الموقع الجغرافي لمملكة الغساسنة
لم تكن حدود مملكة الغساسنة ثابتة عبر العصور، حيث تعرّضت لتقلصات وتوسعات متكررة نتيجة للاعتداءات ومحاولات السيطرة التي قامت بها المماليك الباحثة عن توسيع نفوذها. وقد ساهم ضعف الحكم أحياناً في تسهيل هذه الاستهدافات.
في بعض فترات تاريخها، توسعت مملكة الغساسنة لتشمل المناطق القريبة من دمشق، بالإضافة إلى فلسطين الثانية والثالثة، والكورة العربية، وفينيقية لبنان، وأحياناً ضمت الولايات السورية في الشمال.
لكن في فترات أخرى، كانت هذه الحدود تتقلص بسبب ظهور ملوك ضعاف، مما سمح للمماليك المحيطة بالاستقواء عليها. كما ساهمت الصراعات بينهم وملوك القبائل الأخرى في تراجع نفوذ المملكة.
العاصمة التاريخية لمملكة الغساسنة
بينما كانت دولة تدمر تشهد تراجعاً مستمراً حتى سقوطها، قدمت قبيلة عربية تُعرف ببني غسان من اليمن تجاه حوران، واستقروا في البصرة كعاصمة لهم. وقد أسس هذه القبيلة شخصية تُدعى جفنة بن عمرو ميزيقيا بن عامر، لذا عرفت الغساسنة باسم جفنة أو أولاد جفنة، بينما أطلق عليهم البعض لقب آل ثعلبة نسبةً لأحد أسلافهم المدعو ثعلبة.
نبذة عن مملكة الغساسنة
تولى حكم مملكة الغساسنة بعد جفنة، الحارث بن جبلة، المعروف بلقب الأعرج، الذي اشتهر بقتاله للفرس وقتل ملكهم المنذر. منح الملك جوستنيان الحارث لقب بطريق، بالإضافة إلى لقب فيلارك بمعنى رئيس القبيلة. خلال فترة حكمه، شهدت المملكة نهضة كبيرة حيث تم ترقيته إلى العرش البيزنطي لمواجهة المناذرة، وكانت له دور كبير في إخماد الفتنة التي هددت الإمبراطورية السامريّة في فلسطين.
انضم الحارث إلى الجيش البيزنطي الذي قادته بليزاريوس في الحملة على بلاد فارس، لكنه بعد ذلك قرر العودة إلى مملكته، حيث شهدت فترة حكمه توسعاً لم يسبق له مثيل، إذ امتدت من قرب البتراء إلى شمال تدمر، وضمّت البلقاء والصفا وحوران، مع اتخاذ البصرة عاصمةً دينية لها.
كما أصبحت المملكة مركزاً تجارياً حيوياً، حيث انتشرت في عهده عقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح المنوفستية. واستطاع الحارث persuading الإمبراطور على تعيين تسعة وثمانين أسقفاً للمقاطعات السورية، على الرغم من كون هذا الإجراء يتعارض مع سياسات الدولة.
ملوك وأمراء الغساسنة
تُشير المصادر إلى أن عدد ملوك الغساسنة بلغ اثنين وثلاثين ملكاً، بينما يُذكر في بعض الروايات أنهم أحد عشر ملكاً دام حكمهم لمدة ستمائة وست عشرة سنة. ومن بين هؤلاء الملوك، نذكر:
- النعمان بن الحارث بن جبل بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة.
- المنذر أبو شمر بن جبلة بن ثعلبة.
أما بالنسبة للأمراء المعروفين في مملكة الغساسنة، فمنهم:
- جفنة بن النعمان الجفني.
- خالد بن جبلة الغساني.