أول ما أنشأه الله سبحانه وتعالى
تباينت آراء الفقهاء حول ما هو أول مخلوق خلقه الله عز وجل، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى اختلاف الفهم في النصوص التي وردت حول هذا الموضوع، وليس لنشوء تعارض بينها. والآراء المعتمدة بشأن هذا الموضوع تتراوح بين ثلاثة أقوال رئيسية، وهي كما يلي:
- أوضح كل من ابن جَرير الطبري وابن الجوزي أن القلم هو أول مخلوق خلقه الله.
- بين ابن القيّم وابن تيمية أن العرش هو أول مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
- ذكر ابن مسعود أن الماء قد تم خلقه قبل كل من العرش والقلم.
على الرغم من ذلك، توجد اقتباسات أخرى تعد دليلاً على الآراء المنحرفة، مثل من ادعى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول مخلوق، أو من قال بأن العقل هو أول ما خُلق. وهذه الآراء تعتبر باطلة.
الرأي الصحيح حول أول مخلوقاته سبحانه
عندما أمر الله القلم بكتابة مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، كان العرش موجوداً على الماء، وهو ما وردت به الأحاديث النبوية الشريفة. وهذا يشير إلى أن العرش، كائن نشأ قبل خلق القلم. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن الكتابة كانت متواجدة في الذكر والعرش على الماء. وأشار بعض السلف إلى أن الماء كان سابقاً على كل شيء، وأوضح ابن رجب أن الماء هو أصل المخلوقات ومادتها. وبالتالي، يمكن اعتبار أن أول ما خلقه الله هو الماء، يليه العرش ثم القلم، ومن ثم خلق السماوات والأرض.
تدوين مقادير الخلق
عند خلق القلم، أُمر بكتابة مقادير كل شيء، كبيراً كان أو صغيراً. وقد تفق الفقهاء على أن الله كتب كل ما سيحدث إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ، استناداً إلى العديد من النصوص من الكتاب والسنة، وذلك لأسباب متعددة منها:
- التأكيد على علم الله المسبق والذي لا يمكن أن يتغير أو يتبدل.
- تشجيع المسلم على الإيمان وتسليم أمره لله، والرضا بما قدره الله له سواء كان خيراً أو شراً.
- إثبات أن مشيئة الله -عز وجل- هي نافذة ولا يوجد ما يمنعها.
- إظهار قدرة الله وكمال صفاته.
- تعليم البشر أهمية التدوين والكتابة، حيث أن الله الذي يُعفى من النسيان والخطأ قام بتدوين علمه.