ما هو التوكل على الله؟
التوكل على الله هو الإيمان العميق بالاعتماد الكامل على الله -تعالى- من قِبَل العبد، مع الثقة بأن قضاءه نافذ، بشرط اتباع أوامره والابتعاد عن نواهيه، إضافةً إلى الالتزام بسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-. ويعتبر التوكل على الله من الواجبات في الشريعة الإسلامية، حيث يُستند إلى قوله -تعالى-: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). يُصنّف التوكل كعمل قلبي يلتزم به المؤمن، الذي يؤمن بقضاء الله وما قدره، ويُحسن الظن به، ويعمل على تطهير نفسه من الرذائل مثل الحسد والسحر، كما يُعدّ الرضا بما قضى الله -تعالى- والصبر على المصائب جزءًا من هذا التوكل.
أهمية التوكل على الله
تظهر أهمية التوكل على الله في نسبة الاعتماد عليه وحده وطلب المساعدة منه في الأمور المختلفة، ومن الفوائد الرئيسية للتوكل على الله:
- يعد التوكل على الله -تعالى- وسيلة لتحقيق الفوز والنجاة من الكروب، كما يتجلى في موقف نبي الله إبراهيم -عليه السلام- عندما أُلقي في النار، حيث كان يردد: “حسبي الله ونعم الوكيل”، فصارت النار بالنسبة له بردًا وسلامًا.
- يجلب التوكل على الله الخير الوفير للمسلم في حياته الدنيا والآخرة.
- يمنح التوكل على الله الشخص شعورًا بالأمان والحماية من كل ما يثير مخاوفه.
- يعتبر التوكل على الله -تعالى- أساسًا للاستعانة به في جميع المساعي، كما في عمل الرسول -عليه الصلاة والسلام- يوم غزوة أحد.
- يؤدي التوكل على الله -تعالى- إلى تعزيز الثقة بالله ورفع الخوف، مما يمكن من دحض كيد الأعداء.
وسائل تحقيق التوكل على الله
وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق التوكل على الله:
الإيمان بالقضاء والقدر
عندما يصدق العبد بقضاء الله وقدره سواء كان خيرًا أو شرًا، فسيتحول ذلك إيمانًا حقيقيًا يسمح له بالتوكل على الله -تعالى- بشكل كامل، مما يعطيه الطمأنينة في مواجهة تحديات الحياة، إضافة إلى الإيمان بما قدّره الله -تعالى- في اللوح المحفوظ، مع الاعتراف بأنه وحده المُتحكم في كل شيء، فلا يحدث أمر إلا بعلمه وقدرته.
الإدراك بأن الأمر كله بيد الله
أوضحت الشريعة الإسلامية من خلال نصوص عدة أن جميع الأمور مُفوضة إلى الله -تعالى- الذي يُسيّرها، حيث لن يحدث الخير أو الشر إلا بعلمه وإرادته. ومن يدرك هذه الحقيقة سيجد الطمأنينة والإيمان بالله ورسوله -عليه الصلاة والسلام- كما يدل على ذلك قوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
العمل بالأسباب
إن التوكل على الله -تعالى- لا يقتصر على القلب فقط، بل يجب أن يظهر أيضًا في الأفعال من خلال السعي، حيث إن عدم ذلك يُحوّل مفهوم التوكل إلى التواكل. وبالتالي، يجب أن يقترن التوكل بالأخذ بالأسباب.
التوكل على الله ركن من أركان الإيمان
يُعتبر التوكل على غير الله -تعالى- من الشرك الأكبر، فقد وردت آيات قرآنية عديدة تشير إلى أركان الإيمان مُقترنة بالتوكل على الله، ومثال ذلك قوله -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).