تعد ظاهرة المد والجزر في البحر من الأمور الأساسية للكثير من الأفراد الذين يقيمون في المناطق الساحلية حول العالم، فالأشخاص الذين يزاولون السباحة على الشواطئ خلال فترة المد يسعون أحيانًا لاكتشاف المحار الملزمي في الأماكن التي يغمرها المد عندما يكون البحر في حالة جزر.
المد والجزر في البحر
- تشير حركة المد والجزر إلى ارتفاع وانخفاض مستويات مياه المحيطات والبحار، حيث تتجه المياه صعودًا نحو الساحل عند شروق الشمس ثم تعود للانخفاض بعيدًا عن السواحل عند غروبها.
- تتميز هذه الحركات بالانتظام والثبات منذ تكوين الأرض نتيجة لتأثيرات الشمس والقمر، فيما يُعتبر القمر الأكثر تأثيرًا نظرًا لقربه من الأرض، إذ يلعب دورًا رئيسيًا في تلك الظاهرة.
- تأثير الجاذبية للقمر يتفوق على تأثير الشمس بحوالى الضعف، رغم أن تأثير جاذبية الشمس على الأرض أقوى بنحو 178 مرة من تأثير جاذبية القمر.
آلية حدوث المد والجزر
- يُعتبر ارتفاع قمة الموجة الكبيرة، والذي يعبر عن حركة البحر، بمثابة وقت المد، بينما يمثل انخفاض الموجة الحوض الصغير وهو ما يُعرف بجزر البحر.
- المسافة بين هذا الارتفاع والانخفاض تمثل ظاهرة المد والجزر.
- يبلغ متوسط ارتفاع المد والجزر في الماء حوالي متر واحد أو 3 أقدام، في حين يمكن أن يتجاوز النطاق في العديد من المناطق الساحلية العشرة أضعاف ذلك.
- لا يكون من الدقة تقديم متوسطات لمدى المد والجزر على امتداد الشواطئ العالمية بسبب التباين الكبير بين المناطق، وتُعتبر كندا من الدول التي تسجل أعلى مستويات المد.
- يمكن أن يصل الفرق بين المد والجزر في كندا إلى 3 أمتار (53.5 قدم).
أهمية ظاهرة المد والجزر
- تلعب حركة المد والجزر دورًا حيويًا في تنقية البحار والمحيطات من الشوائب وتصفية مصبات الأنهار والموانئ.
- كما تسهل على السفن دخول الموانئ الواقعة في المناطق الضحلة.
- بينما يمكن أن يشكل المد المرتفع خطرًا على الملاحة، خصوصًا عند المضائق.
- تعتبر ظاهرة المد والجزر سمة طبيعية تشمل جميع بحار العالم، حيث تختلف معدلات ارتفاعها من القطب الشمالي إلى الجنوبي، مرورًا بخط الاستواء. ففي بعض المناطق قد تصل إلى 200 سم، بينما تقل في مناطق أخرى إلى أقل من 30 سم.
- تحدث ظاهرة المد والجزر أربع مرات يوميًا (كل 6 ساعات) في محافظة البصرة والمنطقة المحيطة بشط العرب، إضافة إلى السواحل المجاورة للخليج العربي، حيث قد تصل في مدينة البصرة إلى 80 سم، وتتناقص هذه القيمة كلما تحركنا شمالًا حتى تختفي في قرنة.
فوائد المد والجزر
تُعد عملية المد والجزر غنية بالفوائد، منها:
- تساعد في الحفاظ على حياة الكائنات البحرية.
- تعيش الكائنات البحرية المفيدة مثل سرطان البحر وبلح البحر والقواقع في منطقة المد والجزر.
- بدون حركات المد والجزر المنتظمة، تواجه هذه الكائنات خطر الانقراض.
- تساهم حركة المحيطات في إدخال الأكسجين إلى أعماق البحر، مما يدعم حياة الكائنات البحرية بعيدًا عن الضوء والهواء.
- تتزامن بعض الأنشطة الإنجابية لبعض الكائنات مع أوقات المد والجزر، مثل بعض أنواع الأسماك والطيور، مما يساعد على تحديد أوقات تلك الظواهر.
- في مجال الصيد، يتواجد السمك بكثافة خلال فترات المد والجزر، مما يجعلها وقتًا مثاليًا للصيادين.
- تساعد المد والجزر أيضًا السفن في الملاحة، حيث يتعين على السفن التنقل عند المد لضمان الوصول السهل إلى الموانئ.
- تؤثر على الظروف الجوية، حيث تساعد على استقرار درجات الحرارة على الأرض.
- يمكن استغلال ظاهرة المد والجزر لتوليد الطاقة المتجددة كبديل عن النفط، حيث يحدث مد مرتفع مرتين يوميًا.
- تسهم الحركة السريعة للمياه في توليد طاقة متجددة للمجتمعات الساحلية.
- تمثل طاقة المد والجزر أحد أشكال الطاقة المتجددة الناتجة عن الحركات الطبيعية للمياه، وهي مورد يمكن التنبؤ به ويتيح لنا الاستفادة منه لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل.
- توليد الطاقة من الأمواج الناتجة عن المد والجزر، يحمل آفاقاً واعدة كأحد أكثر مصادر الطاقة نقاء واقتصادية المتاحة حالياً.