أين تقع جبال الأخشبين?

جبلي الأخشبين في مكة المكرمة

تُعد جبال الأخشبين من أبرز المعالم التاريخية والطبيعية في مكة المكرمة، حيث يتميز كل منهما بأهمية خاصة ويطلان على المسجد الحرام. يشير مصطلح “الأخشب” إلى الجبل العظيم الصخري. ويشمل الأخشبان جبل أبي قبيس الذي يحتوي حالياً على القصر الملكي، وجبل قعيقعان.

جبل قعيقعان

يُعتبر جبل قعيقعان من الجبال الشهيرة التي تطل على المسجد الحرام من الناحية الشمالية والشمالية الغربية لمكة المكرمة. يُطلق عليه عدة أسماء تبعاً للأحياء المحيطة به؛ الجزء الشمالي يطل على حي العبادي ويُعرف بجبل العبادي، بينما الجزء الشرقي يُسمي جبل السليمانية بسبب قربه من مناطق الحجون ومقبرة المعلاة. كما يُطلق على جزء آخر اسم جبل السودان لطلته على دحله، والجزء المطل على القرارة والفلق يُعرف بجبل القرارة. أما الجزء الجنوبي فيسمى جبل هندي، ويرتفع عن سطح البحر حوالى 410 متر.

جبل أبو قبيس

يُعتبر جبل أبو قبيس أحد الجبال المعروفة في مكة المكرمة، رغم أنه ليس الأكبر. يقع في الجهة الشرقية ويسلط الضوء على المسجد الحرام، حيث يمتد بين الخندمة وشعب علي. يُعد هذا الجبل منطقة مأهولة بالسكان، وتوجد على قمته مسجد بلال الذي شُيد من الحجر الأسود.

قصة جبلي الأخشبين

روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن كان قد مرّ عليه يوم أصعب من يوم معركة أُحد، والذي كان من أصعب الأيام في حياته. فأجاب النبي بأن اليوم الأكثر ألماً وكرباً كان يوم تعرضه للإيذاء من قبل أهل مكة الذين أخرجوه منها بأسلوب من الإساءة والشتائم، حيث قرر الذهاب إلى الطائف ليطلب النصرة. خلال رحلته كان يشعر بالهم والألم مما فعله القوم، ورفع وجهه إلى السماء داعياً الله. عندها أتى جبريل ليخبره بأن الله استمع لقومه وما فعلوه به، وأن الله قد أرسل له ملك الجبال ليأمره بما يشاء. ناداه ملك الجبال قائلاً: “السلام عليك يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بأمرك ما شئت، فَلَك أن تأمرني بما تريد.”

كانت تلك الفرصة للرسول لاسترجاع حقه، لكنه التزم الصمت حتى قال له ملك الجبال: “إن شئت أطبق عليهم الأخشبين”. فأجابه النبي: “لا، بل سأستني بهم، وأنتظر وأصبر، وأعطيهم فرصة للتوبة والإصلاح. أتمنى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده دون شريك.”