أهمية التعلم النشط
يعبر مصطلح التعلم النشط عن أساليب التدريس والتعلم التي تشمل تفاعل الأطفال بشكل فعّال خلال مراحل التعليم والتطور. بدلاً من الاكتفاء بتقليد المعلومات أو حفظها، يسهم التعلم النشط في تعزيز مهارات الأطفال التفاعلية مثل اللغة والتركيز واكتشاف المعرفة. حيث يُشجع المعلمون في مختلف أنحاء العالم اليوم على تبني أساليب وتقنيات التعلم الفعّالة خلال الدروس اليومية، لضمان نمو الأطفال ليصبحوا متعلمين واثقين بأنفسهم، مستعدين لاستكشاف مهاراتهم ومواهبهم الجديدة. كما أن للتعلم النشط أهمية كبيرة، نظرًا لفوائده المتعددة وتطبيقاته الفعّالة في مجال التعليم، ومن أبرز هذه الفوائد:
تعزيز المهارات التعاونية
يُعد التعاون من الركائز الأساسية في مناهج التعلم النشط، كما أنه ضروري في بيئات العمل التي تتطلب العمل الجماعي. يجد الطلاب الذين يمتلكون مهارات تعاون محدودة فرصًا أوسع للتعلم وتحسين مهاراتهم من خلال العمل ضمن مجموعات، حيث تساعد هذه المجموعات الطلاب على تطوير القدرات اللازمة لتحقيق النجاح.
تشجيع المخاطرة
تعتبر الطرق التقليدية للتعلم، مثل الجلوس في الصف وتدوين الملاحظات، أكثر سهولة للطلاب، وقد يواجه البعض منهم صعوبة في الانتقال نحو أساليب التعلم النشط في البداية. ومع ذلك، فإن التعلم النشط يدفع الطلاب للخروج من مناطق الراحة الخاصة بهم من خلال خلق بيئة تشجع على المخاطرة واستكشاف آفاق جديدة. ومع تزايد راحتهم في التعبير عن أفكارهم والدفاع عنها، بالإضافة إلى بناء أفكار بعضهم البعض، يكتسب الطلاب الثقة بالنفس ويفتحون آفاق النمو الفكري.
تنمية التفكير النقدي
يساهم التعلم النشط في تفعيل المشاركة والتفاعل، مما يحول الأطفال من مستقبلين للمعلومات إلى محللين لها. يساعد هذا الأسلوب الأطفال على استنتاج الأفكار، واكتشاف الحجج الأخطاء، وتمحيص المعلومات التي يواجهونها قبل اعتمادها. كما يعزز التعليم النشط تقبل الأطفال للاعتبارات المختلفة وطرح وجهات النظر، مما يساهم في إثراء فهمهم.
تقديم مفاهيم جديدة
يعمل التعلم النشط على تبسيط واستيعاب الأفكار والمفاهيم الجديدة لدى الأطفال، من خلال اعتماد تنويعات متعددة في أساليب التعلم، مما يسهل إدخال المفاهيم الجديدة خلال عمليات التعلم.
توفير الوقت
قد يعتقد البعض أن تنفيذ عمليات التعلم النشط، القائم بشكل كبير على التعلم الإلكتروني، قد يكون مكلفًا أو يستغرق وقتًا طويلًا. لكن الواقع هو أن التعلم النشط يساعد في توفير الوقت وتسريع مسارات التعليم، حيث يمكن أن تكون فائدة فيديو تعليمي مدته دقيقة أكبر بكثير مقارنة بكتاب يحتوي على ملايين الكلمات.
جذب الانتباه وتعزيز الأداء وتقليل التشتت
بشكل عام، يُعد وقت تركيز الطلاب أثناء الحصص الدراسية قصيرًا، بالإضافة إلى أن العديد من الأشخاص يرون أن الطرق التقليدية في القراءة قد تكون مملة وغير جذابة. من ناحية أخرى، يسهم التعلم النشط في استخدام الرسوم المتحركة والطرق التفاعلية والوسائط المتعددة التي لا تجعل الطلاب مشدودين للاهتمام فحسب، بل تساعد أيضًا في الحفاظ على تركيزهم من خلال تقليل الانحرافات.