السنغال
السنغال، المعروفة رسميًا بجمهورية السنغال، تعد واحدة من الدول الإفريقية البارزة الواقعة في الجزء الغربي من القارة. جاءت تسميتها نسبةً إلى نهر السنغال الذي يحدد الحدود الشمالية للدولة. العاصمة داكار هي مركز ثقافي وحضاري يُعرف بتنظيمه لرالي داكار الشهير للدراجات النارية منذ عام 1977. يعتمد النظام السياسي في السنغال على الجمهورية الرئاسية، بينما يمتاز الاقتصاد المحلي بقوة فعالة من خلال عدة قطاعات كالتعدين، الزراعة، السياحة، والثروة السمكية. وفقًا للإحصاءات، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 39.72 مليار دولار في عام 2016.
موقع السنغال
تحتل السنغال موقعًا جغرافيًا مميزًا في غرب إفريقيا، حيث تطل من الحدود الغربية على سواحل المحيط الأطلسي. تمتد الحدود البرية للسنغال على طول 2684 كيلومترًا، وتجاور خمسة دول: موريتانيا من الشمال، مالي من الغرب، غينيا من الجنوب الشرقي، وغينيا بيساو من الجنوب. كما تحيط سنغافورة بدولة غامبيا، التي تلتقي أيضًا مع المحيط الأطلسي من الغرب. تتواجد إحداثيات العاصمة بين خطي الطول 14°0′ شمالاً و14°0′ غربًا.
الجغرافيا السنغالية
تبلغ مساحة جمهورية السنغال 196,722 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها في المرتبة 88 عالميًا من حيث المساحة. يبلغ طول السواحل البحرية للسنغال 531 كيلومترًا. يتكون معظم سطح البلاد من سهول رملية، لكن الطابع الجغرافي يتغير نحو الغرب حيث تتواجد السواحل الأطلسية. تعتبر شبه جزيرة الرأس الأخضر، حيث تقع العاصمة داكار، النقطة الغربية الأقصى في إفريقيا، والتي تشتمل على بعض الهضاب الصغيرة من الصخور البركانية، كما تحتوي على ميناء داكار، أحد أبرز الموانئ الأفريقية.
تتمتع السنغال بمناخ استوائي حار ورطب، حيث يمتد الموسم الجاف من نوفمبر إلى مايو، بينما تشهد الأشهر من يناير ويوليو وأغسطس هطول أمطار وفيرة. نتيجة للتنوع الجغرافي، يمكن تحديد ثلاثة مناخات رئيسية داخل البلاد، وهي:
- المناخ الساحلي: يتمتع به المناطق الغربية للسنغال ولاسيما المطلة على ساحل المحيط، حيث يكون الشتاء معتدلاً والصيف لطيفًا، مع متوسط درجة حرارة تصل إلى 17 درجة مئوية في الشتاء و27 درجة مئوية في الصيف، ومعدل هطول الأمطار يُقَدَّر بـ500 ملم.
- المناخ الأفريقي الشمالي: يظهر في المناطق القريبة من نهر السنغال، مع توفر درجات حرارة منخفضة، تتراوح بين 14 درجة مئوية في الشتاء و22 درجة مئوية في الصيف. وفي الفترة من يوليو حتى أكتوبر، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية، وبمعدل هطول 360 ملم.
- المناخ السوداني: يتواجد في المناطق الجنوبية ويتميز برطوبته وحرارته العالية، إذ يمكن أن يتراوح معدل الهطول بين 740-1270 ملم دون الحاجة إلى الري لزراعة الأشجار.
سكان السنغال
تشير إحصائيات عام 2016 إلى أن عدد سكان السنغال يبلغ حوالي 14,320,055 نسمة، مما يجعلها في المرتبة 73 عالميًا من حيث عدد السكان، مع نسبة نمو سكاني تبلغ 2.42%. عاصمة داكار تضم أكبر تجمع سكاني في البلاد، حيث يقدر عدد سكانها بحوالي 3.52 مليون نسمة وفقًا لأرقام عام 2015. اللغة الفرنسية تُعتبر اللغة الرسمية والمهيمنة في السنغال، بالإضافة إلى 4 لغات محلية تشمل الوولفية، البولارية، الجولا، والماندجاك.
تشكل المجموعة العرقية الوولفية النسبة الكبرى من السكان بنحو 38.7%، تليها مجموعة البولار بنسبة 26.5%، ومن ثم السيريريون الذين يمثلون 15%. بينما تشكل مجموعة الماندجاك نسبة 4.2%، وفقًا لإحصاءات عام 2011. الدين الرئيسي في السنغال هو الإسلام، الذي يعتنقه حوالي 95.4% من السكان، في غالبهم ينتمون للطائفة الصوفية. وتنتشر المسيحية بشكل بسيط، حيث تصل نسبتهم إلى 4.2%، بينما يمثل أتباع الديانات الوثنية 0.4% فقط.
تاريخ السنغال
يمتد تاريخ السنغال إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث وُجدت آثار قديمة تعود إلى العصور الحجرية القديمة والحديثة التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. في القرن الحادي عشر، اخترقت شعوب الفولاني والتكرور نهر السنغال، وجاء الاسم من شعوب الآزناك الذين استقروا في شمال السنغال وموريتانيا. أصبح عام 1040 علامة فارقة مع تأسيس مملكة إسلامية تُعرف بالرباط، كما ظهرت مملكة الوولفية التي استمرت حتى القرن السادس عشر، ثم انقسمت إلى أربعة أقسام، لكنها استعادت وحدتها في القرن السابع عشر. في عام 1776، أسس المسلمون التكروريون كونفدرالية دينية في فوتا.
في عام 1444، وصلت الرحلات الاستكشافية الأوروبية إلى السنغال وكان البرتغاليون أول الواصلين، حيث أسسوا مراكز تجارية على الساحل الغربي. بحلول القرن السابع عشر، ضعفت سيطرة البرتغاليين، مما أدى لاحتلال الفرنسيين والهولنديين للمنطقة. في عام 1659، سيطرت فرنسا على المنطقة وأسست مركزًا تجاريًا في الجزر المطلة على الساحل، واستحوذت على المناطق المحتلة من قبل هولندا لتقوم بتجارة الذهب، العبيد، واللبان العربي.
لم يقتصر التدخل الأوروبي على الفرنسيين فقط، بل كانت لبريطانيا دور في احتلال بعض المناطق، مثل سانت لويس وجزيرة غوريه، لكن سرعان ما أعادت بريطانيا هذه المناطق للفرنسيين في عام 1816. كان للتأثير الفرنسي عواقب واضحة، حيث ظلّت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في السنغال حتى اليوم. ومن بين الإجراءات التي قامت بها فرنسا، نقل العاصمة من سانت لويس إلى داكار في عام 1902، إضافة لبناء سكة حديدية في عام 1886 التي تربط بين المدينتين.
مع تزايد حركات الاستقلال في إفريقيا وآسيا، ازدادت المطالب في السنغال بالتحرر، وكانت أولى محاولات التمرد مستقلة في إضراب عمال السكك الحديدية بين عامي 1948-1947. في 4 أبريل 1960، حصلت السنغال رسميًا على استقلالها من الاستعمار الفرنسي، باعتمادها على دستور صُوِغ في عام 1959.