تعد الكوارث الطبيعية في المغرب، والتي مرت بها البلاد على مر العصور، واحدة من التحديات المستمرة التي تتكبَّد البلاد بسببها خسائر تقدر بملايين الدولارات سنويًا، وذلك لإصلاح الأضرار التي تُحدثها الزلازل والحرائق والمجاعات والعواصف والانزلاقات الأرضية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز هذه الكوارث.
الكوارث الطبيعية في المغرب في العصر الحديث
تعرضت المملكة المغربية على مر العصور لكثير من الكوارث الطبيعية، سواء في الماضي أو الحاضر، حيث شهدت العديد من الزلازل المدمرة التي أسفرت عن أضرار جسيمة.
ومن الكوارث التي دنَّست الأراضي المغربية في العصر الحديث، يمكن الإشارة إلى ما يلي:
الزلازل
تعاني المغرب من هزات أرضية وزلازل متعددة نتيجة موقعها الجغرافي في حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في جبال الأطلس والريف. ومن بين الزلازل التي شهدتها البلاد:
- شهدت مدينة الحسيمة العديد من الزلازل في العقد الأخير من القرن العشرين، ومن بينها الزلزال المدمر في عام 1994، الذي أسفر عن أضرار جسيمة أدت لهدم العديد من المنازل.
- في عام 2003، تعرضت المدينة لزلزال قوي آخر، مما أدى إلى تشريد آلاف الأشخاص ووقوع الكثير من الضحايا.
- كما عانت مدينة تطوان من زلزال قوي في عام 1909.
- وبالإضافة لذلك، تصدت مدينة أكادير لزلزال عنيف عام 1960، مما نتج عنه خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
الانزلاقات الأرضية
تعد الانزلاقات الأرضية حادثًا شائعًا في المغرب، خاصة في المناطق الجبلية، حيث تشكل خطرًا كبيرًا للمتسلقين إذا لم تُتَّخذ احتياطات كافية.
حرائق الغابات
تتعرض الغابات المغربية، خاصة في جبال الأطلس، لموجات حرائق متكررة، مما يسبب خسائر فادحة بفقدان مساحات شاسعة من الغابات.
الجفاف
تعاني منطقة شمال إفريقيا بشكل عام من ظاهرة الجفاف، حيث سجل الوطن العربي حوالي 29 حالة جفاف بين عامي 1964 و2016، وكانت المغرب من بين الدول التي تعرضت لحالتين.
الكوارث الطبيعية في المغرب قديمًا
تاريخ الكوارث الطبيعية في المغرب يعود إلى عصور قديمة، حيث تعرضت المملكة للعديد من الكوارث الكبرى منذ العصور الوسطى، خاصة خلال القرنين السابع والتاسع الهجريين (الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين).
ومن ضمن هذه الكوارث:
المجاعات
تعرضت المغرب لعدة مجاعات كان سببها غالبًا سوء التوزيع والضرائب المرتفعة على السكان. ومن أبرز هذه المجاعات:
- في عام 1228، عانت البلاد من مجاعة بسبب غزو الجراد المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
- بين عامي 1232، تعرضت مناطق واسعة من الجزائر إلى المغرب لمجاعة كبرى تسببت فيها أيضًا هجمات الجراد.
- عانت بجاية في عام 1192 من مجاعات كبيرة وأوبئة.
الزلازل
تعود الزلازل في المغرب إلى زمن بعيد بسبب موقعها الجغرافي، حيث شهدت مدينة العرائش زلزالًا عنيفًا في عام 1276 أدى إلى تدميرها بالكامل.
العواصف
تعرضت مدينة فاس في عام 1185 لعواصف شديدة، مما أدى إلى سيول عارمة دفع المدينة للغرق في الطين.
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:
استراتيجيات الحكومة المغربية لمواجهة المخاطر
تعمل الحكومة المغربية بجد لتقليل المخاطر الناتجة عن الكوارث الطبيعية، من زلازل وتسونامي وفيضانات وعواصف وغيرها، من خلال القيام بما يلي:
- إجراء دراسات متعددة حول احتمالية حدوث كوارث طبيعية من مختلف الأنواع.
- تحليل الأضرار المحتملة التي قد تطرأ جراء هذه الكوارث على الأفراد والمجتمع والاقتصاد.
- تقدير المخاطر المتعلقة بتكرار حدوث هذه الكوارث في المستقبل.
- التفكير في حلول لتقليل تأثير هذه الحوادث على المجتمع المغربي.