تتعدد الأسباب وراء اهتمام الأزواج بصحة الزوجة أو الحالة الاقتصادية، إذ يُخطئ البعض في التفريق بين تنظيم النسل وتحديده بعدد معين من الأطفال. لذلك، سنقدم في هذا المقال شرحًا مفصلًا للفروق بين هذين المصطلحين.
الفروقات بين تنظيم النسل وتحديد النسل
تعتبر تجربة الحمل، بما تحمل من آلام وإرهاق، أمرًا قد يؤثر بشكل سلبي على صحة المرأة. إلا أن الكثيرين يشعرون بالقلق حول ما إذا كان تحديد النسل أو تنظيمه يتعارض مع مبادئ الدين. لذا، سنوضح كلا المفهومين كما يلي:
مفهوم تحديد النسل
- يشير إلى حصر الأسرة في إنجاب عدد معين من الأطفال، وغالبًا ما يكون ذلك بدافع الرغبة في المحافظة على المستوى الاقتصادي للأسرة.
مفهوم تنظيم النسل
- يعني توفير فترات مناسبة بين الحمل والآخر، مما يُمكن المرأة من استعادة صحتها ونشاطها بشكل كامل.
الأسباب وراء تنظيم النسل أو تحديده
هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الأزواج إلى ممارسة تنظيم النسل أو تحديده، منها:
- الحفاظ على صحة الزوجة، مما يُسهل عليها رعاية الأبناء بشكل أفضل.
- ضمان تربية الأطفال بصورة سليمة، وتلبية احتياجاتهم التربوية والتعليمية والمادية على حد سواء.
- وجود ظروف صحية لدى الزوجة تمنعها من تحمل مشاق الحمل أو ضمان إنجاب أطفال أصحاء.
الحكم الشرعي لتنظيم النسل
يثير موضوع تنظيم النسل قلق العديد من الأزواج بسبب اعتقادهم أنه محظور شرعًا. لذا نقدم بعض الآراء الدينية حول هذا الموضوع:
- أفادت دار الإفتاء المصرية بجواز تنظيم المباعدة بين الفترات الزمنية التي يحدث فيها الحمل للحفاظ على صحة الأم.
- أوضح الدكتور محمد العمير، أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن تنظيم النسل كان معروفًا في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- يدعم ذلك قول جابر رضي الله عنه، حيث أشار إلى أن الصحابة كانوا يمارسون العزل في زمن النبي ولم يُنهوا عن ذلك.
- تشير قرارات هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية إلى جواز تنظيم النسل إذا كان فيه ضرر للمرأة عند تكرار الحمل، خاصة في حالات الولادة غير الطبيعية.
- كما سمح مجمع الفقه الإسلامي بالإجراءات التي تهدف إلى تنظيم الحمل لفترة معينة برضا الزوجين، شريطة أن تكون الطريقة المستخدمة ضمن الضوابط الشرعية.
الحكم الشرعي لتحديد النسل
بعد استعراضنا لفروق تنظيم النسل وتحديده، نحتاج إلى بيان رأي الفقهاء حول تحديد النسل، كما يلي:
- أفادت دار الإفتاء المصرية بعدم جواز تحديد النسل، وهو ما يعني الاقتصار على عدد معين من الأطفال دون مبرر شرعي.
- ويوضح الدكتور محمد العمير أنه لا يجوز تحديد النسل بسبب المخاوف من الظروف الاقتصادية؛ لأن ذلك يتعارض مع حسن الظن بالله.
- وأشار أيضًا إلى أن التحديد بناء على قرارات حكومية ليس جائزًا.
- اعتبرت هيئة كبار العلماء أن تحديد النسل يتعارض مع الشريعة الإسلامية وفطرة الله التي خلقنا عليها.
- أفادت لجنة البحوث العلمية والإفتاء بأن دعوات تحديد النسل تُعتبر من وسائل منع انتشار المسلمين وتقليل قوتهم.
- قرر مجمع الفقه الإسلامي أن الهدف الرئيسي من الزواج هو حفظ النوع والإنجاب، وأنه لا يجوز إقصاء أي من هذين الهدفين، وتنص القرارات على ما يلي:
- لا يُسمح لأي جهة بمنع الإنجاب بين الزوجين.
- يحظر شرعًا تطبيق أي عمليات قص أو استئصال للأعضاء القادرة على الإنجاب إلا في الحالات المرضية.
- ملاحظة: الحالات التي يُسمح فيها بتحديد النسل تشمل الأمراض الوراثية التي قد تنتقل إلى الأطفال، أو تعرُض الأم للخطر أثناء الحمل أو الوِلادة.
فوائد تنظيم النسل
على الرغم من تحريم الشريعة الإسلامية لتحديد النسل، إلا أنها ترحب بتنظيم النسل الذي يحمل العديد من الفوائد للزوجين، ومنها:
- تقليل فرص تعرض المرأة للإجهاض بسبب الحمل المتكرر.
- الحفاظ على الصحة العامة للزوجة وتمكينها من الاستعداد لإنجاب أطفال بصحة جيدة.
- توفير الوقت والجهد لتربية الأطفال بشكل مدروس ورعايتهم.
- إمكانية تحديد حجم الأسرة وفقًا للقيود الشرعية.
- وأخيرًا، هناك العديد من الوسائل المشروعة التي يُمكن أن تُستخدم في تنظيم النسل، والتي تناسب الحالة الصحية للزوجة وتم اختيارها بناءً على نصائح الطبيب.