أقدم حضارة عرفها التاريخ

حضارة بلاد ما بين النهرين

تعتبر حضارة بلاد الرافدين، التي تقع بين نهري دجلة والفرات، واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في التاريخ، حيث يعود أصلها إلى حوالي 10,000 سنة قبل الميلاد. وقد ساهمت الخصوبة الفائقة للأراضي التي نشأت عليها هذه الحضارة في تعزيز الزراعة وتطوير تربية الحيوانات. وتفوق سكان تلك المنطقة في مهارات الزراعة حيث اعتمدوا على تقنيات الري المستمدة من مياه نهري دجلة والفرات. نتيجة لذلك، تشكلت مجتمعات زراعية متعددة انتشرت عبر أراضي الرافدين، ومع مرور الوقت، تطورت هذه المجتمعات لتصبح مدناً، كان من أبرزها مدينة أوروك التي تقدر آثارها بنحو 3200 سنة قبل الميلاد.

الحضارة السومرية

تعتبر الحضارة السومرية واحدة من أبرز الحضارات التي نشأت في بلاد ما بين النهرين خلال الفترة من 4500 إلى 4000 سنة قبل الميلاد. وقد استقر السومريون لأول مرة في هذه المنطقة، وكان يُطلق عليهم اسم العبيديين الذين شكلوا النواة الأولى لقوة الحضارة السومرية، والتي اعتمدت على الزراعة والصناعة والبناء، بالإضافة إلى فنون صناعة الفخار. تمكن السومريون من توسيع مملكتهم وتأمين نفوذهم وهيمنتهم على منطقتي أوروك وأور ولاجاش. ومن بين ملوكهم، يُعد الملك أور نامو الأبرز، حيث ساهم في ظهور أول قانون مدني في بلاد ما بين النهرين.

الحضارة الأكادية

ظهرت الحضارة الأكادية في بلاد ما بين النهرين في الفترة من 2234 إلى 2154 سنة قبل الميلاد. وقد أسس الإمبراطورية الأكادية الملك سرجون الأكادي، الذي تمكن من توسيع مملكته بفضل جيشه القوي، ليشمل بلاد سومر. وكانت الإمبراطورية الأكادية تمثل أول نموذج للإمبراطورية ذات الثقافات المتعددة، كما تميزت بتجارتها الخارجية وهندستها المعمارية المتطورة، والتي تجلّت بوضوح من خلال بناء الزقورات الشهيرة.

الحضارة البابلية

تعتبر الحضارة البابلية واحدة من أبرز الحضارات التي بزغت في بلاد ما بين النهرين قبل أكثر من أربعة آلاف عام. وقد وصلت الدولة البابلية ذروتها في عهد الملك حمورابي، المعروف بقوانينه المكتوبة التي أُطلق عليها اسم “قانون حمورابي”. استطاع البابليون توسيع حدود دولتهم لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط من الخليج العربي. كما تميزت هذه الحضارة بنهضتها الثقافية والمعمارية، حيث قاموا ببناء العديد من المنشآت الضخمة، ومن أبرزها بوابة عشتار التي تعد مثالاً على براعة البابليين وتفانيهم في فن العمارة وزخرفتها.

الحضارة الآشورية

تأسست الحضارة الآشورية بعد أن تمكن الآشوريون من السيطرة على مناطق محددة من بلاد الرافدين ثم توسيع نفوذهم في عهد الملك توكولوتي نينوروتا الأول الذي استولى على بابل. وقد امتد تأثيرهم حتى شمل الأراضي الفلسطينية وسوريا الحالية. حكم المملكة الآشورية عدد من الملوك العظماء الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير الحضارة الآشورية، من بينهم الملك شلمنصر الأول وملك سيرجون الثاني.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *