العوامل التي تؤثر على توزيع السكان في مختلف أنحاء العالم

في هذا المقال، سنتناول العوامل المؤثرة في توزيع السكان على مستوى العالم. عام 2017، بلغ عدد سكان العالم حوالي 7.41 مليار نسمة، نتيجة لمجموعة من العوامل والاتجاهات، أبرزها الزيادة في معدل الخصوبة وعدد الأشخاص القادرين على الإنجاب.

يمثل هذا الرقم زيادة ملحوظة مقارنة بعدد سكان العالم في عام 1950، الذي بلغ حينها 2.6 مليار نسمة. ومع ذلك، يُلاحظ أن معدل الخصوبة يختلف بشكل كبير بين القارات.

العوامل المؤثرة في توزيع السكان

  • يتأثر توزيع السكان في العالم بمجموعة من العوامل التي تشكل معًا خريطة التركيز السكاني العالمية الحالية.
    • يمكن تقسيم هذه العوامل إلى نوعين رئيسيين: العوامل الطبيعية والعوامل البشرية.
  • تشمل العوامل الطبيعية مجموعة من العوامل الفرعية التي تسهم في توزيع سكان العالم.

العوامل الطبيعية المؤثرة في توزيع السكان في العالم

تُعزز العوامل الطبيعية من توزيع السكان من خلال التفاعل بين البشر والبيئة، ومن بين أبرز هذه العوامل:

المظاهر السطحية

  • تلعب المعالم الطبيعية كالج mountains والسهول دورًا بارزًا في توزيع السكان، حيث يفضل العديد العيش في الأراضي المنبسطة بدلًا من الجبال.
    • تكون الكثافة السكانية أعلى في السهول مقارنة بالجبال، ويرجع ذلك إلى سهولة ممارسة الأنشطة الاقتصادية والتجارية.
  • تساهم صعوبة التنقل وعدم التوافق مع الأنشطة التجارية في تفضيل الناس الابتعاد عن المناطق الجبلية.
    • يشعر بعض الأفراد بعدم الراحة الصحية في المرتفعات بسبب الضغط الجوي المرتفع.
  • عادةً ما يضطر البعض إلى الاستقرار في المناطق الجبلية بحثًا عن ملاذ من حرارة السهول في المناطق الاستوائية.
  • تُظهر الإحصائيات أن حوالي 90٪ من السكان يعيشون على ارتفاع أقل من 400 متر فوق مستوى سطح البحر.

الموارد الطبيعية

  • تعمل الموارد المعدنية ومصادر الطاقة على جذب السكان بشكل مباشر، مما يدفعهم نحو المناطق الغنية بها.
    • تتضمن هذه الموارد الحديد والماس والذهب، بينما يُعتبر النفط أحد أهم مصادر الطاقة.
  • تساهم هذه الموارد في جذب الصناعات التي تستفيد منها، مما يؤدي إلى تجميع السكان في تلك المناطق.

المناخ

  • تُعتبر عوامل المناخ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتوزيع السكان، حيث يميل الأشخاص للعيش في مناطق تتمتع بمناخ معتدل.
    • هذا النوع من المناخ يكون له تأثير إيجابي على جوانب الحياة الأساسية مثل الزراعة والحياة الحيوانية.
  • يتجنب الناس العيش في المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة للغاية أو الظروف المناخية القاسية، مثل الصحارى أو المناطق القطبية.
  • تُعتبر الأمطار من العوامل المناخية الجاذبة للسكان، حيث يزداد عدد السكان في المناطق ذات معدلات هطول عالية نظرًا لأهميتها في النشاط الزراعي.

التربة

  • تُعد التربة من العوامل الحاسمة في تحديد توزيع السكان، حيث تُعتبر أساس الأنشطة الزراعية.
    • تتميز التربة الصحراوية وتربة المناطق الجبلية بقدرتها المنخفضة على دعم النشاط السكاني.
  • بينما تتوزع السكان في المناطق التي تحتوي على تربة خصبة، مثل السهول الفيضية والتربة البركانية الغنية بالعناصر الغذائية.

العوامل البشرية المؤثرة في توزيع السكان في العالم

تلعب العوامل البشرية دورًا محوريًا في التأثير على توزيع السكان، ويعتمد ذلك على عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وتاريخية. ومن أبرز هذه العوامل:

الشخصية

  • ترتبط الأنشطة البشرية كالصيد والزراعة ارتباطًا وثيقًا بتوزيع السكان، حيث تعتمد تلك الأنشطة على توفر الموارد الطبيعية.
    • تتطلب هذه الأنشطة مناطق واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق البحرية.
  • مع التقدم الصناعي وتطور الحرف اليدوية، تزايد تدفق الناس نحو المدن الصناعية، مما ساهم في ارتفاع الكثافة السكانية في تلك المناطق.

وسائل النقل

  • تؤثر جودة وسائل النقل الكبيرة على توزيع السكان، حيث تميل المدن الحديثة إلى النمو بالقرب من شبكات الطرق والمواصلات.
  • يميل الأفراد إلى الاستقرار بالقرب من وسائل النقل للوصول بسهولة إلى أماكن العمل والسكن.

العادات والتقاليد

  • تُعتبر العادات والتقاليد عوامل مهمة في توزيع السكان، حيث تساهم بشكل مباشر في تحديد معدلات المواليد والوفيات.
    • في المجتمعات الزراعية، غالبًا ما تكون معدلات المواليد مرتفعة نظرًا لعاداتهم الثقافية.
  • تؤثر الحالة الصحية للسكان أيضًا على الكثافة السكانية، حيث تزيد معدلات الوفيات في المجتمعات التي تفتقر إلى الرعاية الصحية الجيدة.

التاريخ والسياسة

  • تمثل العوامل التاريخية والسياسية عناصر رئيسية تؤثر على توزيع سكان العالم، حيث ساهمت الأحداث التاريخية في تشكيل الخريطة السكانية المعاصرة.
  • أسهم الاستعمار والصراعات السياسية في تحريك المجتمعات وتغيير أماكن إقامتها، مما أدى إلى تشكيل مجتمعات كثيفة السكان في العديد من المناطق.

أنماط توزيع السكان حول العالم

استنادًا إلى العوامل المذكورة سابقًا، لا يمكن وصف توزيع السكان عالميًا بأنه متجانس، حيث توجد أنماط واضحة في توزيعهم، وأهمها:

  • يتركز معظم سكان العالم في القارات القديمة مثل آسيا وأوروبا، حيث يسكن ثلاثة أرباع سكان العالم في هذه المناطق.
  • 14% من السكان يعيشون في البلدان الحديثة.
  • أقل من 10% من السكان يقيمون في نصف الكرة الجنوبي.
  • يعيش نحو أربعة أخماس سكان العالم في المناطق بين خطي عرض 20 شمالًا، وذلك بسبب وجود أكبر مراكز السكان:
    • جنوب شرق آسيا، حيث يعيش نصف سكان العالم في مساحة لا تتجاوز 0.5٪ من الأرض.
    • أوروبا، التي تضم خمس سكان العالم في نفس النسبة الجغرافية.
  • تعيش نصف سكان العالم تقريبًا في خمس دول: الصين، الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، البرازيل وإندونيسيا.
  • يعيش حوالي 75% من السكان في 20 دولة، بينما يتوزع الربع المتبقي على 180 دولة.
  • يمثل سكان الدول المتقدمة 35.5%، في حين يعيش 64.5% في الدول النامية.

زيادة المواليد ومعدلات الخصوبة في قارتي أفريقيا وآسيا

  • تسجل قارتا أفريقيا وآسيا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الخصوبة، بينما تنخفض أعداد السكان في القارة الأوروبية.
  • العامل الآخر الذي يساهم في النمو السكاني هو ارتفاع متوسط عمر السكان.
    • لقد زاد متوسط العمر المتوقع عند الولادة بواقع 3 سنوات، ليصل إلى 67-70 سنة.
  • كما يساهم الهجرة الدولية في تغير حجم السكان في المناطق المستقبلة والمغادرة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *