أشكال الاستعاذة وعبارة البسملة في أجزاء السورة

أحكام البسملة في وسط السورة

عندما يقرر القارئ بدء القراءة من وسط السورة بدلاً من بدايتها، سواء كان ذلك بمناسبة جزء معين أو حزب أو ربع أو ثمن، فإنه مخير بين أن يذكر البسملة أو لا. ولكن يُفضّل ذكرها لأن قراءة البسملة تُثيب القارئ بأجر كبير.

إذا أراد القارئ أن يبدأ من وسط سورة براءة، فإنه أيضاً يمتلك الخيارين المذكورين: إما ذكر البسملة أو عدم ذكرها. بينما إذا بدأ من بداية سورة التوبة، فإنه مضطر لعدم ذكر البسملة كما أن بعض العلماء أشاروا إلى منع قراءة البسملة في أي موضع من سورة براءة، وذلك استناداً إلى القياس على النهي الوارد في بداية السورة.

أحكام الاستعاذة في وسط السورة

تُعتبر الاستعاذة خارج القرآن الكريم، إلا أنها تُعتبر سنة مستحبة أثناء قراءة القرآن. وقد ذهب البعض إلى كونها واجبة خصوصًا في بداية القراءة. وبالنسبة للوسط، فإن لها عدة أوجه تختلف على حسب قراءة القارئ للبسملة من عدمها؛ فإذا ذكرها، فلديه أوجه خاصة، وإذا لم يذكرها، فهناك أيضاً أوجه أخرى، والتي سنذكرها فيما يلي:

الاستعاذة في وسط السورة مع ذكر البسملة

عند ذكر البسملة في وسط السورة، تتشابه أوجه الاستعاذة مع تلك التي تتبع بدء القراءة من أول السورة، حيث هناك أربعة أوجه وهي:

• فصل الجميع

يبدأ القارئ بالاستعاذة ثم يقف، وبعد ذلك يذكر البسملة ثم يقف أيضًا، ثم يبدأ من الآية المختارة. على سبيل المثال: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).

• وصل الجميع

عند اختيار القارئ وصل الجميع، فإنه لا يوقف الاستعاذة أو البسملة قبل الانتقال إلى الآية المرغوبة، فتكون قراءته مثلاً: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).

• فصل الأول ووصل الثاني بالثالث

يبدأ القارئ بالاستعاذة ثم يقف، وبعد ذلك يذكر البسملة ويصلها بأول الآية، مثلاً: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).

• وصل الأول بالثاني وفصل الثالث

يبدأ القارئ بالاستعاذة ثم يصلها مباشرة بالبسملة، ثم يقف قبل أن يبدأ من بداية الآية، كما في المثال التالي: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).

الاستعاذة في وسط السورة دون ذكر البسملة

إذا اختار القارئ البدء من وسط السورة دون ذكر البسملة، فهناك أوجه عديدة كما يلي:

• الوصل

وهذا يعني أن القارئ يبدأ بالاستعاذة ويسير مباشرة إلى أول الآية التي يريد قراءتها دون توقف. مثلاً: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).

• الوقف

عند اختيار القارئ الوقف، يبدأ بالاستعاذة ويقف، ثم يبدأ القراءة من بداية الآية، كمثال: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).

مواضع إعادة الاستعاذة

على القارئ إعادة الاستعاذة في حال توقف عن القراءة بسبب حادث خارجي لا يتعلق بالقرآن، مثل رد السلام على شخص ما، أو التحدث مع صديق، أو إذا انقطع عن القراءة لفترة طويلة ثم عاد إليها. في هذه الحالة، يُعتَبَر كأنه قد بدأ القراءة.

أما إذا توقف بسبب حادث متعلق بالقراءة، كالنظر في تفسير آية أو السجود للتلاوة، أو تصحيح خطأ في القراءة أو استفسار عن حكم معين، فلا داعي لإعادة الاستعاذة. وأيضًا من قطع القراءة بسبب طارئ ضروري مثل العطس أو السعال أو النسيان، بشرط أن لا تطول المدة، فإذا طالت فعليه إعادة الاستعاذة.

أحكام البسملة بين سورتين

عندما يصل القارئ إلى نهاية سورة ويريد البدء بما بعدها، فإنه يمتلك ثلاث خيارات، وهي كما يلي:

• فصل الجميع: بحيث يفصل بين نهاية السورة الأولى، البسملة، وبداية السورة التالية.
• وصل الجميع: حيث يصل بين نهاية السورة الأولى، البسملة، وبداية السورة التالية.
• فصل الأول ووصل الثاني بالثالث: حيث ينهي السورة الأولى ويتوقف، ثم يقرأ البسملة ويصلها ببداية السورة التالية.