تعتبر الأعصاب العامل الرئيسي المسؤول عن حركات الجسم، حيث تنقل الرسائل من الدماغ عبر الأعصاب لتنفيذ أوامر معينة أو إشارات يقوم الدماغ بإرسالها.
يحتوي الوجه على مجموعة من الأعصاب التي تبلغ عددها 12 عصبًا، وهي مسؤولة عن جميع الحركات والتعبيرات الوجهية، مثل الفرح والحزن والألم والدهشة والضحك. كما تلعب دوراً مهماً في حركات العينين والجفون وغيرها، مما يعكس أهميتها الكبيرة في حياتنا اليومية.
ما هو العصب الخامس؟
يعد العصب الخامس من الأعصاب الاثني عشر، ويتكون من ألياف حسية وحركية، وله ثلاثة تفرعات: التفرع العيني، التفرع الفكي العلوي، والتفرع الفكي السفلي.
يعتبر التفرع العيني مسؤولاً عن تغذية العين وجلد الجفون وجانب الأنف والجبهة، بالإضافة إلى الجزء الأمامي من الرأس.
أما التفرع الفكي العلوي، فيقوم بنقل النبضات الحسية من الغشاء الأنفي والجلد المغطي للخد وجزء من الجبهة.
بينما يتولى التفرع الفكي السفلي نقل النبضات الحسية من جانب الرأس والذقن والغشاء المخاطي للفم والأسنان السفلية.
ألم العصب الخامس
يحدث ألم العصب الخامس نتيجة تهيج هذا العصب، ويتميز بأنه يظهر على شكل هجمات قصيرة من ألم شديد جداً في مسار العصب في الوجه. وعادةً ما يتركز الألم على جانب واحد من الوجه.
تكون طبيعة الألم شبيهة بالطعنات أو الصدمات الكهربائية، مع إحساس بالحرقان. الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة هم كبار السن الذين تجاوزوا الخمسين عاماً، حيث يُسجل أن النساء أكثر عرضة لهذا النوع من الألم.
أعراض التهاب العصب الخامس
تتضمن أعراض التهاب العصب الخامس آلام حادة وشديدة في واحد من جانبي الوجه، وفي أي من التفرعات المذكورة سابقًا، وعادة ما يتم وصف هذه الآلام بأنها تشبه آلام الصدمات الكهربائية.
يمكن أن تزداد حدة الألم عند لمس المنطقة المؤلمة أو أثناء المضغ أو التعرض للبرودة بعد تناول بعض الأطعمة والمشروبات الباردة. يحاول المصاب تجنب أي لمس خارجي لتفادي الألم، وقد يحتاج البعض إلى تدليك موقع الألم كما يحدث مع آلام الأسنان.
وعادةً ما تحدث آلام التهاب العصب الخامس أثناء النوم، مما يميزها عن الصداع النصفي الذي قد يوقظ المريض. قد تختفي الآلام لفترات طويلة بعد النوبة الأولى، ثم تعاود الظهور دون إشعار مسبق.
كيف يتم تشخيص التهاب العصب الخامس؟
يعتمد تشخيص التهاب العصب الخامس على إجراء فحص الرنين المغناطيسي للدماغ، وليس على التحاليل المخبرية. ثم يقوم الطبيب بتحليل الحالة بناءً على التاريخ المرضي للمريض.
هناك بعض المعايير المتفق عليها في الطب لتشخيص التهاب العصب الخامس، ومنها:
- نوبات من الألم الحاد تدوم من ثانية إلى دقيقتين.
- ألم سطحي أو يشبه الوخز يحدث نتيجة تحفيز المنطقة المصابة.
- وجود حالات مرضية أخرى تؤثر على الأعصاب يمكن أن تزيد من تعقيد حالة التهاب العصب الخامس.
أسباب ألم العصب الخامس
تبقى الأسباب الكامنة وراء التهاب العصب الخامس غير معروفة في العديد من الحالات، ولكن في الأغلب يكون الضغط الناجم عن الشرايين القريبة أو وجود ورم هو المسبب الرئيسي. قد تكون الأسباب أيضًا مرتبطة ببعض الأمراض المناعية مثل التصلب المتعدد وأمراض أخرى تسبب تصلب الجلد.
إضافةً إلى ذلك، فإن الضغط النفسي والمجهود البدني قد يؤثران أيضًا على أعصاب الوجه.
أعصاب الوجه
يقوم عدد من الأعصاب بتأثير مباشر على الوجه، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- يتكون الرأس من 12 زوجًا من الأعصاب الدماغية.
- تشمل الأعصاب الثلاثية التوائم المسؤولة عن الإحساس بالوجه وتمتد على جانبي الوجه:
- الفرع الأول يتحكم في العيون والجفون العلوية والجبهة.
- الفرع الثاني يتحكم في الجفون السفلية والوجنتين والأنف والشفة العلوية واللثة.
- الفرع الثالث يتولى منطقة الفكين والشفة السفلية واللثة السفلية.
- يمكن أن يؤثر ألم العصب الخامس على أي من الفروع السابقة، حيث يتمركز الألم بين الجبهة وأسفل الفك، وغالبًا يكون الألم في جانب واحد فقط.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب العصب الخامس
كغيره من الأمراض، هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب العصب الخامس، ومن بينها:
- النساء بشكل عام هن أكثر عرضة للإصابة مقارنةً بالرجال.
- الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين هم أكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف الأعصاب المرتبط بالتقدم في العمر.
- الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
- الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من حالات إصابة سابقة بالتهاب العصب الخامس.
- برغم حدة الألم أثناء الإصابة، إلا أن بعض الأطباء يعتبرون التهاب العصب الخامس ليس حالة خطيرة، ولكنها تحتاج إلى علاج لتحسين الحالة ومنع تفاقمها.
العلاقة بين التهاب العصب الخامس والسابع
توجد علاقة تربط بين العصب الخامس والسابع من خلال ارتباط المخ بالعمود الفقري عبر أعصاب دماغية وأعصاب فقرية. وهناك 12 عصب مخي مرتبطين مباشرة بالجسم حيث يتحكم العصب الخامس في الوجه والفكين السفلي والعلوي ومقدمة الرأس.
بينما العصب السابع هو المسؤول عن تحريك نصف الوجه انفعاليًا، حيث يؤثر على التعبيرات مثل الحزن والفرح، كما يتحكم في إغلاق العين والحس اللساني، ما يجعله مرتبطًا بالعصب الخامس في الحركات الوجهية.
شلل الوجه يُعتبر حالة طارئة تنجم عن تلف الأعصاب، مما يؤدي إلى تدلي الوجه ويؤثر على حركة الابتسامة. قد يحدث هذا الشلل في أي عمر ويكون ناتجًا عن إصابة في الأعصاب.
لحسن الحظ، يُعتبر التعافي من هذه الحالة ممكنًا، لكنه يحتاج إلى وقت من العلاج الطبيعي والدوائي لإعادة تأهيل الأعصاب المتضررة.