يُعتبر الفرق بين التراويح وقيام الليل موضوعًا أثيرًا للكثيرين الذين يسعون للتقرب إلى الله تعالى من خلال الأعمال الصالحة. ومن المهم معرفة المزيد عن هذه العبادات.
الفرق بين التراويح وقيام الليل
- التراويح هي عبادة مخصصة لشهر رمضان المبارك.
- أما قيام الليل فهو عبادة وسنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تعتبر مستحبة، وتُعد من العبادات القريبة من الله تعالى.
- يمكن القول إن الفرق بينهما ضئيل، حيث إن كلاهما يعد عبادة واحدة، ولكن التراويح مخصصة لشهر رمضان، بينما يمكن أداء قيام الليل في أي وقت من السنة للتقرب من الله عز وجل.
صلاة التراويح
تعريف صلاة التراويح
- التراويح هو جمع ترويحة، ويدل معنى هذه الكلمة على الراحة بعد مجموعة من الركعات. وهذا يفسر سبب تخصيص هذا الاسم لها.
- تُسمى التراويح بذلك لأنها تتضمن فترات من الراحة بين الركعات. على سبيل المثال، إذا كنت ستؤدي 8 ركعات، فعليك أخذ استراحة قصيرة لدقيقتين بعد الركعة الرابعة قبل المتابعة.
- عدد الركعات في التراويح غير محدد، على الرغم من أن الحد الأدنى هو 8 ركعات، وتُؤدى مثنى أي ركعتين في كل مرة.
- تبدأ صلاة التراويح بعد صلاة العشاء وتنتهي قبل وقت السحور في شهر رمضان المبارك.
- بعد الانتهاء من التراويح، يُمكن أداء صلاة الشفع والوتر ثم القيام بصلاة قيام الليل، كما يمكن الاكتفاء بصلاة التراويح كونها تُعتبر قيام الليل في شهر رمضان.
وقت صلاة التراويح
يمكن أداء صلاة التراويح بعد الانتهاء من صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر خلال ليالي رمضان. ويعد الثلث الأخير من الليل من أفضل الأوقات لأداء هذه الصلاة، حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ…).
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:
قيام الليل
قيام الليل في اللغة
- القيام يُعتبر نقيض الجلوس، والليل هو الفترة الزمنية التي تبدأ بعد غروب الشمس وتستمر حتى الفجر.
قيام الليل في الاصطلاح
- يُشير مصطلح قيام الليل لدى فقهاء الدين الإسلامي إلى تخصيص جزء من الليل، أو ساعة منه، لأداء العبادات مثل الصلاة، قراءة القرآن، وأذكار التسبيح للتقرب إلى الله.
- أفضل الأوقات لأداء القيام هو الثلث الأخير من الليل بعد صلاة العشاء والشفع والوتر.
- يمكن تخصيص الوقت قبيل صلاة الفجر، أي ما يعادل 3 أو 4 ساعات، حسب التوقيت المحلي لكل دولة.
- الليل يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء وإتمام العبادة في الجزء الأخير.
- كذلك يُفهم قيام الليل كإشغال المواطن بساعة أو جزء من الليل لطاعة الله بالأعمال الصالحة.
- وبالإضافة إلى ذلك، توجد عبادة مقاربة جداً لقيام الليل تُعرف باسم التهجد، بمعناه الصلاة بعد النوم أو النهوض للصلاة بعد الاجتهاد للاستيقاظ.
- ويُعتبر التهجد من الكلمات المتضادة في لسان العرب، حيث تُشير الكلمة إلى الشخص النائم، ويعبر اللغويون عن اجتهاده للنهوض إلى الصلاة بعد الاستيقاظ من النوم.
أوجه الشبه بين التراويح وقيام الليل
- رغم الاختلافات بين التراويح وقيام الليل، لا يمكن إنكار وجود نقاط تشابه عدة بينهما، مثل كونهما عبادات مستحبة وسُنن مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كلاهما يُؤدى بعد صلاة العشاء في الليل، ويمكن أداؤهما فرديًا في المنزل أو المسجد، مع وجود إمكانية أداء التراويح جماعة.
- كذلك، فإن عدد الركعات مفتوح في كلا العبادتين، حيث يمكن أداء عدد الركعات التي تناسب كل فرد، ركعتين في كل مرة حتى الانتهاء.
مشروعية التراويح وقيام الليل
- يأتي الإجماع العام من العلماء على مشروعية صلاة التراويح استنادًا إلى الحديث النبوي الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث قالت:
- (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ…).
- وأيضاً أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خشيته من أن تُفرض هذه الصلاة على الناس، وهو ما يعكس أهمية هذا العمل.
- يعتبر قيام الليل عبادة رُخّصت للناس لاستشعار الرحمة والقرب من الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها كما ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها: (كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).
