مكان خاتم سليمان
لم يُذكر في أي نص شرعي من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الصحيح ما يشير إلى موقع خاتم سليمان أو مكان تواجده. كما أن جميع الأحاديث المتعلقة بالخاتم، بشكل عام، قد ضعّفها العلماء؛ فلم يُثبت عن سليمان -عليه السلام- أي حديث صحيح في هذا الصدد. وما ورد في الكتب هو من قبيل الإسرائيليات التي لم تصحح من قبل أهل العلم، وبالتالي فإن مكان الخاتم يبقى علمًا لله تعالى، وقد يكون مدفونًا مع سليمان -عليه السلام-.
ومن بين الروايات غير الصحيحة المتعلقة بخاتم سليمان، يُذكر أن سليمان -عليه السلام- ذهب ليتطهر، فأعطى الخاتم لزوجته. فتجسد أحد الشياطين في صورة سليمان، واستولى على الخاتم من زوجته، وانتحل شخصيته، مما أدى إلى طرد سليمان من مملكته ليتحول إلى صياد.
وقد أراد الله -عز وجل- أن يفقد الشيطان الخاتم، فوقع في البحر، وابتلعته سمكة، صادها صيادون وقدموا بها لسليمان -عليه السلام-. وعندما تناولها، وجدت الخاتم داخلها، وبذلك استعاد ملكه. وهذه الرواية تشير إلى أن سليمان كان يسيطر على ملكه بواسطة هذا الخاتم، مع التأكيد على عدم صحة هذه القصة وإلى أنها لم تثبت بنص شرعي.
النبي سليمان عليه السلام
تعريف بالنبي سليمان
هو سليمان بن داود -عليهما السلام- واحد من أنبياء الله -عز وجل-، ورث الملك بعد أبيه داود -عليه السلام-. اختاره الله -تعالى- للنبوّة، وقد ذُكر في عدة سور من القرآن الكريم مثل سورة البقرة، وسورة ص، وسورة النمل. قال الله -سبحانه وتعالى- في ذكره: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).
معجزات النبي سليمان
حكم سليمان بني إسرائيل بعد أبيه داود -عليه السلام- الذي أوصاه بالعدل بين الناس. وقد عُرف سليمان بالحكمة، والعلم، والذكاء، وأيّده الله -تعالى- بمعجزاتٍ عديدة، مثل فهمه للغة الطيور والحيوانات، ورؤيته للجن والشياطين وتسخيرهم لأداء المهام. كما سخّر الله -عز وجل- الرياح لأوامره، حيث قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ* وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ).
قصة سليمان مع ملكة سبأ
من القصص المعروفة عن نبي الله سليمان -عليه السلام-، هي قصته مع ملكة سبأ، حيث كان سليمان -عليه السلام- يفهم لغة الحيوانات والطيور. وفي يوم من الأيام، لاحظ غياب الهدهد من جيشه، فغضب وهدده بعقابٍ إذا لم يُقدم سبب غيابه.
عندما عاد الهدهد، أخبر سليمان -عليه السلام- أنه جاء من سبأ، حيث رأى فيها مملكة قوية تديرها امرأة تعبد الشمس. فأرسل سليمان لها رسالة يدعوها وقومها إلى الإيمان بالله -عز وجل- وعبادته وحده.
تشاورت ملكة سبأ مع قومها حول مضمون رسالة سليمان، وأجمعوا على إرسال هدية له للتحقق إن كان نبيًا صحيحًا أم ملكًا طامعًا. لكن سليمان -عليه السلام- أبلغ رُسُل بلقيس أنه ليست لديه أطماع في الهدايا، ثم أرسل أحد جنوده ليأخذ عرش بلقيس إليه. وبعد وصولها، آمنت بدعوة سليمان -عليه السلام-.