هل العادة السرية جائزة أم محظورة في الإسلام؟

ما هو حكم العادة السرية في الإسلام؟

  • لم يتضمن القرآن الكريم نصوصًا واضحة بخصوص حكم العادة السرية، مما أدى إلى ظهور تباين في آراء الفقهاء حول ما إذا كانت العادة السرية حلال أم حرام في الإسلام.
  • بعض الفقهاء اعتبروا أنها ممنوعة، مشيرين إلى أنه ينبغي قضاء الشهوة من خلال الزواج بدلاً من الاستمناء.
  • بينما ذهب آخرون إلى اعتبارها فعلًا مكروهًا، ما دام لا يوجد دليل قاطع على تحريمها، وهذا الرأي يتفق معه ابن حزم وجابر بن زيد والشوكاني والصنعاني.
  • وهناك رأي ثالث ينص على تحريمها إلا في حالات الضرورة، مثل الخوف من الزنا أو فعل محرم آخر، وهذا ما اختلف فيه بعض الحنابلة والحنفيين، بالإضافة إلى ابن القيم الذي يتفق مع هذا الرأي.
  • ابن عباس قال إن تحريك النفس (الخضخضة) أفضل من الزنا، بينما الإمام أحمد اعتبرها كالحجامة في حالة الخوف من الزنا.
  • يدلل المؤيدون لتحريم العادة السرية بقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).
  • تعتبر الآية دليلًا على تحريم العادة السرية لأنها توضح وجوب حفظ الفرج إلا في حالة الزوجة، ومما لا جدال فيه أنه لم يُذكر في الآية ما يدل على جواز الاستمناء.
  • عندما سُئل جابر بن زيد عن رجل نظر فأنزل، أجاب بأنه لا شيء عليه، كما أوضح الشافعية أن الإنزال غير المباشر لا يفسد الصوم.
  • قدم الإسلام إباحة للزوجين للاستمتاع ببعضهما البعض، سواء كان عبر الاستمناء أو وسائل أخرى.

لا تنسَ قراءة مقالنا حول:

ما هو حكم العادة السرية؟

  • أجمعت أغلب العلماء على أن العادة السرية محرمة، وتعني (خروج المني عن طريق اليد أو النظر إلى المحرمات أو الإاضاءات الإباحية، أو سماع ما يثير الشهوة، أو التفكير في العاطفة، مما يؤدي إلى نزول المني).
  • وبذلك اتفقت آراء الأغلبية على حرمانيتها، باستثناء قلة من الفقهاء الذين رأوا السماح بها لمن يخشى الوقوع في الزنا ولا يستطيع الزواج.
  • الإمام الشيرازي -رحمه الله- اعتبر الاستمناء محرماً مثل اللواط.
  • استند العلماء في تحريم الاستمناء إلى أدلة مختلفة، من بينها:
    • قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).
  • فقد حصر الله عز وجل الاستمتاع في الزوجة، وكل فعل آخر غير ذلك يعتبر ممنوعًا، وذكر الله أن من يسعى للحصول على المتعة بوسائل غير مشروعة هو من المعتدين.
  • أوضح الحافظ ابن كثير أن الإمام الشافعي استدعى تحريمه من خلال هذه الآية، لأن العادة السرية ليست واحدة من الأفعال المباحة.
  • أثبتت الأبحاث أن للعادة السرية أضرار صحية كثيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى العقم.
    • كما أن لها تأثيرات سلبية كبيرة على شخصية الأفراد، مما تجعلهم غير مركزين وتفقدهم الثقة بالنفس.
  • ينبغي على كل من يقوم بهذه العملية أن يتوقف ويعود إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يتفادى أي مؤثرات تؤدي إلى الشهوة كالنظر إلى المحرمات وغض البصر والصوم.

آراء متنوعة حول العادة السرية

  • صرح بعض الفقهاء أن من يقوم بهذا الفعل ويبرر فعله بعدم ارتكابه للزنا، قد خدعه الشيطان، لأن الاجتناب عن الزنا يكون عبر غض البصر وذكر الله.
  • كما أوضحوا أن هذا الفعل قد يصبح عادةً للفرد بهدف قضاء الشهوة، ثم يقوم بتبريره بأنه يتجنب الزنا.
  • يستحق هذا الشخص أن يدرك إنه يرتكب شيئًا محرمًا ويتوجب عليه التوقف.
  • عليه أن يدرك أن الله يراه خلال هذا الفعل، ويجب أن يخاف من عقابه.
  • يجب ألا يبني لنفسه ذرائع لتبرير الحرام، بل يبحث عن طرق للتوقف عن هذا الفعل.
    • تذكر أن محاولاتك في التوبة ستكون في ميزان حسناتك.

