يعتبر التلوث الصناعي ظاهرة طارئة وغريبة تطال البيئة المحيطة، حيث يؤدي إلى تغييرات غير مرغوبة في الطبيعة التي أنشأها الله تعالى. تؤثر هذه التغييرات سلباً على جميع العناصر البيئية، وغالبًا ما ينتج هذا النوع من التلوث عن الأنشطة البشرية اليومية.
تعريف التلوث الصناعي
- يمكن تعريف التلوث بصفة عامة بأنه إدخال ملوثات، سواء أكانت صلبة، سائلة، أم غازية، إلى البيئة الطبيعية.
- ينتج عن ذلك أضرار بيئية تؤدي إلى بعض الاضطرابات في النظام البيئي.
- يعتبر الإنسان العامل الأساسي في التلوث الصناعي، إذ أن أنشطته اليومية واستخداماته للتكنولوجيا الحديثة هي التي تسبب هذا التلوث.
- لقد أصبح هذا التلوث يشكل تهديداً حقيقياً للحياة على سطح الأرض.
- تشمل أشكال التلوث الصناعي الضوضاء، والنشاط الإشعاعي، والحرارة.
- تعتبر المخلفات الناتجة عن الأنشطة الصناعية والتجارية، والدخان المنبعث من المصانع، وعوادم السيارات، من أبرز مصادر التلوث الصناعي.
أنواع التلوث الصناعي والبيئي
أولاً: تلوث الهواء
- يعد تلوث الهواء من أهم المشكلات التي تؤثر سلباً على حياة وصحة الإنسان في جميع أنحاء العالم.
- يحدث هذا التلوث نتيجة لحدوث أضرار في الغلاف الجوي بسبب ممارسات غير صحيحة.
- يمكن أن تتواجد المخلفات على شكل مواد صلبة، سائلة، أو غازية.
- هذا النوع من التلوث يتسبب في أضرار لا تقتصر فقط على الإنسان، بل تمتد لتؤثر على الحياة النباتية والحيوانية.
- تشمل أضرار تلوث الهواء أيضًا ظهور الضباب الذي يحجب الرؤية، بالإضافة إلى الروائح الكريهة.
مصادر تلوث الهواء
- يعتبر النشاط البشري السبب الرئيس وراء هذا النوع من التلوث، حيث يتم ذلك من خلال ممارسات يومية خاطئة.
- التخلص غير السليم من مخلفات المصانع والنفايات.
- استخدام المولدات لتوليد الحرارة أو الطاقة.
- احتراق المحركات.
- الدخان الناتج عن الصناعات المختلفة.
- تعتبر عوادم السيارات واحتراق الوقود من أهم مسببات تلوث الهواء، ولكن نادراً ما تنجم هذه الظواهر عن أسباب طبيعية مثل البراكين أو الغابات الصنوبرية.
أثر تلوث الهواء على البيئة
- يؤدي تلوث الهواء إلى تدهور جودة التربة وإضعاف العناصر الموجودة فيها.
- قد يتسبب في مشكلات صحية تصل أحيانًا إلى حد الوفاة.
- يؤثر سلبًا على كمية المحاصيل الزراعية.
- يمثل تهديدًا لصحة الحيوانات التي تعيش في البيئة المحيطة.
ثانياً: تلوث المياه
- ينشأ هذا النوع من التلوث نتيجة التغيرات الكيميائية أو البيولوجية التي تؤثر على جودة المياه.
- هذا النوع يتسبب في أضرار كبيرة تؤثر على جميع الكائنات الحية التي تعتمد على المياه لمختلف الاستخدامات.
- يعتبر النشاط البشري المصدر الأول لتلوث المياه بما في ذلك التخلص من المخلفات وإلقائها فيها، أو استخدام مواد كيميائية ضارة.
- رغم وجود أسباب طبيعية نادرة لتلوث الماء، مثل الزلازل أو العواصف، إلا أن تأثيرها أقل بكثير.
- يمكن تحديد تلوث المياه من خلال ثلاث علامات: انخفاض جودة المياه، عدم صلاحيتها للاستخدام اليومي، وفشلها في دعم الكائنات الحية التي تعيش فيها مثل الطحالب والأسماك.
ثالثاً: تلوث التربة
- يمكن أن يؤثر تلوث المياه بشكل مباشر على الأراضي الزراعية، حيث تلعب الأنشطة البشرية دورًا أساسيًا في تدهور جودة التربة.
- تسبب عمليات التعدين تلوث التربة نتيجة استخدام مواد كيميائية تظل في التربة حتى بعد الانتهاء من العملية.
- يؤدي التخلص غير السليم من النفايات إلى تلوث التربة المحيطة، خاصة إذا كانت مراكز الطمر غير محكمة الإغلاق.
- إذا كانت هناك نباتات قريبة من مواقع التخلص من النفايات، فإن المخلفات قد تؤثر سلبًا عليها، مما يؤدي إلى تضرر الحيوانات التي تتغذى عليها.
- وتشمل النفايات الأكثر ضررًا البلاستيك، والزجاج، والورق، حيث تمنع تكوين العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات.
- تسرب المواد الضارة مثل الزيت والحبر والمواد الكيميائية إلى التربة من أبرز الممارسات السلبية.
- المبيدات الحشرية والأسمدة، على الرغم من فوائدها، تساهم أيضًا في تدهور التربة.
رابعاً: التلوث الضوضائي
يشير التلوث الضوضائي إلى الزيادة المفرطة في مستويات الصوت التي قد تلحق الضرر بالأذن البشرية، ومن أبرز مصادره:
- حركة المرور، أصوات السيارات والدراجات النارية، الطائرات، ومعدات العمل ذات الطاقة العالية.
- يمكن أن يكون للصوت العالي تأثيرات سلبية على الأذن تؤدي إلى فقدان السمع التدريجي.
- تؤثر ذبذبات الصوت على الألياف العصبية للأذن، وتتسبب في الشعور بالاهتزاز وقد تؤدي إلى تمزق طبلة الأذن.
خامساً: التلوث الضوئي
- ينجم التلوث الضوئي عن الاستخدام المفرط للضوء الصناعي، مما يؤثر سلبًا على الضوء الطبيعي.
- تسبب هذه الظاهرة إهدار الطاقة وتعيق رؤية النجوم وتداخل عمليات الرصد الفلكي.
- يؤثر أيضًا على الصحة والرؤية بشكل عام.
سادساً: التلوث البلاستيكي
- تزايدت في الآونة الأخيرة إنتاجية البلاستيك، مما جعل مشكلة التخلص من النفايات البلاستيكية من أصعب أنواع التلوث الصناعي.
- تسجل الدول النامية معاناة أكبر بسبب أساليب جمع وتدوير المواد البلاستيكية غير الفعالة.
- تتسرب ما يقرب من 8 مليون طن من المخلفات البلاستيكية إلى البحار سنويًا.
- تضاف مواد كيميائية للبلاستيك لزيادة قوته، مما يعقد من عملية التخلص منه.
سابعاً: أنواع أخرى من الملوثات
- التلوث الناتج عن الإشعاعات يمكن أن يضر بالصحة العامة والبيئة، وغالبًا يحدث بشكل عرضي أو خلال الحروب.
- يعتبر التلوث الحراري أيضًا ضررًا محتملاً للبيئة البحرية، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يجعل البيئة غير صالحة للحياة.