ما هو المَنّ والأذى عند تقديم الزكاة للفقير، وما هو جزاؤهما؟ لقد بات واضحًا في عصرنا الحالي أن هناك الكثير من حالات المَنّ والأذى والرياء في هذا السياق.
فقد أصبح من الشائع في الآونة الأخيرة من قِبَل بعض الأفراد أن يقوموا بتقديم صدقاتهم وزكاتهم أمام الكاميرات والأجهزة التصويرية المختلفة.
تعريف المَنّ والأذى
- المَنّ هو عندما يقوم الشخص بذكر النعمة التي قدمها للآخر، مثل أن يقول:
- ألا تذكر أنني في يوم كذا منحتك مبلغًا معينًا، وقدمت لك المساعدة بكذا.
- أما الأذى، فهو كل ما يسبب إيذاءً للشخص، سواءٌ كان ذلك عبر الأقوال أو الأفعال أو التصرفات.
- (مثل إزعاج الشخص بسؤاله عن حاجته).
- وقد ذكر ابن عباس- رضي الله عنه- أن المَنّ يكون عائدًا على الله- عز وجل- (تَعالى الله- عز وجل- عن ذلك علوًا كبيرًا)، في حين أن الأذى يقع على الفقير.
حكم المَنّ والأذى عند دفع الزكاة
إن المَنّ والأذى والرياء تعد من الأفعال التي منعت الشريعة الإسلامية وحرمتها.
- وقد أثنى الله- تعالى- في كتابه الكريم على الذين ينفقون أموالهم بإخلاص وبسخاء، ويقدمون كلمة طيبة وابتسامة للفقير.
- كما ورد عن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه روى عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قوله:
- (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعْطِي شيئًا إلَّا مَنَّهُ، والمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الفاجِرِ، والمُسْبِلُ إزارَهُ)، [صحيح مسلم: 106].
ما هو الواجب على المؤمن عند دفع الزكاة والصدقة؟
- من الضروري أن نتجنب الفخر والغرور والعُجب ونبتعد عن التكبر على إخواننا، جميعنا مخلوقون من تراب، وكلنا سنعود إليه.
- وعلينا أن نتحلى بالاستقامة والتواضع ونطمع في ما وعدنا الله- عز وجل، فهو- سبحانه- قال:
- «فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى»، [النجم: 32].
- وخلاصة ما ورد عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:
- (ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)، [صحيح مسلم: 2588].