الرأي القائل إن العادة السرية محرمة

  • يتبنى كل من المذهب المالكي والشافعي ومعظم الحنفية تحريم العادة السرية.
  • بينما يعتقد الشيعة وجزء معتبر من الزيدية بإجازتها.
  • كما أشار ابن تيمية إلى أنها محرمة، وإذا تم القيام بها يجب التوبة.
  • وابن باز أيضًا ثبت أن الاستمناء محرم، حيث قال إن الاستمناء باليد ينضم إلى المحرمات.
    • لأنه يخالف النص القرآني (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) حيث إنه لا يعتبر من وسائل الاستمتاع المشروعة.
  • يقول معظم من أقر بتحريمها إن الله أمرنا بحفظ فروجنا إلا في حالة الزواج.
  • كما استدلوا بقوله تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) مما يعني أنه ينبغي الالتزام بالعفاف والصبر.
  • كما أشار الفقهاء إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يوجه الشباب نحو هذه العادة، وإذا كان الأمر خيرًا لكان قد أرشد إليه.
    • الرسول أوصى بالزواج أو الصوم لمن لا يستطيع الزواج ولم يذكر مسألة الاستمناء أبداً.
    • قال عبد الله بن مسعود: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” متفق عليه.
  • غالبية الفقهاء اعتبروا هذا الفعل محرمًا لأنه يعتمد على مد البصر أو مشاهدة ما يُحرم، مما يؤدي إلى ممارسة العادة السرية، وبالتالي فهي محظورة.

يمكنك أيضًا القراءة هنا:

الرأي القائل إن العادة السرية جائزة بشروط

  • عمرو بن دينار اعتبر العادة السرية مقبولة، وكذلك رأى أبي الشعثاء.
  • ابن عباس قال إن (النِكاح أفضل من الاستمناء، لكن الاستمناء أفضل من الزنا).
  • أحمد بن حنبل يُجيز إخراج المني من جسد الفرد.
  • ابن حزم أشار إلى أنه إذا لمس الرجل عضوه بقصد إنزال المني فلا باس، ولكن هذا الفعل مكروه وليس من الفضائل.
  • أوضح ابن عقيل أن الاستمناء مكروه، ولا يصل لحد التحريم إلا إذا كان بغرض المتعة، مما يعتبر أمرًا محرمًا.
    • أما إذا كانت الغاية من الاستمناء هي تجنب الزنا، فلا مشكلة في ذلك.
  • الشوكاني اعتبر ذلك مباحًا لكن بمثابة فعل غير طاهر، وهو سقطة في الضياع.
  • ابن الباري الزمزمي ذكر أنه يُجوز للمرأة والرجل القيام بهذه العملية.
    • كما أضاف أن الفتاة قد تلجأ لهذا الفعل مخافة الوقوع في المعاصي كفعل الزنا.
  • لكن الحل الحقيقي لمن يخشى من الزنا يكمن في الصوم والدعاء.
    • هذا ما جاء به الرسول، بينما ما سبق يبدو مشكوك فيه في كونه حلال.
    • حتى العلماء الذين يرون عدم تحريمه، ذكروا أنه مكروه في جميع الصور.

ما تنقضه العادة السرية

  • تبطل العديد من العبادات مثل الصلاة وقراءة القرآن، ولا يصح الصلاة أثناء الجنابة إلا بعد تطهر الشخص.
  • اختلف الفقهاء بخصوص حكم العادة السرية وما إذا كانت تبطل الصيام أم لا، وعليه أوجب الفقهاء أن يجبر الصائم على قضاء الأيام حال جماعه.
    • تباينت الآراء فيما يخص الاستمناء، حيث قال بعضهم بأنه يجب القضاء، لأنه يتوجب على الصائم الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة.
  • ابن باز أكد أن ممارسة العادة السرية ونزول المني في نهار رمضان يبطل الصيام إذا حدث ذلك بشكل متعمد.
    • وفي هذه الحالة يجب قضاء اليوم والعبادة، وقد تم التأكيد بأن الاستمناء محرم في رمضان وعلى مدار العام.
  • كما أشار الألباني إلى تحظر ممارسة الاستمناء في نهار رمضان، وإذا حدث ذلك فلا يكترث الشخص.
  • ينبغي الإشارة إلى أن جميع الأفعال المسببة للإنزال ليست كلها استمناء، حيث يمكن أن يحدث الإنزال نتيجة النظر أو التفكير في الزواج، وهذا الأخير لا يتطلب قضاء أو كفارة.
  • استنادًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).
  • أيضًا، اتفق العلماء على أن الاستمناء لا يُبطل الحج، ولكن المالكية يرون عكس ذلك أنه يُبطل الحج.
  • بوجه عام، يعتقد الفقهاء أن العادة السرية تبطل الاعتكاف.

اقرأ هنا المزيد حول:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *