أول شخص يرحب برسول الله بتحية المسلمين

أول من حيّا رسول الله بتحية الإسلام

أول من قدم التحية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحية الإسلام هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-. حيث قال: “كنتُ أنا أول من حيّاه بتَحِيَّةِ الإسْلَامِ، فقلتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ، فقال: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ”. وعُرف أبو ذر بصدقه، حتى قيل عنه: “ما أقلَّتِ الغبراءُ ولا أظلَّتِ الخضراءُ من رجلٍ أصدقَ لهجةً من أبي ذر”. كان -رضي الله عنه- عالماً في الدين، يُقارَن بعلم ابن مسعود، ورغم أنه لم يشهد غزوة بدر، إلا أنه أُلحِق مع القرّاء، وعانى كثيراً في سبيل الله. وقد أمر الله -تعالى- بالتحية، فقال: “وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا”. ومعنى التحية هو الملك، وكان الناس قديماً يقولون: “حيّاك الله”، بمعنى “ملّكك الله”، ثم أُبدلت التحية بالسلام في الإسلام.

صفات أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

تباينت الآراء حول اسم أبي ذر الغفاري، فقيل إنه بُرير أو جُنادة، لكن الاسم المعروف هو جُنْدب بن جُنادة. كان يتعبد قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنوات، حيث كان يقوم الليل حتى يعجز عن النوم. ولما بعث الله نبيه محمدًا، كان من أوائل من أسلم، فقد كان رابعاً في الدخول إلى الإسلام، وأول من حيّا رسول الله بتلك التحية. عاهد النبي على الإيمان بالله والتخلص من الشرك، وفضل الزهد في الدنيا. ولُقّب بشبيه عيسى بن مريم -عليه السلام- لكثرة عبادته، وكان يلتزم بوصايا النبي. كما كان يميل إلى العزلة ويتميز بالعلم، وهو أوّل من تحدث عن علم الفناء والبقاء. وُصف بأنه طويل ذو شعر ولحية بيضاء، ووالدته رملة بنت وقيعة. وقد آخى النبي بينه وبين سلمان الفارسي، وتوفي -رضي الله عنه- في الربذة عام 32 هجرية، حيث غسل ودفن على يد عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.

وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأبي ذر: “يا أبا ذَرٍّ، إنِّي أراكَ ضَعِيفًا، وإنِّي أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لِنَفْسِي، لا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مالَ يَتِيمٍ”. وقد روى عنه العديد من الصحابة، مثل: أنس بن مالك، وجُبَير بن نفير، وزيد بن وهب، وسعيد بن المسيّب، وسفيان بن هانئ. وذكر ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق أن أبو ذر كان شجاعاً ومقداماً عالماً، وعلّم رسول الله كل ما لديه من علم، ولم يترك شيئاً من العلم إلا وعطاه لمالك بن ضمرة.

فضل تحية الإسلام

خلق الله -عز وجل- آدم -عليه السلام- وأمره أن يذهب ويسلم على بعض الملائكة، حيث قال: “اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ”. وعندما ذهب آدم وقال: “السَّلامُ عَلَيْكُم”، أجابه الملائكة: “السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ”، ولذلك كانت هذه التحية هي تحية الإسلام وتحية أهل الجنة. وأكملها قول المسلم: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، وهي دعاء بالسلام والرحمة والبركة. والسلام هو أحد أسماء الله الحسنى، وهو حق المسلم على أخيه المسلم، واتباعه سنة يستحب القيام بها بين الناس بمجرد دخولهم على بعضهم، بغض النظر عن أعمارهم أو مكانتهم الاجتماعية. التحية تعبر عن التواضع وتساهم في نشر المحبة والألفة بين الناس.

وتعزيز السلام من علامات الإيمان، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَدْخُلُوا الجَنَّة حتَّى تُؤْمِنوا، ولَا تُؤْمِنُوا حتّى تَحَابُّوا. أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شيءٍ إذَا فَعَلْتُموهُ تَحَابَبتُم؟ أَفشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ”. إضافة إلى كونها تحية المسلمين في الآخرة، حيث قال -تعالى-: “تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ”. الله -تعالى- والملائكة يسلّمون على عباده بهذه التحية، والعباد يُحيّون بعضهم بتحية الإسلام. ومن المستحب أن يسلم الإنسان عند دخول منزله، سواء كان فيه أهله أم لا، وعند دخول المسجد إذا كان فارغاً، فيقول: “السلام علينا من ربنا”، أو عندما يدخل مسجدًا ولا أحد فيه: “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *