أول شخص كتب عبارة “بسم الله الرحمن الرحيم”

البسملة

يبدأ المسلمون كلامهم والعديد من أعمالهم وعباداتهم بعبارة البسملة، وهي قول: بسم الله الرحمن الرحيم. وفيما يلي شرحٌ لمضمون البسملة:

  • باسم: حرف الباء يُستخدم للاستعانة، والاسم في اللغة يُعبر عن ما يحدد الشيء، والمقصود هو الاستعانة بالله تعالى.
  • الله: لفظ الجلالة “الله” هو اسم الله الأعظم، ويحمل في تسميته إشارةً لذلك.
  • الرّحمن: اسم من أسماء الله عز وجل، مشتق من الرحمة، ويعكس وفرتها في حقه سبحانه.
  • الرّحيم: اسم من أسماء الله -سبحانه وتعالى- مُشتق من الرحمة، ويعني أن رحمته تعالى تمتد إلى عباده فتشملهم في الدنيا والآخرة.

ومعنى قول بسم الله يشير إلى استعانة المسلم عند بدء أي عمل يقوم به، داعياً الله -تعالى- بعظمته ورحمته ليعينه على أداء هذا العمل ويجلّله بالتيسير.

أوّل من كتب البسملة

تطرق العديد من العلماء والم historians المسلمين للبحث حول أوّل من كتب بسم الله الرحمن الرحيم. فمن بينهم، ذكر ابن أبي عاصم الشيباني في كتابه “الأوائل” عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن نبي الله سليمان -عليه السلام- هو أول من كتبها. يُقال إنه قد استخدم البسملة في رسالته إلى بلقيس ملكة سبأ وقومها، يدعوهم فيها إلى الإسلام، وذلك كما ورد في قوله تعالى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ). من ناحية أخرى، أشار بعض المؤرخين، مثل الأزرقي في كتابه “أخبار مكة”، إلى أن أوّل من كتب بسم الله الرحمن الرحيم هو خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه-، ولا يوجد تناقض بين الرأيين. إذ يمكن الجمع بينهما بكون نبي الله سليمان -عليه السلام- هو أول من كتب البسملة في الكتب بصفة عامة، بينما خالد بن سعيد بن العاص هو أول من دوّنها في الوثائق بمكة.

كما كان النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يبدأ كتبه ومراسلاته للملوك بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم. فعلى سبيل المثال، في صلح الحديبية مع قريش، أرسلوا سهيل بن عمرو لعقد الصلح معه، فطلب النبي من علي -رضي الله عنه- أن يبدأ الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم، ولكن سهيلًا طلب استبدال العبارة بكتابة: “باسمك اللهم”، حيث أنهم يؤمنون بالله ولكن ليس بالرحمن الرحيم، كما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فيهم سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِعَلِيٍّ: اكْتُبْ، بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قالَ سُهَيْلٌ: أَمَّا “باسْمِ اللهِ”، فَما نَدْرِي ما “بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ”، وَلَكِنِ اكْتُبْ ما نَعْرِفُ: باسْمِكَ اللَّهُمَّ). مما يدل على أنه -عليه الصلاة والسلام- كان دائماً يبدأ كتبه ومخاطباته بهذه العبارة العظيمة.

المواقف التي يُقال فيها البسملة

حثّ الإسلام المسلم على بدء أعماله بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم، ومن المواقف التي يُستحب فيها البدء بالبسملة:

  • عند بدء قراءة القرآن.
  • عند تناول الطعام والشراب.
  • عند دخول الخلاء.
  • عند الشروع بالوضوء.
  • عند الصيد، حيث تعتبر التسمية واجبة حسب رأي الحنفية والمالكية عند صيد ما يؤكل لحمه، في حين يرى غيرهم أنها مستحبة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *