تُعتبر الزكاة أحد الأركان الأساسية الخمسة للإسلام، وهي واجب على كل مسلم بالغ وعاقل. وقد تم تحديد شروطها من قبل الشريعة الإسلامية، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية.
تمييز زكاة المال عن زكاة الذهب من حيث المضمون
- من المهم أن نلاحظ أن الزكاة تعد من أهم الأعمال التي يقترب بها العبد إلى الله. فهي من حقوق الله على عباده. وقد وعد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأن من يؤدي الزكاة سينال الفلاح والنجاح، حيث قال تعالى:
- (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [المؤمنون:1-4].
- يتراوح نصاب المال المُعتمد إلى 85 غرامًا من الذهب، و595 غرامًا من الفضة.
- لكن من المهم أن نلاحظ أن الأسعار قد تغيّرت في الزمن الحالي بالنسبة للذهب والفضة.
- هذه الآراء مُتفق عليها من قِبل الأئمة الأربعة: المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة، وفي الزمن الحالي نصاب الذهب يقترب من 85 غرامًا ونصاب الفضة يُعادل 595 غرامًا.
للاستزادة من المعلومات، يمكنكم الاستفادة من هذا الرابط:
شروط زكاة المال
بعد التعرف على الفروق بين زكاة المال وزكاة الذهب، فإن المال ينقسم إلى عدة أنواع تُخضع للزكاة، وهي كما يلي:
- تشمل الزكاة الذهب والفضة والأوراق المالية، وكما تم الإيضاح سابقًا، الزكاة المطلوبة في الذهب تكون ربع العشر عند وصوله إلى 20 مثقالًا.
- أما الفضة فتكون عند بلوغها 200 درهم، وفيما يتعلق بالأوراق المالية، فعندما تتساوى قيمتها مع قيمة الذهب والفضة، تُخرج ربع العشر إذا أكملت السنة.
- كما تشمل بهيمة الأنعام والتي تبرز في كل من البقر والضأن والإبل. إذا حال عليها الحول وبلغت النصاب، يكون على مالكها إخراج مقدار الزكاة الواجب.
- إذا كانت الأنعام تُستخدم للتجارة، فلا تُخضع للزكاة.
- كذلك تشمل الزكاة المخرجات من الأرض، مثل الثمار التي تُخزن وتُجمع. نصاب المحاصيل يُقدر تقريبًا بـ 624 كيلوغرامًا.
- الثمار المسقية بالمطر تُخضع لعشر الزكاة، أما تلك التي سُقيت بدون المطر تُخرج نصف العشر، والتي سُقيت بماء مختلط تُخرج ثلاثة أرباع العشر.
- أما عن الخارج من البحر مثل الأسماك واللؤلؤ، فإن نسبة الزكاة لها تُقدر ب¼ العشر شرط أن تكون لأغراض التجارة.
- أما المخرجات من الأرض كما يُطلق عليها الركاز، فإن مقدار زكاتها يكون خمسي.
- بالنسبة للأشياء التي تستخدم في التجارة مثل العقارات والآلات والأغذية، تُخرج عنها الزكاة بمقدار ¼ العشر.
- لكن إذا كانت هذه الممتلكات للاقتناء فقط، فلا يجب إخراج زكاة عليها.
المصارف المعتمدة للزكاة
في كتابه الكريم، أوضح الله تعالى كيفية صرف الزكاة، حيث أُشير إلى عدة مصارف مُحددة. قال تعالى:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:60].
شروط المزكي
يجب أن نكون على دراية بالشروط المطلوبة لتقبل الزكاة، وهي كما يلي:
- يجب أن يكون الشخص مسلمًا، حيث لا تجب الزكاة على الكافر، وهذا يُعتبر بالإجماع. ورد في القرآن:
- (وَمَا مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَبِرَسولِهِ وَلا يَأتُونَ الصَّلاةَ إِلّا وَهُم كُسالى وَلا يُنفِقُونَ إِلّا وَهُم كارِهونَ).
- كما يجب أن يكون المزكي حرًا وليس عبدًا حيث لا تقبل الزكاة من العبد.
- من الضروري أن يكون بالغًا عاقلًا. وبحسب الحنفية، فإن الصبي والمجنون يجب أن يُخرج وليهم الزكاة عنهما.
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاستفادة من هذا الرابط:
الأموال المعفاة من الزكاة
تجدر الإشارة إلى وجود بعض الأموال التي لا يُشترط فيها الزكاة، وهي كالتالي:
- كل ما يحتاجه الشخص في حياته اليومية، كالمسكن، الأثاث، الملابس، وهكذا.
- بالنسبة للذهب والفضة، هناك اختلاف بين العلماء في وجوب الزكاة، والأفضل إخراج زكاة لتفادي هذه الخلافات.
- لا تُفرض الزكاة على الأشياء المعدة للإيجار مثل السيارات والعقارات، ولكن تجب الزكاة على أجورها، إذا كانت معتبرة كماليات وتجبت الزكاة عند انقضاء الحول.
- كذلك لا تشمل الزكاة المعادن غير الذهب والفضة، مثل الأحجار الكريمة والمجوهرات، إلا إذا كانت للتجارة والتي تتطلب زكاة التجارة.
- الدّيون التي لا يُمكن تحصيلها (مثل الديون على المعسرين) لا تُعتبر زكاة، حيث يكون من الصعب الحصول عليها.
حكم الزكاة
- تُعتبر الزكاة فريضة مُجمعة عليها، ومن يُنكر ذلك يوصم بالكفر، إلا إذا كان حديث عهد بالإسلام.
- أما التهاون في أداء الزكاة، فقد اختلف في حكمه، فمنهم من قال بأنه يعد كفرًا. ومع ذلك، يعد فعل كبير عظيم.
- يتوجب على المسلم القلق في أداء حق الله من الزكاة، فإن ذلك يُعزز ثروته ويحقق الزيادة والبركة له.
التمييز بين زكاة المال وزكاة الذهب من حيث التعريف
زكاة المال
- زكاة المال هي واجب ديني المفروض على المسلمين الأغنياء، وهي ركن من أركان الإسلام.
- تطبق الزكاة على الأموال والممتلكات التي تتجاوز النصاب (الحول)، والتي تبقى لدى صاحبها لمدة سنة هجرية كاملة. تُدفع نسبة مُعينة من هذه الأموال لصالح الفقراء والمحتاجين.
- تتحدد نسبة الزكاة بحسب نوع المال وقيمته.