دور عملية البناء الضوئي في الحياة
فيما يلي عرض تفصيلي لدور البناء الضوئي في حياة الكائنات الحية على كوكب الأرض:
دور البناء الضوئي في توازن الغازات في الغلاف الجوي
تكتسب عملية البناء الضوئي أهميتها من كونها المصدر الرئيسي لإنتاج الأكسجين في الجو، وهو غاز حيوي تحتاجه معظم الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة.
حيث تستغل النباتات في هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه الحيوانات والبشر، مع استخدام الماء والطاقة الشمسية لتحضير الغذاء الضروري لها. ومن خلال هذه العملية، تطلق النباتات الأكسجين إلى الغلاف الجوي، والذي تستخدمه الكائنات الحية الأخرى في عملية التنفس.
وبذلك، فإن البناء الضوئي لا يقتصر فقط على كونه عملية حيوية للنباتات، بل يساهم أيضًا في تحقيق توازن بين نسب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
دور البناء الضوئي في حياة النباتات
تعتبر النباتات كائنات ذاتية التغذية، أي أنها تعتمد على نفسها لتوفير الغذاء. ويتم ذلك عبر عملية البناء الضوئي حيث تستخدم النباتات الماء والطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الطاقة الضرورية لها.
دور البناء الضوئي للبشر والحيوانات
إلى جانب كونه مصدر الغذاء للنباتات، فإن البناء الضوئي له أهمية كبيرة في إمداد الكائنات الحية الأخرى بالغذاء أيضا. فالنباتات الخضراء تعد المنتج الرئيسي في النظام البيئي، وتعتمد جميع الكائنات الحية الأخرى عليها بشكل مباشر أو غير مباشر كمصدر للغذاء. في حال انقطاع عملية البناء الضوئي، سينخفض توفّر الطعام والمواد العضوية على الأرض بشكل ملحوظ.
كيف تحدث عملية البناء الضوئي؟
تبدأ هذه العملية بامتصاص النباتات للماء (H2O) من التربة عبر الجذور، وكذلك امتصاص ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الهواء عن طريق ثقوب دقيقة في أوراقها وزهورها، إضافة إلى امتصاص الطاقة الضوئية من الشمس لصناعة الجلوكوز. يتم ذلك من خلال تكسير جزيئات ثاني أكسيد الكربون والماء في تفاعل كيميائي تنشأ بفضله الطاقة الضوئية.
ثم يتم إعادة تنظيم هذه الجزيئات لتكوين الجلوكوز وغاز الأكسجين، حيث تتفكك جزيئات الجلوكوز بواسطة الميتوكوندريا إلى طاقة يمكن للنبات استخدامها للنمو وإصلاح الأجزاء المتضررة، بينما يتم إطلاق الأكسجين إلى الغلاف الجوي من خلال الثقوب نفسها التي تُدخل منها ثاني أكسيد الكربون.
يمكن تمثيل هذه العملية بالمعادلة التالية:
6CO2 + 12H2O + الطاقة الضوئية → C6H12O6 + 6O2 + 6H2O
أنواع عملية البناء الضوئي
يمكن تقسيم عملية البناء الضوئي إلى نوعين رئيسيين، كما يلي:
البناء الضوئي المؤكسد
يعتبر النوع الأكثر شيوعًا، وسُمي بذلك لأنه يتم فيه إطلاق الأكسجين كمنتج ثانوي. يحدث هذا النوع في النباتات والطحالب والبكتيريا الزرقاء.
وفي هذه العملية، تُنقل الطاقة الضوئية الإلكترونات من الماء الذي تمتصه الجذور إلى ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الكربوهيدرات. وخلال هذه العملية، يتناقص مستوى ثاني أكسيد الكربون أو يُستقبل إلكترونات، مما يؤدي إلى أكسدة الماء نتيجة فقده للإلكترونات، وينتج عن ذلك الكربوهيدرات بالإضافة إلى الأكسجين.
البناء الضوئي غير المؤكسد
هذا النوع من البناء الضوئي يُعرف بعدم إطلاق الأكسجين خلاله، ويحدث غالبًا في أنواع معينة من البكتيريا، مثل بكتيريا الكبريت الخضراء والبكتيريا البنفسجية ذات التغذية الضوئية. في البناء الضوئي غير المؤكسد، تُستخدم مانحات للإلكترونات غير الماء، مما يؤدي إلى عدم إنتاج الأكسجين.