نظريات علم الاجتماع
نظريات علم الاجتماع تُعتبر إطارًا علميًا يتضمن مجموعة من الخصائص التي تتعلق بالبحث العلمي وشروطه، حيث توفر هذه النظريات شروطًا محددة تُعبر عن دورها في مجال علم الاجتماع. من أبرز فروع علم الاجتماع هو علم الاجتماع التربوي، الذي يُعنى بدراسة التأثيرات التربوية على المجتمع. هذا العلم استحدث نتيجة للتطورات الاجتماعية، ويسعى إلى تعزيز الديمقراطية التعليمية وفهم العلاقة بين الطلاب والمدارس والمجتمع بشكل عام، معتمدًا على أساليب البحث الدقيقة.
أهم نظريات علم الاجتماع التربوي
يمكن تصنيف نظريات علم الاجتماع التربوي إلى نظريتين رئيسيتين:
- النظرية التفاعلية الرمزية.
- النظرية المعرفية.
النظرية التفاعلية الرمزية
مفهوم النظرية التفاعلية الرمزية في علم الاجتماع التربوي
النظرية التفاعلية الرمزية تُعتبر من الركائز الأساسية في النظرية الاجتماعية، حيث تركز على فهم العناصر الصغيرة للتفاعل الاجتماعي قبل الانتقال إلى فهم الأنماط المجتمعية الأكبر. تعكس هذه النظرية كيف أن فهم سلوك الأفراد يشكل خطوة أولى نحو إدراك النسق الاجتماعي ككل.
خصائص نظرية التفاعلية الرمزية
تتسم النظرية التفاعلية الرمزية بالخصائص التالية:
- تعتمد هذه النظرية على منهج يوضح كيف تتصل أفعال الأفراد ببناء أدوارهم داخل المجتمع، وذلك من خلال توقعات الأفراد تجاه بعضهم البعض.
- تركز بشكل خاص على بناء الأدوار وسلوكيات الأفراد في السياقات الاجتماعية.
- لا تركز النظرية على تحليل الأدوار فحسب، بل تستكشف التفاعلات الرمزية المبنية على اللغة والمعاني والصور الذهنية.
- تُعزز الفهم الذاتي للأفراد، بحيث يتطلب من الأشخاص فهم أدوار الآخرين في المجتمع.
أهم مصطلحات النظرية التفاعلية الرمزية
هنا بعض المصطلحات الأساسية المتعلقة بالنظرية التفاعلية الرمزية:
- التفاعل: هو عملية اتصالية مُتبادلة بين الأفراد أو بين الفرد والمجتمع.
- المرونة: قدرة الفرد على التصرف في ظل ظروف معينة.
- الرموز: مجموعة من العلامات أو الرموز الاصطناعية التي تُستخدم لتسهيل التواصل، وهي تقتصر على الإنسان.
- الوعي الذاتي: قدرة الفرد على تمثيل الدور المتوقع منه من قبل الآخرين.
أشهر ممثلي النظرية التفاعلية الرمزية
من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير النظرية التفاعلية الرمزية:
- جورج هربرت ميد (1863-1931): أستاذ في جامعة شيكاغو، الذي أسس الأفكار المحورية لهذه النظرية، وجُمعت أعماله بعد وفاته من قبل طلابه في كتاب بعنوان (Self and Society).
- هربرت بلومر (1900-1986): وافق ميد على أن التفاعل الرمزي يمثل السمة المميزة للتفاعل البشري.
- روبرت بارك ووليم إسحاق توماس: وهما من مؤسسي النظرية التفاعلية الرمزية.
النظرية المعرفية
مفهوم النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي
تعرف النظرية المعرفية بأنها دراسة الروابط بين أنواع المعرفة المختلفة والهياكل الاجتماعية، حيث تركز على التفاعلات الوظيفية بين أنواع المعرفة وأشكالها.
خصائص النظرية المعرفية
يتسم هذا الاتجاه بالخصائص التالية:
- تعتبر المبادئ التي تحدد كيفية توزيع المعرفة التربوية.
- ترتبط بالمعارف المتوافرة في النظام التعليمي، وتعتبر مدخلًا حقيقيًا للعملية التعليمية.
- تهتم بتفحص الثقافات الفرعية في المجتمع وتأثيرها على قيم الأطفال وتوجهاتهم ومستواهم العلمي.
- تدرس العلاقة المتبادلة بين التعليم والتغييرات الاجتماعية.
- تعتمد أسلوب البحث السوسيولوجي الدقيق.
أهم مصطلحات النظرية المعرفية
وفيما يلي بعض المصطلحات الأساسية المتعلقة بالنظرية المعرفية:
- نظم المعرفة: تشير إلى أن المعرفة هي نتيجة لجهود جماعية، وليست نتاج عمل فردي.
- توزيع المعرفة: تأخذ المعرفة شكلها وفقًا لتدرج قيمتها، حيث تُعتبر خاصية أساسية لدى بعض الجماعات لتمكين الأفراد من تحقيق المكانة الاجتماعية.
- الموضوعية والنسبية: تسعى المعرفة في الأساس إلى حل المشكلات التي تواجه الإنسان، مما يجعل تحسين الأوضاع الإنسانية معيارًا مهمًا في تطوير المعرفة.
- رأس المال الثقافي: وفقًا لبوردو، يعبر عن الدور الذي تلعبه الثقافة السائدة في إعادة إنتاج أو ترسيخ هياكل التفاوت الطبقي في المجتمع.
أشهر ممثلي النظرية المعرفية
من بين الشخصيات البارزة التي ساهمت في تطور النظرية المعرفية:
- مايكل يونغ: العالم الذي دشن علم اجتماع المعرفة التربوية في عام 1971 من خلال كتابه (علم اجتماع التربية الجديد)، حيث انتقد النموذج التقليدي في هذا المجال.
- برونر: رائد حركة العودة إلى الأساسيات في التعليم، من خلال عمله على إصلاح المناهج التعليمية.
- بيير بوردو: يركز في آرائه على أن الثقافة تمثل وسطًا يُستخدم لإعادة إنتاج هياكل التفاوت الطبقي.