مكان قبر يوسف عليه السلام
تعددت الآراء حول موقع قبر النبي يوسف عليه السلام، حيث يُعتقد أنه يقع إلى الشرق من مدينة نابلس في فلسطين. تشير بعض المصادر العلمية إلى أن قبر يوسف -عليه السلام- قد تم نقله من مصر إلى نابلس ثم دُفن هناك.
وورد في الأحاديث النبوية أن هناك عجوزًا من بني إسرائيل كانت تعرف مكان دفن يوسف -عليه السلام-، وقد زارها سيدنا موسى -عليه السلام- بعد خروجه من مصر هربًا من ظلم فرعون.
يقال إن يوسف -عليه السلام- طلب من قومه أن يخرجوه من مصر بعد وفاته وينقلوه إلى فلسطين. وعزم موسى على ذلك، حيث قيل له إن العجوز تعرف موقع القبر، فسألها وأخبرته أنه يقع في النيل. وبعد ذلك، تم استخراجه من القبر ودفنه في فلسطين، ويقال إن دفنه كان في مدينة الخليل.
هل يمكن الجزم بمكان قبر النبي يوسف؟
كما تم توضيحه سابقًا، فإن الآراء حول مكان دفن سيدنا يوسف -عليه السلام- متنوعة بين العلماء والمؤرخين. وبالتالي، فإن تحديد الموقع الدقيق الذي دُفن فيه يوسف لا يمكن الجزم بصحته، بل يبقى من الأمور التي تندرج تحت الاحتمالات الظنية، ولا توجد نصوص شرعية واضحة تؤكد ذلك في القرآن الكريم أو السنة النبوية.
ومع ذلك، أورد ابن حبان في صحيحه حديثًا عامًا يُشير إلى أن سيدنا يوسف نقل قبره إلى بيت المقدس، وهو ما يتماشى مع قصة العجوز. ومطلع الحديث يتضمن سؤال سيدنا موسى عن مكان قبر النبي يوسف: (… فمَن يعلَمُ موضِعَ قبرِه؟ قالت: عجوزٌ مِن بني إسرائيل، فبعَث إليها فأتَتْه، فقال: دُلِّيني على قبرِ يوسُفَ…).
ومن الجدير بالذكر أن العلماء يميلون إلى الاعتقاد بأن القبر الوحيد المعروف من بين الأنبياء والرسل هو قبر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أما بقية الأنبياء فلا يُعرف مكان قبورهم بدقة.
معلومات حول وفاة النبي يوسف
أنعم الله على سيدنا يوسف -عليه السلام- بتمكينه في الأرض، وأعطاه ملكًا عظيمًا وجعله مسؤولًا عن خزائن مصر. وقد التقى بوالديه وإخوته بعد غياب طويل، شاكراً الله على كل تلك النعم. وبعد ذلك، يُقال إنه تمنى الموت، كما ورد في قوله -تعالى- على لسان سيدنا يوسف: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ).
ويقال إن هذا التمني لم يكن بمعنى الرغبة في الموت، بل كان دعاءً عامًا لطول الحياة وحسن الخاتمة. وقبل وفاته، أوصى يوسف -عليه السلام- بأن يُعطى الحكم لأخيه يهوذا، وطلب أن يتم إخراجه من مصر ودفنه في بيت المقدس، وهو ما قام به سيدنا موسى -عليه السلام- عندما قرر الخروج من مصر.