لون خلايا الدم الحمراء ويؤدي للإصابة بفقر الدم، والذي يمكن علاجه بمكملات الحديد.
علاوةً على ذلك، يُعتبر فيتامين B12 ضرورياً لتكوين خلايا الدم الحمراء، حيث يتحد هذا الفيتامين مع مادة يفرزها المعدة لتسهيل امتصاصه في الأمعاء، ثم يُخزن في الكبد حتى يستخدمه النخاع العظمي. يُعتبر فيتامين B12 من العناصر الأساسية لنمو وبناء خلايا الدم الحمراء.
أمراض مُتعلقة بخلايا الدم الحمراء
تتعرض خلايا الدم الحمراء للعديد من الحالات المرضية التي قد تؤثر على شكلها أو عددها، مما ينعكس سلباً على قدرتها في نقل الأكسجين إلى الخلايا وبالتالي إنتاج الطاقة في الجسم. من بين هذه الأمراض التي تؤثر على خلايا الدم الحمراء:
- الثلاسيميا: وهي حالة وراثية تنتج عن اختلال في تركيب الهيموغلوبين، مما يسبب فقر دم شديد، خاصة في نوع بيتا، الذي يبدأ عادة في مراحل الطفولة، والسبيل الوحيد للبقاء هو الحصول على كميات إضافية من الدم.
- الملاريا: مرض شديد العدوى ينتقل عبر البعوض الحامل لطفيليات معينة، حيث تهاجم هذه الطفيليات خلايا الدم وتتكاثر في الكبد، مما يؤدي لتحلل كريات الدم الحمراء ونقص حاد في الدم، بالإضافة إلى إطلاق مواد سامة في الجسم.