التباين بين الإعراب والبناء في اللغة العربية

يُعتبر الفرق بين الإعراب والبناء من المواضيع الأساسية في نحو اللغة العربية، حيث تنقسم الكلمة في اللغة العربية إلى قسمين رئيسيين هما المعرب والمبني. ومن الضروري فهم الاختلافات بين هذين النوعين، لأن الكلمات قد تأتي معربة أو مبنية.

كل نوع له خصائصه الخاصة من الأسماء والأفعال، ولكن لفهم الفرق بين الإعراب والبناء تمامًا، يجب النظر في بعض الأمثلة التي سنستعرضها فيما بعد.

تعريف الإعراب في اللغة العربية

لتبيان الفرق بين الإعراب والبناء، يجب أن نبدأ بتعريف الإعراب. يُعتبر الإعراب أحد العناصر الرئيسية التي تُستخدم لتصنيف الكلمات في العربية. وفيما يلي، سنقوم بعرض التعريفات اللغوية والاصطلاحية:

  • التعريف اللغوي للإعراب هو كلمة مأخوذة من الفعل أَعْرَبَ، فيستخدم للإشارة إلى الإعلان عن الفرح أو السرور. فعلى سبيل المثال، العبارة (الإعراب عَنْ السُرُورِ) تشير إلى التعبير الجلي عن الفرح.
  • تعني كلمة الإعراب أيضًا الكشف والإيضاح والبيان. على سبيل المثال، يُقال: أعرب الخطيب، مما يعني أنه تميز بلاغته ولم يكن كلامه مُشوّهًا باللحن.
  • بشكل عام، يُفهم الإعراب على أنه يدل على كون الشخص فصيحًا في اللغة العربية، حتى وإن لم يكن أصله عربيًا.
  • أما المعنى الاصطلاحي للإعراب، فبالتحديد يعني توضيح مواقع الكلمات في الجملة، مع إبراز الوظائف النحوية المخصصة لكل كلمة بناءً على موقعها.

عملية الإعراب

  • تشير عملية الإعراب في اللغة العربية إلى ضبط أواخر الكلمات، حيث يمكن أن تتنوع بين الرفع، النصب، الجر، والجزم.
  • تنقسم حالات الإعراب في العربية إلى أربع حالات أساسية: الرفع، النصب، الجر، والجزم.
  • أما حالات الإعراب في النحو والصرف، فتحدد بناءً على طبيعة الكلمات المعربة.
  • الاسم المعرب هو الاسم الذي يتغير آخره تبعًا للرفع أو النصب أو الجر أو الجزم، بناءً على العوامل المؤثرة عليه.
  • ولكن إذا حدث تغيير في حركة الحرف الأول أو الأوسط، فلا يُعتبر إعرابًا.

أمثلة على الإعراب في اللغة العربية

الإعراب اللفظي يعني عدم وجود ما يمنع نطق علامة الإعراب في آخر الكلمة، بينما الإعراب التقديري يعني العكس. إليك بعض الأمثلة:

  • (ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد): هنا تُعرب كلمة “سبع” فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • (إني أرى سبع بقرات سمان): كلمة “سبع” تُعرب مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • (أفتنا في سبع بقرات سمان): كلمة “سبع” هنا تُعرب اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

تعريف البناء في اللغة العربية

تعتبر عملية البناء من العمليات المهمة في تقسيم الكلمات في نحو اللغة العربية. يمكن اعتبار البناء نقيضًا للإعراب. وهنا بعض التعريفات:

  • التعريف اللغوي للبناء يشير إلى أن البناء هو الكلمة المشتقة من “مَبني” وجمعه “أبنية”.
  • بناءً على نحو اللغة، يُعني البناء ثبات الحرف الأخير للكلمة دون تغيير استنادًا إلى موضع الكلمة في الجملة.
  • تتطلب عملية البناء – على النقيض من الإعراب – أن يبقى آخر الكلمة على علامة واحدة، تواجه جميع مواقعها الإعرابية.
  • تتضمن حركات البناء السكون أو الحركات مثل الفتحة، الضمة، والكسرة، كما توجد أمثلة عديدة على الكلمات المبنية مثل أسماء الإشارة.
  • السبب وراء بناء بعض الأسماء هو تشابهها مع الحرف في جانب ما.

أمثلة على البناء في اللغة العربية

توجد العديد من الكلمات التي تُصنف كمبنية، ومن هذه الكلمات “هذا”، التي تُعتبر من ضمائر الإشارة. إليك كيف يتم بناءها في ثلاث جمل مختلفة:

  • في جملة (هذا طالب نشيط): تُبنى كلمة “هذا” على السكون، حيث يُعتبر “هذا” اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • في جملة (إن هذا طالب نشيط): تتغير حالة البناء ليصبح “هذا” اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
  • في مثال (سلمت على هذا الطالب): هنا أيضًا تتغير الحالة إلى “هذا” اسم إشارة مبني على السكون في محل جر.

الفرق بين الإعراب والبناء

بعد التعرف على كل من الإعراب والبناء، أصبح من السهل الآن إدراك الفرق بينهما، والذي يمكن تلخيصه في النقاط التالية:

  • المعرب من الأسماء أو الأفعال يتغير بناءً على العوامل المؤثرة، أو بمعنى آخر بتغير موقعه في الجملة.
  • مثلًا، في الجمل الثلاث التالية “درس الطالب”، “درس المعلم الطالب”، “طلب المعلم من الطالب أن يدرس الدرس”، كلمة “طالب” تتبدل فيها علامات الإعراب حسب موقعها.
  • في الجملة الأولى، تكون “طالب” فاعلًا مرفوعًا، بينما في الجملة الثانية، تُعرب مفعولاً به منصوبًا، وفي الجملة الثالثة، اسم مجرور.
  • بينما الأسماء المبنية تظل على حركة واحدة دون تغير، وذلك بناءً على العوامل المؤثرة أو مواضعها في الجملة.

مثال

لننظر إلى كلمة “أحد عشر” في الجمل التالية (حضرَ أحدَ عشرَ رجلًا، رأيتُ أحدَ عشرَ رجلًا، سلّمتُ على أحدَ عشرَ رجلًا).

  • كلمة “أحدَ عشرَ” تُعتبر عددًا مبنيًا مركبًا.
  • في الجملة الأولى، تبقى معدودةً على حركة الفتح في محلّ رفع فاعل، في حين تتغير في الجملة الثانية إلى نصب مفعول، وفي الجملة الثالثة لمحل جر بحرف الجر.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *